انتقد أسلوب عمل هيئة دوري المحترفين ونظام الرعاة الحالي .. العفالق رئيس الفتح:
الأندية الصغيرة مهددة بالانقراض
حذر رئيس نادي الفتح المهندس عبدالعزيز العفالق من الفجوة المخيفة بين الأندية ذات الرعاية الكبيرة وتلك التي لا تجد رعاة، لافتا إلى أنها باتت مهددة بالانقراض تبعا لهذا الوضع. في الجانب الآخر توقع استقرار أسعار اللاعبين خلال سنتين من الآن، مطالبا بتغيير نظام الجمعيات العمومية باعتباره قديما ويحتاج لتطوير حتى لا تكون له إفرازاته السالبة على الواقع الرياضي الحالي، مبينا ــ عبر هذا الحوار المطول الذي أجرته «عكـاظ» معه- أن صرف حقوق النقل التلفزيوني للأندية يجنبها الكثير من القلق ويدفعها لتسديد التزاماتها.. إلى جانب أمور أخرى كثيرة تخص علاقة هيئة دوري المحترفين بالأندية، والتزكية الأخيرة التي حملته لكرسي الرئاسة وأسبابها.. وهنا تفاصيل الحوار معه:
• بداية، ما مدى رضاكم عن مسيرة الفريق الفتحاوي في الدوري حتى الآن؟
ــ ولله الحمد الوضع ما زال جيدا واستطعنا أن نكسب فرقا كبيرة كالنصر الذي كسبناه رغم الظروف التي شهدتها المباراة وتعادلنا أمام الأهلي.
الفجوة مخيفة
• هناك فجوة كبيرة الآن بين الأندية التي لديها رعاة كبار، والأندية التي لا تجد رعاية، فكيف لهذه الأخيرة أن تتجاوز هذه العقبة وكيف تجذب المستثمرين ليكونوا رعاة لها؟
ـــ الآن الفجوة تكبر بشكل مخيف فبعض الأندية مداخيلها تصل إلى 100 مليون، وأندية أخرى لا تجد سوى عشرة ملايين، وإذا استمر الحال على ما هو عليه فمن شأن هذه الأندية أن تسحق ويضيع طعم الدوري، فالموضوع يجب أن يعالج بسرعة ولا بد من خلق الأجواء الجاذبة للاستثمار وللتسويق، والأمر لابد أن يبدأ من لجنة المسابقات، فهي لا بد أن تنسق مع لجنة التسويق لجعل المباريات في أوقات جاذبة للجمهور ولتصميم المسابقات بشكل جاذب، وإذا لم نهتم بهذه الناحية فهذا يعني أننا وقعنا في خطأ كبير، فما يحدث اليوم أننا نلعب في جميع أيام الأسبوع وهذا لا يعقل، فمثلا الدوري الإسباني لا يحتاج أن تتابع الجدول فهناك مواعيد ثابتة وأصبح معروفا أن يومي السبت والأحد مباريات دوري، ومن المستحيل أن تجد برشلونة وريال مدريد يلعبان في نفس الوقت؛ لأنهم هناك يعرفون أن الناس تريد متابعة المباراتين، ولكن لدينا البرمجة غير صحيحة، فمثلا لماذا لا تكون المباريات الأربعاء والخميس والجمعة ونتجنب السبت لوجود مباريات في الدوري الإسباني، هذا الفكر لا بد من تجاوزه، كما يجب أن نوجد حافزا للشركات لينظروا للأندية ليست كمجال إعلان بل كمجال خدمة اجتماعية، حيث إن الشركة التي تعلن إعلانا في الأندية لا تكون فقط مجرد معلن بل تعتبر من الداعمين للأنشطة الرياضية، وبناء عليه تأخذ نوعا من الحوافز والتقدير من قبل الدولة، حتى يكون هناك حماس أكثر من بعض القطاعات التي تعزف عن المشاركة الآن مثل القطاع البنكي الذي يعتبر من أكثر القطاعات ربحية ولا يدعم الرياضة، وكذلك قطاع الإسمنت والتأمين وهي قطاعات كبيرة ومعروفة سواء على مستوى الصناعة أو بيع التجزئة، وكلها شركات ضخمة لدينا ليس لها دعم للأنشطة الرياضية، وإذا تحقق ذلك سنرى شيئا آخر.
