وزارة التربية والتعليم تشن حملة مشددة على المكتبات المدرسية لتفريغها من الكتب التي تحرض السعوديين على الاحتجاج السلمي ضد ولاة الأمر
شنت وزارة التربية والتعليم حملة مشددة لتفريغ المكتبات المدرسية من كتب المفكرين الإسلاميين والاكاديميين السعوديين التي تحرض على التظاهر والاحتجاج السلمي، وتشجع الخروج على ولاة الأمر، وكذلك الكتب التي تصف الإسلام بأنه ثوري وتثير الشقاق بين المسلمين وتفرق صفوفهم.
وشكلت وزارة التربية والتعليم لجنة لمراجعة الكتب بالمكتبات المدرسية ووضع معايير وشروط لوضعها في متناول طلاب المدارس ومن بينها تلك الشروط ان تحتوي الكتب على مفهومة السماحة والطاعة لولي الأمر ونبذ العنف والتطرف، وتزكي الانتماء الوطني ومصلحة المملكة على المصالح الشخصية.
وحملت ادارة التجهيزات بوكالة الوزارة للشؤون المدرسية مسؤولية وجود الكتب المتطرفة بالمكتبات المدرسية لمديري ومديرات المدارس ومسؤولي ومسؤولات المكاتب المدرسية، كما شكلت لجان فرعية بالمدارس لاختيار وفحص وتدقيق الكتب المقدمة على هيئة هبات الى المدارس بجانب لجنة من الوزارة تقوم بدور الفحص والتأكد من محتوى كل كتاب على حده.
وكانت السلطات الأمنية اكتشفت خلال تصديها للاحتجاجات التي اندلعت في المنطقة الشرقية في المملكة ان النشطاء اعتمدوا في احتجاجاتهم على الترويج لنفس الافكار الموجودة في الكتب بالمكتبات المدرسية لبعض المفكرين والمثقفين الإسلاميين، خاصة سيد قطب وحسن البنا بعد ان اعتبر المحتجون طرح الوزارة لتلك الكتب بالمكتبات المدرسية وفي متناول الطلاب هي بمثابة اعتراف حكومي بتلك الأفكار.
وتفحص وزارة التربية والتعليم كتب الإخوان المسلمين في المكتبات المدرسية ومن بينها سلسلة كتب لسيد قطب المنتشرة بالمكتبات بعدد كبير من النسخ منها كتاب "سيد قطب المفترى عليه"، وكتاب "الجهاد في سبيل الله"، وكتاب "معالم في الطريق" وهو الكتاب الذي اثنى عليه ايمن الظواهري احد قيادات تنظيم القاعدة، وكتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، وكتاب "هذا الدين"، وكتاب "خصائص التصور الإسلامي ومقوماته" وغيرها من الكتب الاسلامية التي ترى ان الخروج على الحاكم من الجهاد.
ويؤكد سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق" الطبعة الحادية عشرة ان "وجود الأمة المسلمة يعتبر قد انقطع منذ قرون كثيرة، ولابد من إعادة وجود هذه الأمة لكي يؤدي الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى.. لا بد من بعث تلك الأمة التي واراها ركام الأجيال، وركام التصوّرات، وركام الأوضاع، وركام الأنظمة التي لا صِلة لها بالإسلام ولا بالمنهج الإسلامي وإن كانت لا تزال تزعم بأنها قائمة فيما يسمى العالم الإسلامي".
وقال مسؤول باللجنة الوزارية المكلفة بمراجعة محتوى الكتب بالمكتبات المدرسية ان سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق" ينكر وجود العالم الإسلامي ويخلع الصفة الإسلامية عن الأنظمة العربية بما فيها النظام السعودي الحاكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما لم يستثن أحداً، وإن هذا التوجيه هو الذي ينفذه الإرهابيون فهم يسعون لتقويض الدولة السعودية وقلب نظامها وإقامة الخلافة ليعيدوا بعث الأمة الإسلامية التي حلم بوجودها سيد قطب ووسيلتهم التفجير والتدمير الذي يسمونه جهاداً وهو عين الإرهاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
واضاف ان كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام" لسيد قطب يحتوي على العديد من المغالطات، حيث أيد بطريقة غير مباشرة الخوارج وكفر الأنظمة والمجتمعات الإسلامية من خلال زرع مبادئه الحركية ذات النزعة الثورية، حيث قال "نحن نميل إلى اعتبار خلافة علي امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما".
وزارة التربية والتعليم السعودية الكتب المدرسية
واوضح ان كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام" لسيد قطب يشجع الطلاب على الخروج على الحاكم، حيث قال قطب "أخيراً ثارت الثائرة على عثمان رضي الله عنه واختلط فيها الحق والباطل والخير والشر ولكن لا بد لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمر بروح الإسلام أن يقرر أن تلك الثورة في عمومها كانت فورة من روح الإسلام"، واضاف قطب "إنه لابد من إدراك البواعث الحقيقة لتصرفات الناس في خلال هذه الحياة التاريخية الإسلامية وعلاقة هذه البواعث بالحوادث والتطورات والانقلابات. ولابد من ربط هذا كله بطبيعة العقيدة الإسلامية وما فيها من روح ثورية".
واعتبر عبد السلام بن سالم بن رجاء السحيمي الأستاذ المشارك بقسم الفقه بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وعضو لجنة المناصحة ان "تعميم وزارة التربية والتعليم والمتضمن سحب كتب ذات توجه فكري منحرف قراراً سليماً وحكيماً وفيه مساهمة في معالجة فكر الإرهاب لان هذه الكتب فيها دعوة للتحزب وتهييج المجتمع ضد علمائه وولاة أمره وهي منبع من منابع الإرهاب والتطرف ولها اثر سيء على الطلاب، حيث يعمد بعض المعلمين بحث الطلاب وترغيبهم باقتناء هذه الكتب ومطالعتها والعمل بها ومعظم الطلبة لايستطيعون التمييز بين الحق والباطل الموجود بهذه الكتب فيتأثرون سلبا بمافيها".
واضاف لصحيفة الرياض ان "علماءنا الكبار مثل ابن باز وابن عثيمين يقفون بشدة ضد الكتب المنحرفه ويحذرون منها ومن المناهج المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة التي قامت عليها بلادنا وسار عليها علماؤنا".
وناشد السحيمي وزارة التربية والتعليم بضرورة الاهتمام بالمكتبة المدرسية بحيث تصبح فاعلة، وكذلك العمل على إيجاد البدائل للكتب المنحرفة بكتب تحث على التدين الوسطي الصحيح والمنهج السليم الذي يحسن التعامل مع الآخرين، ويعرف حقوقهم وان تبين للطلبة حقيقة الدعوة الصحيحة وإعادة توضيح بعض المفاهيم الشرعية التي أسيء فهمها مثل الولاء والبراء والتكفيروالجهاد وطاعة ولي الامر وفق المنهج الصحيح.
وزارة التربية والتعليم السعودية الكتب المدرسية
المواضيع المتشابهه 
