إجتماع البنك المركزي الأوروبي - ما الذي يجب أن تركز عليه
أظهر البنك المركزي الأوروبي في اجتماعاته الأخيرة وتحديداً منذ إجتماع 3 ديسمبر 2015 إستعداده لدعم الإقتصاد في حال دعت الحاجة لذلك. فقد عمد ماريو دراغي وأعضاء مجلس البنك المركزي الأوروبي الى تخفيض الفائدة بجميع انواعها ( الفائدة المرجعية، فائدة الإيداع ، فائدة الاقتراض ) بالإضافة الى تمديد تاريخ إنتهاء برنامج التيسير الكمي 6 أشهر من سبتمبر 2016 الى مارس 2017 وأيضاً زيادة وتيرة الشراء الشهري لبرنامج التيسير الكمي من 60 مليار [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الى 80 مليار يورو. لم يتوقف البنك المركزي عند هذه القرارات بل أصدر برنامج جديد للتمويل والاقراض طويل الاجل TLTRO2 بإستحقاق 4 سنوات، كما خفض توقعات النمو لعام 2017 الى 1.7% وعام 2018 الى 1.8%. أما من ناحية معدل التضخم، فقد توقع البنك المركزي أن يصل المعدل الى 1.3% خلال عام 2017 و 1.6% في عام 2018 اثر إنهيار أسعار [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] وأزمة المعروض.
يعقد البنك المركزي الأوروبي إجتماع نهار الخميس المقبل حيث يلي هذا الإجتماع تصريح منتظر لماريو دراغي. منذ إجتماع المجلس الأخير في 10 مارس 2016 لم تطرأ تغيرات جوهرية، إذا بدأ التيسير الكمي الموسع ( 80 مليار يورو شهرياً ) حيز التنفيذ في 1 ابريل ما يعني أنه لم تستطع الأسواق قياس فعالية الزيادة لحد الأن. بما أن إحتمالات تعديل أسعار الفائدة أو برنامج التيسير الكمي خلال هذا الإجتماع ضئيل، سيركز السوق على الأرجح على تصريح ماريو دراغي الأمر الذي يمكن أن يحدث تقلبات هامة خلال مؤتمره الصحفي.
وأظهر مسح اجراه البنك المركزي الأوروبي يوم الثلاثاء أن هناك تحسن في ظروف عرض القروض للشركات واستمرار إرتفاع الطلبات عليها، الأمر الذي يدعم الانتعاش المستمر في نمو القروض. من جهة أخرى تم تشديد معايير الائتمان على القروض المنازل للأسر بينما تستخدم البنوك السيولة التي تم الحصول عليها من البنك المركزي الأوروبي عبر برنامج التيسير الكمي لإعطاء قروض. أظهر المسح أيضاً أن معدل الفائدة على الودائع السلبي كان تأثيره ايجابي على حجم الإقراض، في حين كان تأثيره سلبي على الأرباح الصافية لدى البنوك.
يظهر الجدول مدى قوة توقعات السوق بأن مجلس البنك المركزي الأوروبي لن يقدم على تخفيض أسعار الفائدة إذ أن هناك إحتمال تثبيت أسعار الفائدة عند 0.00% تصل الى 89% بينما تخفيض أسعار الفائدة الى -0.10% يصل الى 11%. كما ذكرنا في أول المقالة، أن غياب تغيرات جوهرية منذ آخر إجتماع لبنك المركزي الأوروبي الى الأن، سمحت للأسواق المضاربة على تصريح ماريو دراغي معتبرين أنه لن يكون هناك أي تغير في أسعار الفائدة أو حتى في برنامج التيسير الكمي. أراء بعض أعضاء مجلس البنك المركزي الأوروبي
عدة تصاريح ادلى بها رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي منذ آخر إجتماع، للتذكير أن دراغي وللرد على احد الصحفيين خلال الإجتماع الأخير أجاب أنه لا يتوقع المزيد من تخفيض أسعار الفائدة بحسب المعطيات الاقتصادية الحالية، ما دفع اليورو حينها الى الإرتفاع. في تصريح آخر له في الشهر السابق، أكد دراغي في أن المخاطر لا تزال في ألإتجاه الهابط على التضخم والنمو وأن السياسات النقدية غير كافية وحدها لإجراء إصلاحات هيكلية إقتصادية في منطقة اليورو. ثم أضاف قائلاً أن هناك تحسن في الوضع الإقتصادي ولكن المستقبل لا يزال غير مؤكد وأنه مستعد لإستخدام كل الأدوات المتاحة إذا لزم الأمر. من جهة أخرى، كان لماريو دراغي تصريح في بداية شهر ابريل في مجلس الدولة البرتغالي أكد خلاله أن هناك تحديات تواجه الإقتصاد الأوروبي في ظل تراجع الإقتصاد الدولي وان البنك المركزي غير قادر وحده على تحقيق إستقرار مستدام في منطقة اليورو.
