افتتاح الأسواق الاميركية

تراجع الجنيه الاسترليني مقابل الأخضر لليوم السادس على التوالي، إذ قلّص المستثمرون شهيتهم للمخاطر، في ظلّ انخفاض معدّلات الصرف الى قاع 1.4854 خلال تجارات ليلة امس. وفي هذه الأثناء، قال وزير التجارة البريطاني بيتر ماندلسن إن تقليص العجز سيتحقّق، "لكن فقط عندما، يستأنف النمو"، وأفاد ان الخلل الحاصل في الطلبات الاقتصادية جوهري ويحتاج الاقتصاد الى حوافز نقدية وضريبية مستمرّة على حدّ سواء."

ونتيجة لذلك، يتوقّع على نطاق واسع ان يبقي بنك انجلترا معيار الفائدة ثابتًا عند 0.50% يوم الخميس، ويرجّح أن يحافظ على خيار توسيع نطاق برنامج الطوارىء، في وقت لا يزال يرى فيه الساسة مخاطر بقيام تأخر الانتعاش. وفي غضون ذلك، أظهر الجدول الاقتصادي تراجع قطاع الإنشاء في المملكة المتحدة على غير المتوقّع وفق أسرع وتيرة له في فبراير، مع انخفاض مؤشر مدراء المشتريات من 48.6 في يناير الى 48.5 ، بيد انّ الأوضاع قد تتحسّن بالمضي قدمًا، إذ لا يزال توسّع السياستين النقدية والضريبية يعزز عجلة الاقتصاد الحقيقي. وعلى الرغم من ذلك، يخمّن المشاركون في الأسواق أن يوسّع بنك انجلترا برنامج شراء الأصول خلال الأشهر المقبلة، سعيًا لتخفيف المخاطر الانخفاضية للنمو والتضخم، ومن المرجّح أن تلقي تقديرات المزيد من التخفيضات بثقلها على معدّلات الصرف، إذ قلّص المستثمرون توقّعاتهم لرفع معدّلات الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.

انخفض اليورو الى قاع جديد للعام عند 1.3434 عقب تزايد نفور المخاطر، وتبدو العملة الموحّدة مستعدّة لإختبار الحدود الدنيا لقناة الاتجاه الهابط اعتبارًا من ذروة يناير (1.4581)، في ظلّ بقاء تحرّكات الأسعار دون المتوسط الحسابي لعشرين يوم عند 1.3663. وفي غضون ذلك، هبطت تقديرات مؤشر أسعار المستهلك في منطقة اليورو الى معدّل سنوي بلغ 0.9% في فبراير من 1.0% في الشهر السابق، في حين ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.7% في يناير، متطابقًا بشكل كبير مع التوقّعات. وبما ان ضغوطات الأسعار لا تزال متدنية، من المرجّح أن يبقي البنك المركزي الأوروبي تكاليف الإقتراض عند قاعها التاريخي عند 1.00% خلال قرار الفائدة المرتقب في وقت لاحق من الأسبوع، وقد يعتمد الرئيس جان كلود تريشيه آفاقًا حذرة للسياسة المستقبلية، إذ لا يزال مجلس الإدارة متمسّكًا ببنده الوحيد ألا وهو ضمان استقرار الأسعار