أولاً وقبل كل شيئ، المقامرة ، وبلا أي شك، بعيدة كل البعد عن الحلال، وقد تم تحريمها من قبل الإسلام منذ ظهوره حتى أيامنا هذه. أما بالنسبة لشرعية التعامل في المضاربة في العملات، فقد إنتشر السؤال بين الكثير من الفقهاء والعلماء الأفاضل والمتداولون حول تحليل المتاجرة بسوق العملات العالمية.2. الأرقام
والسؤال الأهم لدى معظم التجّار والمستثمرون المسلمون هو: هل يجوز التعامل في العملات والذي يتم التداول فيه عن طريق الإنترنت ؟ وما رأي الشريعة في التبييت وكذلك تأخر التسليم (المقاصة) من يوم إلى يومين بعد إنهاء العقد ؟ وقد أجاب العديد من المفتيين حول شرعية هذا الموضوع والتي إنتشرت بشكل كبير على الإنترنت.
إليكم رد بإيجاز من الشيخ المفتي العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي من موقع إسلام أون لاين:
" الأصل الشرعي في بيع النقود وشرائها بعضها ببعض: أن تكون يدًا بيد، كما صح ذلك في الحديث، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في بيع الأصناف الستة المعروفة بعضها ببعض. ومن هنا لا يصح التأجيل في عقود بيع النقود، بل لابد من التقابض في المجلس، كما في حديث ابن عمر: "أن تنصرفا وليس بينكما شيء ". غير أن القبض يخضع للعرف، وقبض كل شيء بحسبه. والشرع قد ترك تحديد كثير من الأشياء لعرف الناس، كما ذكر ذلك الإمام ابن قدامة وغيره، ومنها القبض في البيع. فما دام القبض الفوري عرفًا لا يتم إلا بالطريقة التي ذكرتها، ويفترق عن البيع الآجل، فإن المعني الشرعي للقبض يصبح متحققًا، وتجري عليه الأحكام المرتبة شرعًا.. ومع تحقق القبض تبعًا للضرورة العصرية، فإن الضرورة تقدر بقدرها، ولهذا لا يجوز للمصرف الإسلامي بيع ما اشتراه إلا بعد القبض الفعلي العرفي. والله أعلم . "
قبل أن أخوض في الحديث عن الأخلاقيات والمسائل القانونية والشرعية، فدعوني أركز على السبب الذي يجعل أي شخص يقدم على المقامرة أو المتاجرة بالفوركس؛ إنه الربح المادي (أو ببساطة المال). لا يوجد وجه للمقارنة على الإطلاق بين حجم المال المتاجر به يوميا بسوق الفوركس وبين حجم المال بصالات القمار.3. اللاعبون/المتداولون
في الواقع، لا أعرف أي صناعة أخرى (ربما يكون هناك بعض الإستثناءات) التي تتعامل مع هذا القدر من المال بشكل يومي. لم أستطع الحصول على إحصائيات دقيقة حول حجم المال الذي يتداول بصالات القمار يوميا، ولكني على يقين بأن الأرقام لا تقارن.
يدعم سوق الفوركس أكبر المؤسسات المالية الهامة بالعالم. صحيح أن المتاجرين لا يتعاملون مع البنوك، ولكن مع قطاع التجزئة بالفوركس أو شركات وساطة في سوق الفوركس، وبرغم ذلك، فإن حقيقة أن السوق تدعمه هذا المؤسسات يوفر مستوى عاليا من الشرعية مقارنة بعالم المقامرة.4. الأدوات
ففي حين تواجه المقامرة دائما دعاوي قانونية، فإن الفوركس سوقا شرعيا شأنه شأن أي سوق آخر مثل الأسهم أو البضائع. لذا إذا كنت مهتما في إنفاق أموالك التي تعبت في جمعها والمخاطرة بها، أليس من الأفضل أن تضعها حيث تعرف أن القانون والأخلاقيات يقفان إلى جانبك؟!
