العملة ذات العائد المرتفع أصبحت تهدد المستثمر بقص سعر الفائدة
الأمس و على الرغم من مشاهدتنا لأحد أكبر البنوك و المؤسسات المصرفية في أمريكا يعلن خسائره الفادحة في الربع الثالث- ليمن بروذرز، إلى أن ذلك لم يمنع المستثمرين من ترك الإستثمارات خارج لولايات المتحدة من أصول و أسواق مالية، و إنما خفض سعر الفائدة في نيوزلندا فجر اليوم إلى 7.50% بعد أن كانت 8.00%، قد أثار المخاوف و القلق من الإستثمارات ذات العائد المرتفع، و أن في نهاية المطاف ستلجأ البنوك المركزية لخفض سعر الفائدة بسبب تراجع النمو العالمي في جميع الإقتصادات الكبرى منها الرئيسية و الصغرى، فلم يعد مخاوف الركود الإقتصادي محتكرة على أمريكا بل إمتدت إلى العالم، و في هذا الوقت بدأت الولايات المتحدة تتطلع إلى الوقت التي سيتعافى به اقتصادها من التركيز على التدهور الإقتصادي، لأنها قد اجتازت الأسوأ، و ذلك على خلاف باقي الإقتصادات ذات العائد العالي بدأ و منذ الربع الثاني تواجه صدمة التدهور الإقتصادي.
فبتراجع المستثمرين عن مراكزهم و وقف استثماراتهم، يعني ذلك تسيل أموالهم و عودتها إلى الدولار الأمريكي و إلى حجر الإقتصاد الأمريكي، الأمر الذي دعم الدولار أمام باقي العملات، و قد ضعف اليورو الأوروبي إلى الأدنى له منذ سنة، فقد سجل الأدنى له عند 1.3934، و ذلك ضمن ساعة إفتتاح الجلسة الآسيوية، ليضرب حافة القناة الهابطة اللحظية السفلي، مما كان سيفتح أمامه المزيد من الهبوط، و الممكن أن يشكل قناة أخرى أكثر هبوطاً في حال كسرها، و لم يتعدى الأعلى له صباح اليوم مستوى 1.3987. و على الرغم من ظهور البيانات الألمانية، من هدوء الضغوط التضخمية في شهر آب على مبيعات الجملة بإنخفاض مقداره 1.8%، بعد أن كان في تموز بقيمة 1.7%، أما على المستوى السنوي فقد هدأ إلى 7.4% بعد أن كان مرتفعاً بقيمة 9.9% في القراءة السابقة.
و الجنية الإسترليني الذي يحمل سعر فائدة الأكبر بين العملات الرئيسية 5.00%، و في نفس الوقت يعتبر الآن من أكثر الإقتصادات تدهوراً معرض إلى حالة من الركود التضخمي في حالم لم تهدأ أسعار النفط، فقد إنخفض في أواخر جلسة الأمس إلى 1.7473، و لكن الأدنى له صباح اليوم لم يتعدى 1.7482، و الأهم من ذلك أنه لم يصل إلى 1.7470 الذي لمسها في 8 من شهر أيلول الحالي، لأنه بذلك يعني أنه أنها الحركة التصحيحية متوسطة المدى إلى الأعلى و بدأ نزعة إنخفاضية أقوى، لأن القناة الإنخفاضية التي كونها في أواخر شهر آب تشير إلى إنغماس أكبر في المستويات المتدنية، و لكن عاد و أرتفع صباح اليوم إرتفاعاً طفيفاً وصل إلى الأعلى له عنج 1.7534، و لكن ليس من المتوقع أن يتعدى الحاجز 1.7611، في أقوى حالاتة، و لكن من الواضح أنه اليوم لا يحمل أي أخبار إقتصادية تدعمه، و إنما في حال ظهرت الأخبار الإقتصادية الأمريكية للميزان التجاري سيئة بدوها قد تزيد من الزخم علية قليلاً.
أما الدولار الأمريكي أمام الين الياباني، فيبدوا أكثر إستقراراً و لكن يحمل بعض النزوع نحو الأسفل و ذلك دعماً من مخاوف المستثمرين من الإستثمار في العملات ذات العائد المرتفع، حيث أصبحت مهددة بمخاطر تراجع النمو و قص الفوائد، لذا وصل اليوم عند أدنى مستوى للدولار مقابل الين عند 107.26، و لم يتعدى الأعلى له عند 107.57، حيث يقف الآن أمام الحاجز 107.31، و في حال كسرة سيمتد في مستوياته المتدنية لصبح الهدف الثاني 107.14.