كان تصريح نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي فيتور كونستانسيو مختلف عن باقي الأعضاء، إذ اشار أن لسياسة أسعار فائدة سلبية حدود لذلك أن البنك المركزي سوف يتجنب إستخدام المزيد من التخفيض على أسعار الفائدة. شدد كونستانسيو على أنه كانت خطوات المجلس مناسبة للأوضاع الحالية وأن لدى البنك المركزي سياسات مالية أخرى لدعم الإقتصاد إذا دعت الحاجة.
من جهته صرح عضو مجلس البنك المركزي الأوروبي بيتر برايت أن فائدة الإيداع لم تصل الى الحد الادنى مشيراً الى إحتمال تخفيضها إذا لزم الأمر، فيما تبقى توقعاته لمستويات التضخم عند مستويات منخفضة لفترة من الوقت. وأنهى برايت تصريحه بالقول أن إحتمالات تخفيض أسعار الفائدة واردة كلما إستمر معدل التضخم تحت المستوى المستهدف عند 2%.
إيركي ليكانين أحد أعضاء مجلس البنك المركزي الأوروبي لم يكن تصريحه مختلف عن باقي أعضاء المجلس إذا أكد على أن معدلات الفائدة سوف تبقى منخفضة لفترة من الوقت ولكن لا يزال البنك المركزي يملك الكثير من الأدوات التي يمكن أن يستخدمها بالإضافة الى اجراءات تحفيزية في حال تراجعت الأوضاع الإقتصادية.
إذا اردنا أن نلخص تصاريح أعضاء مجلس البنك المركزي الأوروبي، يمكن أن نستنتج بسهولة القاسم المشترك بينهم. إذ يتفق كل الأعضاء على أن أسعار الفائدة سوف تبقى منخفضة لفترة من الوقت وأن على السياسة مشاركة البنك المركزي في خطواته لتحفيز الإقتصاد، عبر إصلاحات في الاقتصاد وخفض في الضرائب على سبيل المثال بالإضافة أن البنك المركزي الأوروبي لديه الكثير من الأدوات التي يمكن أن يستخدمها إذا لزم الأمر.
لا يوجد أي مبرر لكي يغير ماريو دراغي تصريحه في المؤتمر الصحفي الذي يلي إجتماع مجلس البنك المركزي الأوربي في 21 ابريل، على الأرجح وإستناداً الى ما سبق سوف يؤكد على إستمرار أسعار فائدة منخفضة لفترة من الوقت بالإضافة الى إحتمال تدخل البنك المركزي من جديد في حال دعت الحاجة. الأمر الذي يمكن أن يختلف على تفسيره السوق والذي سوف يترجم بتقلبات على اليورو. للمتداولين الذين يتداولون على المدى البعيد، في حال لم تكونوا متأكدين من إتجاه اليورو العام، ادعوكم الى قراءة [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الذي تم نشره مؤخراً. أما للمتداولين الذين يتداولون على المدى القصير ادعوكم لمتابعتي عبر تويتر لتغطية مباشرة لتصريح ماريو دراغي عند الساعة 4:30 PM في توقيت السعودية.
إجتماع البنك المركزي الأوروبي - ما الذي يجب أن تركز عليه
المواضيع المتشابهه 
