مقدمه
انتهينا في الجزء الاول الي ان العقل هو سيد النعم وهو النعمه الكبري علي الانسانيه وبالعقل نسطيع التفكير والتميز والتدبر وتقيم الاشياء ويستطيع
الانسان ان يخطط للحياته وحياة الاخرين وذلك عكس الحيونات او النباتات فلا تمتلك قدرات عقل الانسان فلا نجدها تتملك الاشياء لانها مسخره للانسان ولانها تؤدي وظيفتها
التي كلفت بها وتمتلك من الدماغ ما يؤهلها لاداء وظيفتها مثل الغريزه في الغذاء او التكاثر او غريزة البقاء كل ذلك لكي لا تنقرض وغير انها جمال ودليل علي قدرة الخالق عز وجل في التنوع
بمعني الحيونات والنباتات والمخلوقات الادني تمتلك عقل لا كنه لا يصل الي عقل الانسان فنجد الحيونات في السيرك تقوم بحركات استعراضيه تم تدريبها
عليها ونجد النمل يبني مستعمرات وينظم حياته ويوزع الوظائف ومملكة النحل يوجد بها تقسيم للعمل
والهدهد في قصة سليمان يتحاور مع نبي الله سليمان ويتناقش معاه ويستعجب من تصرف الملكه بلقيس ويحمل الرساله ويوصلها الي الملكه بلقيس في اليمن
ويقوم باستطلاع الاحوال ومملكة نبي الله سليمان في القدس المباركه ويسافر الهدهد ويستطلع الاوضاع ويبلغ نبي الله سليمان
قال تعالى : { وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ * لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ *
قال تعالى : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ
فمعني ذلك ان هذه الكائنات ارواح تحس وتشعر وتفكر ولا كنها لا تصل الي مستوي عقل الانسان لانه هو الذي حمل الامانه والتكليف ومسؤلية عمارة الارض
الانسان كرم وميز بالعقل لكي يعمر الارض ويعبد الله عز وجل ، وتطور عقل الانسان عبر ملايين السنين وكان الانسان في السابق يعيش في الكهوف
واليوم مع التطور اصبح الانسان يعيش حياة التمدن والرفاهيه وكان في السابق يلبس الخيشه وجلود الحيوانات واليوم يلبس الاقطان والملابس الفاخره
وكان يعبد الشمس والقمر والحيونات واليوم الانسان اصبح يتحكم في الكائنات الدقيقه الالكترونات والفيروسات والبكتيريا
العقل هو محل التكليف
لكي يستطيع الانسان عمارة الارض اعطي الله عز وجل العقل للانسان ونفس العقل هو سبب سعادة الانسان وسبب شقائه مثل
حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال: انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها. قال: فجاءها فنظر إليها وإلى ما أعدّ الله لأهلها فيها، قال: فرجع إليه قال: فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فأمر بها فحفت بالمكاره فقال: ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها. قال: فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره، فرجع إليه فقال: فوعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد، قال: اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها. فإذا هي يركب بعضها بعضاً فرجع إليه فقال: فوعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فأمر بها فحفت بالشهوات فقال: ارجع إليها. فرجع إليها فقال: فوعزتك لقد خشيت ألا ينجو منها أحد إلا دخلها)). هذا حديث حسن صحيح. انتهى.
بما معناه لقد قبل الانسان الامانه التي عرضت علي السماوات والارض فلكي يختبر الانسان ويمحص يجب ان تكون هناك اشياء يحبها يختبر بها ويزن له جمالها
ويحبها وتدخل الي قلبه ونفسه وبعد ذلك يقاس قدرته علي طاعة الله عز وجل وتقديم طاعة الله عز وجل علي شهوات ورغبات نفسه
مثل رغبة الانسان في الجنس في الغذاء والمال والسلطه والنميمه الاخلاق والكذب وفعل الخير والشر المحافظه علي الصلوات والي اخره
مثل اشتهاء زوجة امير المؤمنين عمر بن الخطاب للحلوه وهو الخليفه ومالك خزائن الدوله ويزهد في ان يشتري الحلوه للزوجته
كل ذلك له مراكز في العقل تبداء بالوراثه من الاب والام ثم بعد ذلك تاتي التربيه والثقافه المجتمعيه والميول الشخصي لترسخ الاشياء التي يحبها الانسان
والتي له ميول لها ومع مرور الوقت تترسخ الافكار في عقلك وفي نفسك ويتم الاختبار
فاليوم من سهل ان تشتري الحلوي التي لم تكن متاحه لزوجة الفاروق لا كن له تستطيع شراء افخر سياره وتغير السياره كل سنه او العيش في القصور