الهيئة عبء علينا
• وكيف ترى دور هيئة دوري المحترفين في إيجاد رعاة للأندية؟
ــ ما زلنا ننتظر من هيئة دوري المحترفين دورا أكبر، فمن المفترض أن يساعدوا بتوفير كوادر أو شركات داعمة، ولكن ما يحدث الآن أن الهيئة تطلب من النادي أن يعطيها حقوق إعلان معينة وهي تفاوض بدلا عنه، وهذا يجعل النادي خائفا من هذا القرار لأنني أعطيك حق التسويق وأحرم نفسي من هذه الفرصة بحيث لا أستطيع أن أسوق لنفسي مثل ما حدث لنا العام قبل الماضي فقد أعطينا تفويضا لهيئة دوري المحترفين وجلسنا ننتظر، وفي النهاية لم يحضروا لنا شيئا، فانا أقول لهم من الأفضل أن يحضروا إعلانا بإعلان وإذا ناسبني السعر بعت لك وإذا لم يناسبني فلي حق الرفض فلا بد أن تكون الحركة أسرع مما يحدث الآن.
طريقة خاطئة
• غالبية الأندية تشتكي من تأخر بعض مستحقاتها وأنتم أحد هذه الأندية، فكيف تتغلبون على تأخر مستحقات الدخل التلفزيوني أو الإعانة؟
ــ هذه مشكلة كبيرة وجميع الأندية تعاني منها وهو موضوع يحتاج لعلاج فوري، فالمؤسسة الحكومية لديها السيولة والقدرة على أن تعالج هذه المشكلة التي تعاني منها جميع الأندية، واليوم اتحاد القدم يتحدث عن ضرورة أن يتسلم اللاعب رواتبه أولا بأول ويعلق الإعانات لأجل مخالصات بعض اللاعبين بينما لا تحصل الأندية على مستحقاتها، وهذا مربك للعمل بشكل كبير لأننا نعتمد بشكل أساس على هذه الموارد، وأحيانا تمر علينا أيام نعيش فيها قلقا شديدا ولكن بحمد لله نتجاوزها بدعم أعضاء الشرف.
• هل هناك طرق في نظركم تساهم في إنهاء هذه المعضلة؟
ــ هناك طريقة من المفترض أن نستخدمها في الفترة المقبلة وهي عقد النقل التلفزيوني، حيث كان من المفترض أن تكون المفاوضات قبل نهاية العقد الماضي بعام بحيث تكون هناك فسحة من الوقت للاتحاد ليفاوض وبعدها يعلن قيمة العقد ومخصصات الأندية من هذا العقد لتبني عليه الأندية مخططاتها، فنحن اليوم لا نعرف وضعنا في السنة المقبلة ولا نعرف كيف تخطط وكم عقد النقل التلفزيوني الذي سيأتي وهذا كله يسبب لنا مشكلة.
• أيهما أفضل في نظرك أن تتولى هيئة دوري المحترفين عملية تسويق النقل، أم أن يترك لكل ناد أمر بيع مبارياته، وهل تؤيد وجود ممثلين للأندية في المفاوضات؟
ـــ الموضوع ذو شجون، ونحن ليس لدينا شك في أن الأمير نواف يبذل كل ما في وسعه لمصلحة الأندية الرياضية وقد منح الصلاحية لمن هم محل ثقة، ولكن كل ما زادت العقول تبلورت الفكرة بشكل أفضل، وهيئة دوري المحترفين من الممكن أن تجتمع وتتداول بعض الأفكار والأطروحات التي تساعد على إيجاد حلول جديدة.
جريدة عكاظ السعودية امس
ورطة التعديل
• في رأيك، متى تتخلص الأندية من رحمة أعضاء الشرف؟
ـــ موارد الأندية التي لها قيمة معروفة مثل الدعم الذي يأتي من رعاية الشباب أو النقل التلفزيوني، وإعانة الاحتراف والتسويق والاستثمار، فهذه هي الأشياء الأساسية بالإضافة إلى الداعمين، ولكن واقع اليوم يقول إن قيمة انتقالات اللاعبين والمدربين تفوق إمكانات الأندية، وبالتالي النادي الذي سيتحرك في حدود إمكاناته الفعلية دون دعم لا يستطيع أن يستقطب اللاعبين الذين يطمح فيهم، وربما لا يستطيع حتى المحافظة على لاعبيه خصوصاً بعد تعديل الماده 18.