على الرغم من تضمن عنصر المخاطرة بسوق الفوركس، فأنت لست في ظلام تام عندما تقوم بفتح مركزا. هناك العديد من المدارس الفكرية التي تمضي كثيراً من الوقت والموارد في محاولة للتغلب على هذه المخاطرة. فسواء أكنت تؤيد التحليل الفني، والقول السائد الذي يقول "أن الإتجاه صديقك"، أو أنك تتاجر وعينك على الأخبار، ما دمت تعتقد أن التحليل الأساسي هو الطريق الصحيح، فالفوركس ليس لعبة حظ.5. العواطف
يمكنك أن تشاهد وتحلل سوق الفوركس لعدة أيام قبل أن تفتح مركزا، وأيضا تراقب عن كثب العملات التي تريد شرائها، وحينئذ فقط، وبناءا على دراساتك، يمكنك التحرك. أنا متأكد أن مثل هذه الأدوات لا توجد بعالم القمار، الذي يدعك بين أيدي الحظ أو القدر. أي كان الأمر فأنا لا أريد الإعتماد على الحظ بمالي الذي تعبت في جمعه. وعلى الأرجح، هذا ما تعتقده أنت أيضاً. أليس كذلك؟
إحدى العواقب الأساسية التي تتعلق بالمقامرة، كما نعرف جميعا، أنه يسبب الإدمان. إذا فكرنا في هذا الأمر لمدة ثانية، سوف نفهم أن السبب وراء ذلك هو أن الناس يدعون عواطفهم تسيطر عليهم. فالناس يدخلون إلى صالات القمار آملين فقط في جني المال. وعندما لا يحققون هذه الرغبة، فإنهم يحاولون مرة أخرى ولن يدم الوقت حتى يخسروا جميع أموالهم، والذي يؤدي بهم عادة إلى كثرة المقامرة عن ذي قبل، وبشكل أكثر وحشية.6. الاستراتيجيات
هذه بالطبع مشكلة كبيرة. من ناحية أخرى، فإن القاعدة الأولى بسوق الفوركس التي يعرفها أي متاجر بالفوركس هي أن تدع عواطفك خارج المعادلة. تاجر بموضوعية وبشكل علمي. حدد أهداف المتاجرة والتزم بها. هذا بالطبع يحول دون التعويض المفرط بالصفقات، عندما تفقد مالك، أو تدع طمعك يتغلب عليك عندما تجد نفسك رابحا.
ولكن، السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو "هل من الممكن أن تدع عواطفك خارج المعادلة"؟ هذا يقودني إلى النقطة التالية، استخدام استراتيجيات المتاجرة.
صحيح أن نسبة عالية جدا من المتاجرين ينتهي بهم الأمر على خسارة، وإذا سألتني عن السبب، سوف أخبرك بأن السبب هو أنهم يتاجرون وأعينهم مغلقة وبدون أي استراتيجية. هذه هي الغلطة الكبرى التي يمكن أن يرتكبها المتاجر.هناك العديد من الإختلافات بين صناعة القمار وبين سوق الفوركس. هذه بعض الأمثلة فقط. إذا كانت لديك مزيد من الآراء أو تختلف مع أحد النقاط السابقة، فرجاء التعليق بالأسفل.
قبل أن تتاجر بأي قرش او دينار، فأنت بحاجة إلى إتخاذ بعض القرارات الجادة عن أهداف وحدود المتاجرة. ما أن تقوم باتخاذ هذه القرارات، يجب عليك تنفيذها باستخدام منصة تداول المتاجرة الخاصة بك.
استخدم نقاط وقف الخسارة لمنع عواطفك وصوتك الداخلي من إخبارك بأن تبقى بالصفقة لأن السعر سوف يرتفع أو ينخفض في نهاية الأمر. استخدم نقاط جني الربح لمنع طمعك البشري من إخبارك بألا تخرج الآن لأن عملتك سوف تستمر في الإرتفاع. أوقف خسائرك واجني أرباحك بناءا على استراتيجية متاجرة وليس العواطف الإنسانية الضعيفة.
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ماهوالفرق بين الفوركس والقمار | neuff | منتدى تداول العملات العام | 4 | 26 - 08 - 2011 03:00 AM |