ما هو السبب وراء تدخل البنوك المركزية بسعر صرف عملاتها
تقوم بعض البنوك المركزية باللجوء إلى بيع أو شراء عملتها الأجنبية في سوق الصرف الأجنبي من أجل التأثير على قيمتها، هذا ما يعرف بتدخل البنوكالمركزية في أسواق سعر صرف عملاتها. هذه الطريقة هي جديدة نسبياً في مجال السياسة النقدية، لكن تم استخدامها من قبل العديد من الدول سابقاً مثل اليابان، سويسرا وغيرها للسيطرة على قيمة العملات. يمكن تخفيض قيمة العملة لبلد معين من خلال شراء العملات الأجنبية، وبالمقابل يمكن زيادة قيمة العملة لبلد معين من خلال بيع العملات الأجنبية. بالنسبة إلى الجزء الأكبر فكان الهدف الرئيسي من التدخل في أسواق صرف العملات هو إبقاء قيمة العملات المحلية أقل بالنسبة إلى العملات الأجنبية. فلماذا قد تلجأ العديد من البلاد إلى إتباع هذه السياسة؟
الجواب هو لأن سعر صرف عملة مرتفع يعني ضعف في الصادرات المحلية بسبب قلة جاذبيتها أمام البضائع الأجنبية لأن البضائع المحلية تصبح أغلى من البضائع الأجنبية. لذلك عادةً ما تلجأ العديد من الدول في هذه الحالة إلى تخفيض قيمة عملتها في خطوة لزيادة صادراتها ونموها الإقتصادي. يمكن القول أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت الدولة الأولى التي قامت بإتباع هذه السياسة في فترة الكساد الكبير عندما قامت ببيع [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الأمريكي من أجل الحفاظ على معيار [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] في ذلك الوقت. لكن التدخل في سعر صرف العملات من قبل البنوك المركزية لم يبدأ فعلاً لغاية الفترة الأخيرة حين بدأت ظواهر العولمة تنتشر وأثارها الإقتصادية على المجتمعات.
إذا اردنا أخذ مثال على الدول التي قامت باستخدام بالتدخل في سعر صرف عملاتها، أن الصين هي الدولة الأمثل. بما أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت المستورد الأكبر من الصين وإقتصاد الصين كان قائم على الإستيراد، ارادت الحكومة الصينية ضمان عدم إرتفاع قيمة اليوان الصيني مقابل الدولار الأمريكي. لجأت عندها الصين الى بيع اليوان لشراء الأصول الأمريكية المقومة بالدولار مثل سندات الخزانة والحفاظ على ربط العملة بقيمة الدولار الأمريكي.
وفي الآونة الأخيرة، قام بنك اليابان والبنك الوطني السويسري بالتدخل في أسواق العملات من أجل حماية عملاتهم من التقدير المفرط. وبما أن البلدان يعتبران ملاذاً أمن للمستثمرين، غالباً ما ارتفعت قيمة صرف اليوان والفرانك السويسري في أوقات الإضطراب الاقتصادي الأمر الذي دفع البنوك المركزية إلى التدخل في السوق.
ويعرف التدخل في سعر صرف العملة المباشر عموماً بمعاملات الصرف الأجنبي التي تتم من قبل السلطة النقدية والتي تهدف إلى التأثير على سعر الصرف، اعتماداً على ما إذا كانت التغييرات الحاصلة في القاعدة النقدية أم لا. تشمل كلا الأساليب بيع وشراء العملات الأجنبية والسندات المقومة في تلك العملات إما بهدف زيادة أو تخفيض قيمة العملة في سوق الصرف الاجنبي العالمي. بينما التدخل في سعر صرف العملة غير المباشر هو السياسة التي تؤثر على سعر الصرف بشكل غير مباشر. بعض الأمثلة هي ضوابط رأس المال (الضرائب أو فرض قيود على المعاملات الدولية في الأصول)، والرقابة على الصرف (تقييد التجارة في العملات). قد تؤدي هذه السياسة إلى عدم الكفاءة أو تقليل الثقة في السوق، ولكن يمكن استخدامها كعنصر تحكم بالضرر في حالات الطوارئ.
إثنين من الصعوبات التي تواجه البنوك المركزية هو تحديد توقيت وكمية التدخل. فإن كمية الاحتياطيات، نوع المتاعب الاقتصادية التي تواجه البلاد، وظروف السوق المتغيرة باستمرار تجعل اتخاذ أفضل مسار للعمل صعب. ويمكن أن تكون تدخلات النقد الأجنبي محفوفة بالمخاطر لأنها يمكن أن تقوض مصداقية البنك المركزي إذا فشلت في الحفاظ على الاستقرار.