ولد ابن البيطار في الربع الاخير من القرن الثاني عشر الميلادي ، بمالقة بالاندلس ..... وتوفي بدمشق سنة 1248م .
وهو يعتبر أعظم عالم نباتي ظهر في القرون الوسطي ، تتلمز علي يد شيخ اندلسي يدعي أبا العباس النباتي ، كان يجمع النباتات والاعشاب في منطقة اشبيلية .. ولما بلغ العشرين من عمره جاب شمال افريقيا ( مراكش والجزائر وتونس ) ، كما تجول في بلاد اليونان وسوريا ومصر .
وكان غرضه من تلك السياحة التعرف علي نباتات تلك البلاد ، وجمع الاعشاب المختلفة منها ، بالاضافة الي الاجتماع مع المهتمين من اهلها بالنبات .
وعندما وصل الي مصر ، كان علي عرشها الملك الكامل الايوبي ، الزي الحقه بخدمته ، وعينة رئيسا للعشابين - وكان العلاج بالاعشاب اساسيا في زلك الوقت - وعندما توفي الملك الكامل استبقاه ابنه وخلفه علي العرش الملك نجم الدين الايوبي في خدمته ، واصطحبه معة حيث كان يقيم في دمشق .. وفي دمشق واصل ما كان قد بدأه من دراسة النبات والاعشاب ، فدرس ما جاء بكتاب ديسقوريدس ، وما جاء بكتاب جالينوس ، كما درس ما قاله من جاءوا بعدهما وما اختلفوا فيه ... وخرج من زلك كله متمكنا في معرفته بالنبات ، والعلاج بالاعشاب حتي اشتهر بلقب الطبيب الحادق والعشاب البارع .
وقد اتبع ابن البيطار نفس المنهج الزي اتبعه غيره ، فاتبع نفس ما ارتضاه ابن سينا وغيره من منهج ، ونفس الترتيب الابجدي الزي فضلوه علي غيره من طرائق الترتيب ، وكان دائم الاستشهاد بما قالوه ، ولعله شايعهم كزلك فيما تأثروا به من معتقدات ، وما حددوه من وصفات ، وما آمنوا به من ألوان العلاج .
ومما هو جدير بالزكر ، أن ابن أبي أصيبعة - صاحب كتاب طبقات الاطباء - كان تلميزا لابن البيطار ، وكثيرا ما صحبه في رحلاته وأسفاره بحثا عن النبات والاعشاب ، ودراسة خصائصها ، ولكن العجيب أن التلميز - ابن أبي أصيبعة - لم يصف أستاده ابن البيطار ، ولم يعط معلومات وافيه عنه في كتابه المزكور .
عاش ابن البيطار نحو سبعين عاماً ، وترجمت كتبه بعد وفاته الي كثير من اللغات الاجنبية .