• وكيف ترى سوق اللاعبين بعد تعديل المادة 18؟
ــ سوق الانتقالات بعد سنة أو سنتين ستصل لمرحلة من الاستقرار، وسيصبح النادي الذي لا يأتيه دعم من أعضاء الشرف لا يفرق كثيرا عن النادي الذي يحصل على دعم من أعضاء الشرف، كما أن النادي صاحب الموارد القليلة سينجح متى ما أديرت هذه الموارد بشكل صحيح.
• إذن، ما النصيحة التي توجهها لرؤساء الأندية؟
ــ النصيحة هي أن يدرس كل منهم ميزانية ناديه بشكل جيد ولا يوقع عقودا أو يمني نفسه بمبالغ لن تأتي فإذا تحرك بقدر إمكاناته سينجح، ولكن أذا مد رجله أطول من لحافه فهنا ستكون الأزمة وتبدأ الصراعات.
الأسعار تفوق الإمكانات
• هل هناك ضرورة لتحديد سقف محدد لأسعار اللاعبين، وهل إلغاء بعض المواد مثل المادة 18 قد أضر بالأندية الصغيرة؟
ـــ تقليص عدد اللاعبين المسجلين هو من سيحد من عملية تكدس اللاعبين لأنه يلزم أي ناد يحضر لاعبا أن يسرح آخر، ولكن بالتأكيد المواهب في الفرق الصغيرة ستذهب للفرق الكبيرة بكل سهولة، فالكثير من اللاعبين السعوديين مقيمون بأكثر من قيمتهم الحقيقية على المستوى الدولي، لذا لم نر أي لاعب سعودي يحترف في أوروبا لأن تكلفته أكبر بكثير من إمكاناته، فاللاعب الأجنبي الذي تحضره تكاليفه أقل من السعودي ويقدم أفضل منه.
• هناك الكثير من التخبط في عمل بعض اللجان، كما أن هناك توقفات كثيرة في الدوري تؤثر سلباً عليه، كيف ترى كل ذلك؟
ــ أنا أحد أعضاء اللجان وهناك لجان حيوية ولكن المفترض أن يكون هناك أعضاء متفرغون في الاتحاد لديهم خبرة تراكمية، وبالنسبة للجان فكل لجنة عليها أن تضع سياساتها، اليوم كثير من أعضاء اللجنة يعملون كل شيء بأنفسهم ولا أستطيع أن ألومهم، يمكن أن أنتقد الناتج ولكن كأشخاص لا أستطيع انتقادهم؛ لأني لا أدري الظروف التي تم فيها اتخاذ القرار، فقط أتمنى أن يتم النظر للمستوى الفني وأن يكون هناك استمرار دون توقفات حتى لا يترتب عليها تكاليف أكثر لأن الموسم سيكون أطول، وتضطر للعب مباريات ودية ومعسكرات وأنا كرئيس ناد أصبحت أخرج من جو المسابقات عندما تتوقف شهرا فكيف باللاعب.
• هل ترى أن هناك تداخلا بين عمل لجنة الانضباط واللجنة الفنية؟
ــ أنا لا ألومهما فمن المفترض أن توضع سياسات عامة، وفي الاتحاد هناك أشخاص متفرغون يعرفون حدود هذا التداخل بين اللجنتين، وأنا متأكد أن الحراك الموجود الآن في الاتحاد ستكون له إيجابياته، والأمير نواف يهتم بتوزيع الصلاحيات وإعطاء حرية في العمل، وهذا الفكر جداً رائع وإيجابي.
النادي الجماهيري مهاب
• هل تعتقد أن اللجان تتأثر وتجامل الأندية الجماهيرية؟
ــ ضغط الإعلام الرياضي والجمهور الرياضي على صانعي القرار، سواء في اللجان أو أي منصب يكون له تأثيره الكبير، ولا شك عندما يهم مسؤول باتخاذ قرار ضد ناد غير جماهيري سيكون مرتاحا بينما يحسب للنادي الجماهيري ألف حساب، وهذا الواقع موجود في كل دول العالم ولكن الأهم ألا تترتب عليه معايير مزدوجة في الحكم فالحذر مطلوب ويجب علينا أن نعامل النادي الصغير مثل الكبير وتكون الحيثيات التي يبنى عليها القرار صحيحة.
