شهدنا يوما مفاجئا من حيث التداولات الجمعة الماضية حيث حقق الدولار مكاسب مقابل جميع العملات الرئيسية عقب صدور تقرير الوظائف بأفضل من التوقعات من التوقعات. في الوقت الذي حقق فيه الدولار مكاسب قوية نجد أن أسواق الأسهم أيضا شهدت أداء إيجابيا. و هذا يثير التساؤلات فيما إذا تحقق انعكاس للاتجاه العام لتحركات الأسواق يوم الجمعة. فمنذ انهيار بنك ليمان بروذرز العام الماضي نجد أن الدولار يتداول بطريقة عكسية مع وول ستريت. و بعد شهر من التداولات القوية للأسهم الأمريكية و الضغوطات السلبية على الدولار، نجد أنه مع دخولنا في نهاية الأسبوع الماضي حدث انعكاس في تحركات الأسواق. الحركة التي شهدها الدولار ستدق أجراس الإنذار بين المستثمرين اللذين سيتوجب عليهم توخي الحذر في جلسات التداول المقبلة نظرا لهذا الانقسام الذي قد ينجم عنه اختلاط في العوائد التي من الممكن تحقيقها.
من خلال تقرير التغير في الوظائف باستثناء القطاع الزراعي تبين أن الولايات المتحدة قد خسرت في تموز 247 ألف وظيفة مقارنة بالتوقعات -320 ألف. و رغم أن الأمريكيين يستمرون بخسارة الوظائف إلا أن هذه القراءة بعثت بالتفاؤل بأن أسوأ مراحل هذا الركود الحاد قد تم تجاوزه و أن الاستقرار قد بدأ بالسيطرة على الاقتصاد. هذا و صدر أيضا يوم الجمعة قراءة معدل البطالة التي وصلت في تموز إلى نسبة 9.4% و لكن بأقل من التوقعات التي أشارت إلى ارتفاعها بنسبة 9.6%. بعد أن تداول في الجزء الأضعف من مداه مقابل سلة من العملات الرئيسية، تمكن الدولار من الصعود بقوة يوم الجمعة، و رغم أنه يستمر متواجدا في منتصف الجزء السفلي لمداه إلا أن هذه المكاسب التي نجح بتحقيقها ستثير دهشة العديد من المشاركين في الأسواق. اليوم تفتقر الولايات المتحدة لصدور أية بيانات اقتصادية هامة، بينما غدا سيكون يوما هادئا نسبيا، لكن يوم الأربعاء سيتجه تركيز الأسواق على اجتماع البنك الفدرالي الذي سيقوم بالإعلان عن قراره لسعر الفائدة، حيث سيحاول المستثمرين الانتباه إلى التوقعات المستقبلية بالنسبة للاقتصاد من قبل الفدراليين. بعد الاستمتاع بتداولات يوم الجمعة نجد أن المتداولين سيحرصون على متابعة الدولار عن كثب إذ سيتم النظر في أداء العملة الأمريكية مقارنة مع نتائج أسواق الأسهم، في محاولة منهم لفهم فيما إذا كانت تحركات يوم المجمعة فريدة أم أنها ستكون تطورا جديدا و هاما بالنسبة لمعايير
التداولات.