افتتاح الأسواق الأوروبية: يشهد الدولار الأميركي ارتدادًا، إذ تستعدّ أسواق الصرف لسماع خطاب

تراجع اليورو خلال تجارات ليلة أمس، وخسر 0.2% مقابل الدولار الأميركي. ولم يشهد الجنيه الاسترليني أي تغيير يذكر، مع تسجيله تذبذبات ضمن نظاق غير واضح المعالم بمحاذاة مستوى 1.60. نحافظ على استراتيجيّة محايدة في ما يخصّ زوج اليورو/دولار والجنيه الاسترليني/دولار.

تقدّم الدولار الأميركي والين الياباني مقابل نظرائهما الرئيسيين، إذ حذت الأسهم الآسيوية حذو وال ستريت بالإنخفاض خلال الدورة المسائية، ما عزّز الطلبات على العملات التي تعتبر ملاذًا آمنًا. علاوة على ذلك، هوى مؤشر الأسهم العالمي MSCI لبلدان آسيا والباسيفي بنسبة 0.7% من أعلى مستوى له في عامين سجّله في دورة يوم أمس. وقد يعزى تقلّص شهية المخاطر الى جني المكاسب قبيل الخطاب المنتظر لرئيس بنك الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي، في وقت يعتبر التّجار التعليقات التي سيدلي بها بمثابة مقياس لإمكانية إضفاء المزيد من النخفيضات الكمّية وسط توفير الدعم لأوسع اقتصاد في العالم، في وقت تتزايد فيه دلائل ظهور انكماش على نطاق واسع في النصف الثاني من العام.

تفتقر المفكّرة الاقتصادية للبيانات خلال الساعات الأوروبية، في وقت يرجّح أن تأتي المراجعة النهائية لأرقام مؤشر أسعار المستهلكين في منطقة اليورو لتؤكّد بلوغ معدّل التضخّم السنوي 1.8% في سبتمبر. وفي ظلّ صدور تقرير مماثل من ألمانيا مطلع هذا الأسبوع، من المستبعد أن تثير النتائج تحرّكات في الأسواق، وستساهم في تعزيز التوقّعات القائمة التي تشير الى اعتماد البنك المركزي الأوروبي موقفًا حياديًا خلال المستقبل القريب. في الواقع، يظهر مقياس Credit Suisse الذي يتعقّب تقديرات السياسة انعدام فرص رفع المعدّلات في العام المقبل.
بشكل عام، يبدو أنّ اتّجاه المخاطر سيواصل استحواذه على الأنظار قبيل الخطاب الذي سيدلي به الرئيس بن برنانكي. كما ألقت نائب الرئيس جانيت يلين خطابًا حياديًا خلافًا لما جرت عليه العادة مطلع هذا الأسبوع، ولم يتضمّن محضر اجتماع سياسة البنك المركزي لشهر سبتمبر القدر عينه الذي توقّعه التّجار من التفاصيل المؤيّدة للتخفيض الكمّي. وإذا ما كرّر رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي السيناريو عينه، سيؤدّي ذلك الى تقلّص آمال العودة الوشيكة الى زمن الحوافز، ما يتيح المجال أمام الأخضر للإنتعاش.