نعم متشائمون بنظرتنا إلى اليورو

بتداولات الغد الموعد المنتظر مع اجتماع البنك المركزي الأوروبي والذي يعتبر الحدث الأهم أوربيا لهذا الشهر وذلك لخطورة الأوضاع الأوربية الاقتصادية من ناحية وأهمية القرارات المنتظرة من ناحية أخرى .
نقول لسادة البنك المركزي الأوروبي ،الفرص لا تتكرر كثيرا بالحياة بشكل عام وفي عالم الاقتصاد بشكل خاص .
ومن هنا نجدد التذكير بالملاحظة التي كررتاها كثيرا بأن قرارات المركزي الأوروبي تأتي دوما متأخرة وتكون على شكل رد فعل لتهدئة الأسواق لا أكثر.
فسياسات المركزي الأوروبي من ناحية اقتصادية تعتبر سياسات ترقيع اقتصادية لا سياسات حلول واقعية تهدف الى إيجاد الحلول .
نعم فتخفيض الفائدة قد يصلح لحل أزمة اقتصادية إن كانت هذه الأزمة بالمربع ((A) ِ) ولكن التخفيض ان جاء متأخرا فانه يعتبر مجرد ترقيع بحال تم اتخاذ القرار في الوقت الذي تكون فيه الأزمة بالمربع ((B))،ويصبح قرار التخفيض مجرد رقعة أو ابره مهدئة لا أكثر .
وهذا حال قرارات المركزي الأوروبي فبالوقت الذي يتطلب الوضع الاقتصادي إقرار برنامج تيسير كمي كبير كان القرار للمركزي الأوربي تخفيض رمزي لمعدل الفائدة مع جملة انه على استعداد لاتخاذ القرار المناسب مستقبلا وحسب تطور الأوضاع ،ثم ينتقل بفترة أخرى إلى قرار يكاد عقيما من الناحية العملية لتواضعه وهو إقرار فائدة سلبية رمزية على الودائع ،وعند الوصول إلى برنامج التيسير الكمي نجد بأنه دون التوقعات بكثير .
وخلال المرحلة الفاصلة ما بين كل قرار وأخر يصدف أن تشذ بعض النتائج للبيانات الاقتصادية وتأتي على بعض الايجابية (كارتفاع بسيط جدا بالتضخم مثلا ) هنا نجد بأن حمائم ألينك المركزي يتحولون إلى صقور ويطلقون التعليقات المتفائلة فتكون احد النتائج ارتفاع بقيمة اليورو تدمر الايجابية المحدودة التي اكتسبها الاقتصاد الأوروبي من الانخفاض السابق بقيمته .
بتداولات الغد تترقب الأسواق اجتماع البنك المركزي الأوروبي مع توقعات بان يتم اتخاذ قرارات جديدة مع عودة التراجع الاقتصادي وارتفاع المخاطر بدخوله بالانكماش .
الأسواق تتوقع أن تسمع قرارات تيسيريه جديدة تكون قادرة على محاربة التضخم المنخفض وإعادة النمو إلى المسار المطلوب .
وبدون قرار تيسيري كبير يتمثل برفع القيمة الشهرية لبرنامج التيسير كعنوان رئيسي فالرد سيكون قاسيا للأسواق .
الفرصة الأخيرة متوفرة حاليا لان يكون القرار جديا لا مجرد ترقيع وان تكون احد نتائجه انخفاض كبير بأسعار اليورو ،انخفاض يدعم تحقيق الأهداف المطلوبة ،فهل يفعلها سادة المركزي الأوروبي ويستغلون الفرصة ؟
بكل الأحوال الاستحقاقات الكبيرة على اليورو قادمة بكل الأحوال وبدون تخفيض اليورو لمستويات حول او دون ال1.000مقابل الدولار الأمريكي فالانهيار لاقتصاد منطقة اليورو هو ما يلوح بالأفق ، نعم مستمرين بنظرة التشاؤم لليورو