رد: اهم التقارير الاقتصادية والسياسية ليوم الثلاثاء 7-4
الثقة تعود..
لقد ملأ التفاؤل و الأمل نفوس الجميع في الأسواق العالمية اليوم مع بداية أسبوعنا الاقتصادي ليستكمل المسيرة التي كان قد بدأها مع نهاية الأسبوع الماضي و يرجع هذا إلى التطورات الأخيرة التي شاهدتها الأسواق خلال الأسابيع القليلة الماضية
و التي أظهرت الكثير من التحسن في مختلف الاقتصاديات العالمية مما جعل الجميع يؤمن أن الاقتصاد العالمي قد تمكن من تخطي أسوأ مراحل الأزمة العالمية و إن الفترة القادمة ستكون تمهيداً لبدأ الحركة التصاعدية للاقتصاد العالمي و العودة إلى الانتعاش من جديد, و نتوقع أن تظهر العلامات الأكيدة مع بداية النصف الثاني من عامنا الحالي...
لقد شاهدنا منذ أواخر عام 2007 التدهور الاقتصادي يتغلغل في جميع جوانب الاقتصاد العالمي ليفتك بكل ما يقف في طريقه من اقتصاديات سوأ كانت عظمى أو صغرى لتسيطر حالة من الجمود على جميع النشاطات الاقتصادية بالإضافة إلى انغماس معظم الاقتصاديات العالمية في الركود الاقتصاد الواحد تلو الأخر دون أي إظهار أي مقاومة لما يواجهونه من دمار اقتصادي, و على اثر هذا التدهور كان هناك عدة عوامل ضعف مشتركة في جميع الاقتصاديات و هي ارتفاع مستويات البطالة بشكل مخيف, انحدار مستويات الطلب على المستوى العالمي إلى أدنى مستوياتها, تدهور قطاع العقارات بشكل حاد, و أخيراً الجمود الذي عانت منه الأسواق المالية و الائتمانية.
لقد صدر اليوم عن الاقتصاد الياباني القراءة الفعلية للمؤشر القائد عن شهر شباط و التي جاءت بقيمة 75.2 أقل من القراءة السابقة التي كانت بقيمة 77.2, في حين جاءت القراءة الفعلية لمؤشر المستجدات عن نفس الشهر بقيمة 86.8 أقل من التوقعات التي كانت بقيمة 89.6.
إن الاقتصاد الياباني يعاني من حالة ضعف شديدة متأثراً بالركود الذي يسيطر على جميع أنحاء العالم, و حيث أن اليابان تعتمد اعتماداً كلياً على الصادرات فإن الضعف الحالي كان متوقعاً تقريباً خاصة مع انحدار مستويات الطلب عالمياً بالإضافة إلى ما شهده الين الياباني من قوة خلال الآونة الأخيرة مما جعل البضائع اليابانية أكثر كلفة على المستوردين الأجانب, الشيء الذي أدى في النهاية إلى ضعف القوة الصناعية داخل البلاد بشكل مرتفع...
و بالنظر إلى الأجندة الاقتصادية اليوم نجد أنها تقتصر في أهميتها على بيانات المنطقة الأوروبية حيث ستكون البداية لمؤشر أسعار المنتجين عن شهر شباط, و نحن نعلم جميعاً أن هذا لمؤشر هو واحد من أهم المؤشرات التي تعمل على قياس مستويات التضخم بجانب مؤشر أسعار المستهلكين, و تشير التوقعات إلى أن القراءة الفعلية المستوى الشهري ستكون أعلى من القراءة السابقة حيث كانت منخفضة بنسبة 0.8% بينما التوقعات تشير إلى قراءة منخفضة بنسبة 0.5%, أما على المستوى السنوي فإن التوقعات تشير إلى أن القراءة الفعلية ستكون أكثر ضعفاً من القراءة السابقة مما يشير إلى أن التوقعات تشير إلى ارتفاع المخاطر التنازلية المتعلقة بالانخفاض التضخمي, و في حالة استمرت الأوضاع على هذا النحو قد تصبح المنطقة الأوربية هي الأسوأ حالاً بين سائر الاقتصاديات العظمى خاصة مع بدأ ظهور علامات تحسن عن كل من الاقتصاد الأمريكي و البريطاني...
كما سيصدر عن المنطقة الأوروبية أيضاً بيانات مبيعات التجزئة عن شهر شباط و لكن التوقعات لا تبشر بخير إطلاقاً حيث أنه تشير إلى أن القراءة الفعلية ستكون أكثر تدهوراً من القراءة السابقة مما يشير إلى أن مستويات الطلب و الإنفاق داخل المنطقة الأوروبية مازالت تتخذ الضعف و التدهور كاتجاه لها, و في حال جاءت القراءة الفعلية مماثلة للتوقعات أو أكثر ضعفاً قد يتأثر اليورو بشدة و قد نراه ينحدر عقب المكاسب الكبيرة التي حققها على أثر التفاؤل الذي يسيطر على الأسواق...
اليوم تغيب البيانات الأمريكية عن الأسواق مما يدفعنا إلى الحديث عن الدولار الأمريكي الذي أظهر الكثير من القوة اليوم خاصة أمام الين الياباني حيث تمكن زوج الدولار/ين من تحقيق الأعلى له في 5 أشهر عند 101.40, و تشير المؤشرات التقنية إلى أن هذه الحركة التصاعدية سوف تستمر و في حال تمكن الزوج من اختراق المستوى 101.60 سوف ينفتح الطريق أمام الزوج حتى المستوى 103.60, و يرجع هذا الارتفاع إلى الحالة النفسية الجيدة التي اعترت الأسواق اليوم و دفعت بمستويات الثقة و التفاؤل نحو الأعلى و نأمل أن تستمر الأوضاع على هذا النحو حتى يتمكن الاقتصاد العالمي من إنهاء هذا التدهور الاقتصادي المريع