تزكية وليس انتخابا
• تمت تزكيتكم قبل فترة لرئاسة النادي لفترة ثانية، وشهد المجلس الجديد دخول بعض الأسماء، ليتك حدثتنا عن ذلك؟
ــ في الحقيقة أخذنا رأي من يريد الاستمرار من أعضاء مجلس الإدارة السابق وتم الاتصال على بعض المرشحين لأعضاء مجلس الإدارة الجديد، وطلبنا منهم تقديم ملفاتهم فقدموها، أما بالنسبة لي فلم يتقدم أي مرشح للرئاسة، وانتخبت بالتزكية، ولكن بالنسبة لأعضاء مجلس الإدارة كان هناك إقبال كبير فتم الاتصال على الأخوان الذي قدموا وعددهم زائد عن العدد المطلوب وطلبنا منهم سحب ترشيحهم وتفهموا الوضع واستقررنا على عشرة أشخاص شكلوا المجلس الجديد.
نظام غير مناسب
• بهذه المناسبة، كيف ترى نظام الجمعيات العمومية للأندية؟
ـــ نظام مجالس الأندية قديم حيث يقول إن أي عضو منتسب للنادي لأكثر من سنة بمجرد أن يسدد عضويته قبل يوم الجمعية العمومية يحق له التصويت، بالإضافة إلى أن أي عضو من أعضاء النادي العاملين مثل اللاعبين وغير ذلك من يكون عمره فوق 15 سنة يحق له التصويت، وفي اللائحة لا يوجد عضو شرف حيث يعامل عضو الشرف مثل معاملة العضو العادي.
• لكن ألا ترى أن عمل الجمعيات العمومية يحتاج إلى تطوير؟
ــ بالتأكيد النظام غير مناسب لوضع الأندية حالياً، وهو نظام قديم صمم على أوضاع قديمة لا أعرفها، لكن اليوم الوضع تغير فالعملية الانتخابية يفترض أن تكون في أية منظومة عمليه يتم من خلالها ترشيح الأفضل والأنسب والأغلبية تحدد من يكون الأعضاء الذين لهم حق الاختيار، وهي قضية ليست سهلة ولا تعني أني دفعت 140 ريالا ومن حقي أن اختار رئيس مجلس إدارة النادي فمن المفترض على أي مرشح برنامج انتخابي واضح تتم مناقشته فيه، والناخب هو من يختار، أما في الواقع الحالي لا توجد أي برامج والنظام الحالي لا يتوافق مع مصلحة تلك المؤسسات الرياضية، والوضع باختصار لم يعد صالحاً للاستمرار.
الجبر قاد التغيير
• شهد مجلس أعضاء الشرف قبل أشهر تغييرات كبيرة، كيف كان أثر ذلك على النادي من حيث الدعم؟
ــ أولا أريد أن أقول كلمة بحق عبدالمحسن الجبر، فقد تكفل بالنادي سنوات طويلة وهذه قضية يجب علينا أن نقرها له، وهو بنفسه رغب في جذب أشخاص لدعم النادي ولم يكن قصده الابتعاد فهو موجود وما زال اهتمامه كما هو، إنما أراد من ذلك زيادة الدعم للنادي وزيادة الأعضاء الذين يحسون بالتزام رسمي تجاهه، وجاء ترشيح الشيخ عبدالعزيز الموسى لأنه من كبار الداعمين ولديه توجه وحماس وهو يركز على نقل الحراك داخل مجلس الشرف إلى مرحلة جديدة بحيث تكبر قاعدة المجلس ويزيد تفاعلهم واهتمامهم ليتوافق مع متطلبات النادي في المرحلة الحالية، أما بالنسبة لنائب رئيس مجلس الشرف فهو لم يكن موجودا في الفترة الماضية ورشح له سليمان بن حسن العفالق وهو من كبار داعمي النادي ومحبيه، ومن أشد المهتمين بحضور المباريات ودعم مسيرة النادي وأنشطته ولديه خبرة إدارية كبيرة وإمكانيات، حيث يشكل فريق عمل الهيئة التنفيذية التي من خلالها ستدار مجموعة من البرامج تخفف علينا الحمل لأنه كان ثقيلا في الفترة الماضية ونحن متأملون خيرا في التنظيم الجديد.
جريدة عكاظ السعودية امس
المواضيع المتشابهه 
