الخميس العظيم: إحتمال خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي سيعقّد على الأرجح تقديرات التضخم
التوقعات الأساسية للجنيه الاسترليني:محايدة إرتفاع الجنيه الاسترليني/[عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الأمريكي إثر القراءة الضعيفة لمؤشر مدراء المشتريات الخدماتي، "البريغزيت" في دائرة الأضواء زوجالجنيه الاسترليني/الدولار الأمريكي يتداول عند منتصف القناة
منذ سبعة أشهر فقط، كنّا في صدد ترقّب إعلانات الخميس العظيم لبنك انجلترا مع إعداد أنفسنا لإحتمال سماع تعليق حول زيادة معدلات الفائدة في المستقبل غير البعيد. الخميس العظيم هو حدث يتبلور مرّة في كلّ فصل ويحمل في طيّاته سلّة من إصدارات البيانات التي ينشرها بنك انجلترا: قرار فائدة لجنة السياسة النقدية، محضر الإجتماع وتقرير التضخم الفصلي للمصرف.
بالطبع، لم نسمع أي شيء حيال زيادة المعدلات في نوفمبر، وفي الأشهر السبعة منذ ذلك التاريخ، لم تظهر دلائل كثيرة حول إمكانية ظهور أي شيء من هذا القبيل في أي وقت قريب (كالعام القادم مثلاً، على الأقلّ). مع ذلك، لم يكن هذا بمثابة موقف حذر تمامًا من قبل بنك انجلترا، بما أنّ الحاكم مارك كارني لجأ يوم الخميس العظيم في الفصل السابق الى تقليل فرضيّة تخفيض معدلات الفائدة أكثر. وبعد فترة وجيزة في فبراير، رأينا عنصر خطر آخر يعزّز احتمال سيناريو البريغزيت، إذ تقترب الممكلة المتحدة من إجراء إستفتاء على مصير البلاد لناحية استمرار عضويتها في الإتّحاد الأوروبي. [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ]
يجعل مزيج عناصر الخطر المتعلّقة بالإقتصاد الكلّي التي تواصل الدوران حول الاقتصاد البريطاني (والعالم بالمجمل)، المترافقة مع المجهول المطلق للفرضيات أو حتّى تأثيرات سيناريو البريغزيت، التوقعات الأساسية للجنيه الاسترليني أكثر غموضًا ممّا هي عليه في الوضع الطبيعي. ليس هنالك محرّك واضح على كلا جانبي العملة في الوقت الراهن، ويعتمد بنك انجلترا موقفًا صامتًا نسبيًا خلال الأشهر التسعة الماضية، في حين بقي كان النمو متدنيًا والتضخم ضعيفًا. يمكن أن يتغيّر كلّ ذلك بشكل ملحوظ في حال صوّت الناخبون البريطانيون لصالح الخروج من الإتّحاد النقدي في 23 يونيو، وسيجعل ذلك على الأرجح تقرير التضخم الفصلي الذي سيصدر في هذا الأسبوع القادم مثيرًا للإهتمام، إذ يواجه المصرف مجموعة مشوّشة من المتغّيرات التي سيستند إليها في توقع مسار الأجل القريب للإقتصاد البريطاني.
من المرجّح أكثر رؤية بنك انجلترا يتّخذ موقف حذر يوم الخميس العظيم هذا من دون القيام بالكثير من التعديلات على السياسة أو التوقعات. لقد سمعنا سابقًا إشارة المصرف الى تصرّفه بشكل حذر أكثرمن العادة أزاء البيانات خلال هذه الفترة، وذلك في اجتماع أبريل؛ وكتّجار، ينبغي علينا ترجيح هيمنة موجة كثيفة من التذبذبات، مع اقتراب موعد تصويت البريطانيين في 23 يونيو.
السؤال الكبير بالنسبة الى قرار الفائدة هو في ما إذا كنّا سنشهد إختراقًا لإجماع المصرف في أبريل عندما صوّتت لجنة السياسة النقدية بنسبة 9 مقابل 0 لصالح الحفاظ على المعدلات عند 0.5%. في حال رأينا إنشقاقًا لصالح تخفيض المعدلات، من الممكن أن يختبر الجنيه الاسترليني بعض الضعف، على الرغم من أنّ حدّة هذه التحرّكات ستتدنّى بسرعة نظرًا الى السرعة التي يمكن من خلالها للأمور أن تتغيّر في الأسابيع الستّة القادمة.
بسبب هذا المناخ الغامض مع اقتراب يوم الخميس العظيم ولربّما الإستفتاء البريطاني الأكثر أهمّية، ستبقى توقعات الجنيه الاسترليني محايدة.