رد: اهم التقارير الاقتصاديه والساسيه ليوم الجمعه 17-4
التفاؤل يعود
لقد وصلنا عزيزي القارئ إلى نهاية أسبوعنا الاقتصادي و الذي كان هادئ للغاية في معظم الاقتصاديات بينما كان ممتلئ عن أخره بالبيانات في الاقتصاد الأمريكي الذي يعد أكبر اقتصاديات العام الحديث, و بالرغم من هذه البيانات المتعددة و الكثيرة إلا أن أثرها لم يكن ذات شأن
يذكر تقريباً, و كان الأثر الأكبر لتقارير الأرباح الإيجابية التي صدرت عن بعض الشركات و التي دفعت بقدر كبير من الثقة إلى نفوس المستثمرين من جديد..
استطاعت هذه التقارير الإيجابية أن تحسن من النظرة المستقبلية المتعلقة بأكبر اقتصاد على المستوى العالمي و بدأت التوقعات تشير إلى أن الأزمة الاقتصادية التي أرهقت العالم أجمع بدأت في اتخاذ أخر منعطف في الاتجاه التنازلي قبيل إظهار أولى البوادر الإيجابية و الانتعاش, و كان هذا هو السبب عزيزي القارئ في ارتفاع أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم منذ يوم أمس و حتى الأن.
لقد بدأت التوقعات تشير إلى أن عملة الـ16 اقتصاد مقبلة على ضعف أكثر خاصة عقب أن صرح السيد جون كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي أن البنك مستعد لأتباع كل السبل و المعايير لإنقاذ الاقتصاد الأوروبي من الأزمة الاقتصادية الحالية و التي أطاحت بجميع الاقتصاديات الكبرى داخل المنطقة, الشيء الذي جعلنا نؤمن أن البنك قد يقوم بخفض أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة إذا لزم الأمر من مستوياها الحالي عند 1.25% و هو المستوى الأدنى على الإطلاق منذ تكوين الاتحاد الأوروبي, و قد أدت هذه التوقعات إلى انحدار اليورو كما شاهدنا اليوم أمام الدولار الأمريكي.
و فيما يتعلق بأجندة اليوم الاقتصادية نجد أن البيانات تقتصر على كل من الاقتصاد الأوروبي و الكندي, و ستكون البداية للاقتصاد الأوروبي و بيانات الميزان التجاري لشهر شباط الماضي حيث تشير التوقعات إلى تقلص منسوب العجز في الميزان ليصل إلى 5.0 مليار يورو بعد أن كان العجز بقيمة 10.5 مليار يورو في السابق, كما تشير التوقعات المعدلة موسمياً إلى تقلص منسوب العجز ليصل إلى 4.9 مليار يورو من 5.5 مليار يورو. و من ثم يأتي دور بيانات مخرجات البناء عن شهر شباط أيضاً, و نعلم جميعاً أن مخرجات البناء تقوم بقياس مستويات الإنتاج في قطاع العقارات.
ثم يأتي عقب هذا بيانات الاقتصاد الكندي و هي البيانات التي تمثل الأهمية القصوى اليوم و هي بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن شهر آذار, و مع الأسف نجد أن التوقعات على المستوى الشهري تشير إلى استمرار انحدار مستويات التضخم الشيء الذي يزيد من الضغوط التنازلية للانخفاض التضخمي داخل البلاد.
نعلم جميعاً أن هذا الانخفاض المستمر في مستويات التضخم داخل الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة الأمريكية يرجع إلى الاستمرار في انحدار مستويات الأسعار على المستوى العالمي و خاصة الانحدار في أسعار السلع الرئيسية و أهمها النفط الخام الذي فقد الكثير من قوته منذ أن حقق الأعلى له فوق مستويات 147$ للبرميل في شهر تموز الماضي.
و أخيراً ستكون النهاية للخبر الاقتصادي الوحيد الصادر عن الولايات المتحدة الأمريكية و هو مؤشر ميشيغان لثقة المستهلكين عن شهر نيسان, و نجد أن التوقعات تشير إلى أن القراءة الفعلية سوف تكون أفضل من القراءة السابقة, و نأمل جميعاً حدوث هذا حيث أن مع ارتفاع مستويات الثقة سوف تزيد مستويات التفاؤل في الأسواق و تزداد النظرة المستقبلية تحسناً و سيكون هذا واحد من العوامل الهامة على استمرار التحسن الفعلي داخل الاقتصاد الأمريكي الكبير....