اليوان الصيني يتجه لتسجيل أسوأ أداء شهري في ربع قرن

يتجه اليوان الصيني إلى تسجيل أسوأ أداء شهري في 25 عاماً «ربع قرن»، خلال أغسطس/ آب الجاري، حيث إن تصعيد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة يضر ثقة المستثمرين، وشهدت العملة الصينية خسائر 3.9% مقابل الدولار الأمريكي في أغسطس الجاري حتى الآن. ومن شأن هذه الخسائر أن تكون الأكبر منذ يناير/ كانون الثاني عام 1994، عندما تم تبني نظام سعر الصرف الحديث.
وكانت الورقة الخضراء كسرت حاجز ال7 يوانات للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية في ظل تصعيد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم، وتأثر اليوان سلباً كذلك من إشارات حول تباطؤ الاقتصاد وسط رهانات بشأن مزيد من تخفيف السياسة النقدية.
وحدد بنك الشعب الصيني السعر المرجعي اليومي عند 7.0810 يوان للدولار وهو مستوى أقوى من المتوقع والبالغ 7.1055 يوان لكل دولار، وذلك للجلسة الخامسة على التوالي أمس الثلاثاء. وتراجعت العملة الصينية إلى أضعف مستوياتها منذ بداية عام 2008 في الأسبوع الجاري بعد تهديدات التعريفات المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين يوم الجمعة الماضي.
وتوقع بنك أوف أمريكا ميريل لينش في مذكرة نشرتها وكالة «بلومبيرج» الأمريكية أن البنك المركزي الصيني قد يسمح للعملة بالانخفاض إلى مستوى 7.5 يوان لكل دولار بحلول نهاية العام الحالي. وتراجع اليوان الصيني أمام الدولار الأمريكي أمس بنحو 0.2% لتصعد الورقة الخضراء إلى مستوى 7.1623 يوان بعد أن وصل إلى 7.17 يوان في وقت سابق من التعاملات.
وارتفع الين الياباني وتراجعت عائدات السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات أمس الثلاثاء، وارتفعت العملة اليابانية 0.4% إلى 105.63 ين مقابل الدولار في أحدث التعاملات لكنها لم تكن بقوة مكاسب الاثنين حين سجلت أعلى مستوى في ثلاثة أعوام.وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 1.5097%، ليظل منحنى العائد منقلباً مع تسجيل عوائد سندات عامين 1.5264%، في مؤشر على ركود وشيك.
وتراجع اليوان الصيني في المعاملات الخارجية، الحساس لنزاعات التجارة بين واشنطن وبكين، بعد أن هوى إلى مستوى قياسي منخفض عند 7.1870 مقابل الدولار في اليوم السابق. ونزلت العملة 0.1% إلى 7.1770 يوان.
وهبطت الليرة التركية 0.4% إلى 5.8452 مقابل الدولار وكانت قد نزلت يوم الاثنين أكثر من عشرة% في ثاني انحدار خاطف لها هذا العام.
واستقرت معظم العملات الرئيسية، وزاد اليورو 0.1% إلى 1.1113 دولار في حين نزل المؤشر الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات 0.2% إلى 97.898، وارتفع الجنيه الإسترليني 0.2% إلى 1.2242 دولار و0.1% أمام اليورو إلى 90.765 بنس. وفي أسواق المعادن، ارتفع الذهب أمس الثلاثاء، بعد أن سجل الجلسة السابقة ذروته في أكثر من ست سنوات، مع استمرار قلق المستثمرين وإقبالهم على المعدن كملاذ آمن في ظل عدم التيقن المحيط بالنزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وكان السعر الفوري للذهب أمس مرتفعاً 0.3% إلى 1530.28 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ إبريل/ نيسان 2013 عند 1554.56 دولار الاثنين، وصعدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.2% إلى 1540.80 دولار.
وقال أولي هانسن محلل أسواق السلع الأولية في بنك ساكسو «من الواضح أن التركيز منصب على التطورات الأمريكية الصينية. التقارير الواردة من الصين على جبهة التجارة تنبئ بأننا أبعد ما نكون عن أي تغير في الأزمة الحالية.»
وأضاف «وفي ظل أرقام النمو في ألمانيا التي تشير إلى ركود، لا يوجد مبرر يذكر لبيع الذهب إذا كنت تحوزه بأي قدر، ما يبقي السوق كما هي تقريباً حتى مع تراجع نبرة المواجهة على صعيد التجارة.» وارتفعت الفضة 0.5% في المعاملات الفورية إلى 17.73 دولار للأوقية، لتظل قرب أعلى مستوى في عامين الذي سجلته الجلسة السابقة، وتقدم البلاتين والبلاديوم 0.6% إلى 859.72 دولار و1482.50 دولار للأوقية على الترتيب.


(وكالات)