لأن ليبيا دولة بترول وذات مساحة كبيرة أمام ملايينها الخمسة العرب، ولأن ليبيا أصبحت الآن تحت سيطرة بريطانيا وفرنسا وأميركا وحلف الأطلسي، قرر الإسرائيليون وكذلك اليهود في إيطاليا ممن جرى تهجيرهم من ليبيا إلى فلسطين وإيطاليا وضع خطة لاستعادة ما يزعمونه من حقوق بصفتهم «ليبيين سابقاً». ولأن الشعب الليبي ومجلسه الانتقالي ينشغلون الآن مع قيادة حلف الأطلسي بالانتقال إلى وضع جديد، سارع عدد من يهود إيطاليا ومن الإسرائيليين إلى المطالبة باستعادة «الكنس اليهودية» والمصالح اليهودية في ليبيا التي تشارك روما وتل أبيب باتخاذ القرار في مستقبلها وعلى مرأى من جماهير الشعب الليبي الذي طرد الاستعمار الإيطالي وأزال عام 1969 القواعد العسكرية الأميركية والإيطالية من أراضيه. فقد كشف الموقع الإلكتروني الإسرائيلي (إسرائيل ماتساف) أن ديفيد غاربي (56 عاماً) وهو إيطالي يهودي من الذين غادرت عائلته ليبيا بعد تحريرها من الإيطاليين حصل على موافقة من المجلس الانتقالي الحاكم في ليبيا على استعادة «كنيس يهودي» في طرابلس في الحي اليهودي هناك، ومع ذلك وجد أن المكان وما يزعم أنه ممتلكات لليهود في طرابلس يحيط به المسلحون من قوات المجلس الانتقالي ولا يسمح له الوضع الآن بالبدء بتنفيذ خطة استعادة النفوذ اليهودي الصهيوني في طرابلس رغم النفوذ القوي لدول حلف الأطلسي في ليبيا.
ويعترف غاربي أنه ساعد «الثوار الليبيين» بصفته طبيباً نفسياً أثناء التنسيق مع القيادة الإيطالية لكن سيطرة المجلس الانتقالي على طرابلس جعلت آلاف الثوار ينتقلون إليها ويعلنون له أنه شخصية غير مرغوب بها في ليبيا وأنه سيقتل إذا لم يغادر فوراً لأنهم لا يريدون عودة يهود إسرائيل أو إيطاليا. ويعترف غاربي أنه كان يقوم بتنظيف الكنيس اليهودي حين جاء إليه ثوار ليبيون وطلبوا مغادرته فوراً أمام أنظار الليبيين الذين نددوا بوجوده فوق الأراضي الليبية.
جريدة الوطن السورية اون لاين
جريدة الوطن السورية اون لاين