مصرفيون: "الجنيه" ثابت أمام العملات الأجنبية

توقع مصرفيون وخبراء أسواق المال استقرار سعر صرف العملات الأجنبية وعلى رأسها الدولار مقابل الجنيه خلال الفترة المقبلة، برغم الانتخابات الرئاسية وهو ما يعنى استقرار أسعار السلع خاصة المستوردة منها.

وقال مصدر مسئول بالبنك المركزى لـ«الوطن» إن حماية الجنيه والحفاظ على استقرار سعر الصرف بالسوق تطلب سياسات كبيرة من البنك المركزى، مؤكداً أن إدارة السياسة النقدية بالمركزى لن تسمح بعودة المضاربات على الدولار مرة أخرى.

وتابع أن الأحداث الدامية التى مرت بها البلاد خلال الفترات الماضية دفعت الاستثمارات الأجنبية إلى الخروج وهو ما ساهم فى زيادة الطلب على العملات الأجنبية، إضافة إلى حالة الخوف من انهيار الجنيه التى أصابت المصريين وهو ما ترتب عليه تحويل بعض الودائع إلى الدولار فيما حاول البعض الآخر انتهاز الفرصة للمضاربة على العملة الخضراء.

وقال الدكتور هشام إبراهيم الباحث المصرفى إنه من المتوقع أن يحافظ الجنيه على مستويات أسعاره الحالية مقابل العملات الأجنبية الرئيسية خلال الفترة المقبلة وحتى الانتهاء من الانتخابات الرئاسية المقررة يومى 23 و24 من الشهر الجارى.

وأضاف أن حصيلة تداول الجنيه مقابل الدولار منذ بداية العام الجارى أدت إلى خسارته بمقدار يتراوح بين 5 و6 قروش فقط بسبب أحداث العنف التى مرت بها الدولة التى أدت إلى تخوف العملاء من انهيار قيمة العملة المحلية فاتجه البعض إلى شراء الدولار، فيما ذهب آخرون إلى تحويل ودائعهم بالبنوك من العملة المحلية إلى الدولار وهو ما ساهم فى انخفاض سعر صرف الجنيه مقابل الدولار.

وأشار الباحث المصرفى إلى أن السوق المحلية لم تشهد ارتفاعا فى الطلب الحقيقى على الدولار على غير المعدلات الطبيعية، منوها إلى أن ارتفاع الدولار أمام الجنيه منذ اندلاع الثورة كان نتيجة لخروج الاستثمارات الأجنبية من البورصة والاستثمار فى أذون الخزانة، بالإضافة إلى المضاربات على العملات الأجنبية وتحديدا الأمريكية، لتحقيق مكاسب كبيرة، إلا أن البنك المركزى المصرى استطاع خلال الشهور الماضية الحفاظ على استقرار سعر صرف الجنيه مقابل العملات الرئيسية وإجهاض عمليات المضاربة على الدولار مستخدما الاحتياطى النقدى.

وتابع أن رصيد الاحتياطى النقدى ارتفع خلال الشهر الماضى بنحو 100 مليون دولار، ومن المتوقع أن يرتفع بشكل أكبر خلال الشهر الجارى بسبب الوديعة التى حولتها المملكة العربية السعودية إلى مصر قبل أيام قليلة وهو ما سيمكن البنك المركزى من الحفاظ على استقرار أسعار الصرف وإخضاعها للعرض والطلب الحقيقى.

وشهد سعر صرف الدولار مقابل الجنيه تذبذباً خلال الأسابيع القليلة الماضية بما يتراوح بين قرشين وثلاثة قروش ارتفاعا وانخفاضا، ليستقر عند مستوى 6٫4 جنيه للشراء، و6٫6 للبيع فى صالات البنوك، فيما سجل اليورو 7.64 جنيه و7.76 جنيه للشراء والبيع على الترتيب.

وأكد ياسر عمارة رئيس مجلس إدارة شركة ايجل للاستشارات المالية أن تعاملات سوق الصرف ستشهد استقراراً نسبياً فى سعر العملات الأجنبية مقابل الجنيه خلال الفترة المقبلة وحتى الانتهاء من الانتخابات الرئاسية ما لم تتخللها أى أعمال عنف أو شغب، لافتاً إلى أن مرونة نقل السلطة سيدعم موقف الجنيه أمام العملات الأخرى وهو ما سينعكس بالإيجاب على أسعار السلع.

التوقيع