مثل الملوك والناس متفاوتين في القدره والاستطاعه وهذا في مستوي المعيشه والحياه متنوعه وميول الانسان ورغباته لا حدود لها
وهل من تعودت نفسه وقلبه علي شئ يستطيع تركه والاستغناء عنه بعد ان راي بعينيه وتذوق حلاوته ومتعته
من ناحيه اخري
وكل الناس محتاجين الي اساسيات الحياه سواء كان غني او فقير مثل الغذاء والكسوه والسكن والزواج وحفظ النسل فالاختبار ان نري هل لبي
هذه الاحتياجات الاساسيه بشكل شرعي او قانوني هل اشتري غذائه من مال حلال وكان مصدر دخله حلال هل رغبته الجنسيه قضاها في الحلال او الحرام
ونفس الموضوع الاخلاق وسلوكياته ومعاملاته مع الناس كل ذلك اختبار
بمعني اخر الانسان يعيش في العصور السابقه كان يتخطي عمر الانسان الالف سنه واليوم متوسط الاعمار ما بين الستين والسبعين فاليوم الانسان في ظل هذه
الحضاره والتقدم الكبير تعرض لاختبارات كبري واشتهت نفسه اشياء لا يستطيع ان يصل اليها فبقدر ما اخذ الانسان من الحضاره بقدر ما اخذت
فلا يستطيع كل انسان ان يحصل علي ما يريد من هذه الحضاره والحياه التي نعيشها ولا كن برجوع الي سبب الوجود علي كوكب الارض يتعدل ميزان التفكير
في السابق كان كل رجل يعتقد ان زوجته اجمل امرئه وان النساء كلهم بهذا الشكل اليوم بسبب الحضاره والتقدم اصبح النساء والرجال يعمل مقارنات
في كل شئ واصبحت حياة الازواج لا تتطاق ويوجد من نساء من تحلم بان يكون زوجها مهند
او تغير الثقافه والفكر العام وتغير الاولويات في الناس فما كان في السابق من المحظورات ومن المحرمات اصبح اليوم شئ طبيعي ففكر الناس وثقافتهم
وطباعهم واسلوب حياتهم اختلف وبشكل بسيط ممكن تشاهد افلام واغاني الاربعينات لاي ثقافه وتعمل مقارنه بين افلام واغاني اليوم او مناهج التعليم و القصص
والرويات والشعر وسوف تلاحظ الفرق الذي حدث مثل شخصية الرجال والنساء الملابس و العادات اسلوب الحوار مستوي المعيشه والي اخره
من ناحيه اخري
لكي يحصل الانسان علي النعيم او يستحق العذاب يجب ان يكون الاختبار في اشياء يشعر الانسان انها مهمه او انها حقيقيه بنسبة له
لقد رائينا قدرة الانسان علي عمل مسابقات واختبارات وتجارب علميه وقد رئينا قدرة الانسان علي عمل سينما او قصه مثل الكاتب شكسبير والي اخره
فكان مشيئة الله عز وجل ان تكون هذه الحياه علي كوكب الارض وما تشمله من اشكال الحياه في الاشياء البسيطه مثل علاقة الاب مع ابنه او الزوج مع زوجته
او في عدالت القاضي في قضائه او عمارة الارض بزراعة الارض او العمل او نشر العلم والمعرفه وانارة العقول
او الطبيب الذي يساعد المرضي او يهمل في واجبه وفي المال الانسان كيف اكتسبه وكيف استخدمه في الحياه وكيف انفقه والي اخره من اختبارات في الحياه
مثل حادثة الافك كل من تحدث بالخير او شر في حادثة الافك تحمل ما تحمله من الحسنات والسيئات
فكل هذه الحياه مجرد اختبار لكي نري يوم القيامه كيف تصرف الانسان عبر ملاين السنين وكل شخص له اختبارات عامه تشمل كل الناس وبعض الناس لهم اختبارات
خاصه مثل رسالة الرسل والانبياء وتحملهم للمشاق رسالة الدعوه
لان الانسان عند الموت لا ياخذ معه شئ من الدنيا سواء المال او الابناء او العلم والمعرفه او الصحه لان الانسان هو النفس الانسان وجسم الانسان مجرد
جهاز او اداه يستخدمها في الحياه علي كوكب الارض علي راي الدكتور مصطفي محمود التكنلوجيا او الجهاز الذي يستطيع الانسان به التواصل به
مع كوكب الارض ومع الناس وعند فصل الروح عن الجسد يصبح الجسد المادي بلا قيمه ويوم القيامه ياخذ الانسان تكنلوجيا جديده او جسد جديد يتناسب مع الحياه في الجنه او في النار
فهو اختبار نري فيه من افسد الارض او من عمر الارض في كل مجال من مجالات الحياه وكل من نعيشه هو مجرد اختبار لنري يوم القيامه من يستحق الدرجات العلي من
الجنه ومن يستحق الدركات السفلي من النار
قال الله عز وجل
( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ( 72 ) )
ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله علي المؤمنين والمؤمنات وكان الله عفورآ رحيما