يعتبر سوق تداول العملات من أقوى الأسواق العالمية من ناحية ضخامة السيولة المحولة يومياً لإتمام العمليات التجارية و الشخصية على مستوى العالم، و قد أتيح للشخاص التداول في سوق العملاء عن طريق شركات وسيطة بين الأشخاص و البنوك تعرف بالبروكر، و هي كثيرة.
و لكن مثلاً إستثمار 1000$ في الحالة العادية سيكون غير مجدٍ مادياً لأن التغير في سعر العملة سيكون مهملاً فمثلاً إذا بعت الدولار و اشتريت مقابلها يورو على أمل أن يصعد اليورو و من ثم قلبت العملية و بعت الدولار فمن الممكن أن تحقق عدة دولارات ربح على صفقتك أي نسبة بالألف من الأرباح و هذه الأرباح لا تعوض التعب على الصفقة و لا تسد التكاليف، و لكن إذا كنت ممن لديهم شركات بها رأسمال ضخم جامد، فحركة بضعة ملايين قد تكون مجدية للشركة وأفضل من بقاء رأس المال جامداً.
و بناءً على هذا فإن قلب العملة و تداولها بهذه الطريقة لن ينتج عنه خسارة فعلية للمبلغ المستثمر الذي هو في حالتنا 1000$ و إنما من الممكن ان تخسر نسبة بالألف منه لأن المخاطرة في الإستثمار المباشر قليلة.
و لهذا ابتكرت البنوك بالتعاون مع شركات المضاربة فكرة تداول العملات بنظام الرافعة او ما يعرف بالهامش او المارجن (margin) و يتيح لك هذا النظام التداول بصفقات بأضعاف المبلغ الذي تستثمره تصل لغاية 200 ضعف هامشك أو تأمينك المودع في الشركة، و بالتالي فإنهو حسب المثال السابق بإيداع 1000$ يتاح لك نظرياً تشغيل 200000$ مئتا ألف دولار و بالتالي تصبح حركة حسابك اسرع بكثير و في حال تحقيقكم للأرباح فإنها ستكون مضاعفة، و في حال وجود خسارة فستكون كبيرة و من الممكن أن تقضي على تأمينك نهائياً، و الحد الأقصى الذي ستخسره هو المبلغ المودع فقط الذي هو 1000$ في مثالنا.
و بالتالي نظام الرافعة يعتبر سلاحاً ذو حدين، فإجادة استخدامه تحقق مراديد و أرباح كبيرة باستثمارات قليلة، و إساءة استخدامه تؤدي إلى خسارة مؤكدة.
نصل للتحذير الأول: التداول بنظام الرافعة يعتبر سلاحاً ذو حدين و يجب تعلم أساسيات حماية المحفظة قبل العمل بهذا النظام (و سأقوم بشرح هذا الموضوع لاحقاً).
حقيقة معروفة في أسواق المال أن هناك 90% من المضاربين خاسرين و 5% لا يحققون أي ربح أو خسارة و 5% رابحون.
التحذير الثاني: لا تستثمر في هذا السوق إلا ما تستطيع تحمل خسارته، و بالتالي لا تستثمر في هذا السوق إلا الفائض عن حاجتك.
كما أن التداول في سوق العملات يؤدي إلى التوتر و الشد العصبي و يؤدي إلى تضارب في المشاعر بين الخوف و الطمع و العصبية و السعادة نادراً و هو بالتالي يؤثر على الوضع الصحي للمضارب و من الممكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية،
و لا ينصح من لديه أمراض سكر و ضغط دم و أمراض قلبية أو من عمرهم فوق 60 سنة بالتداول في هذا السوق و هي النصيحة الثالثة.
و في النهاية سأقدم لكم النصيحة التالية و التي سأقوم بشرح مكوناتها في مواضيع لاحقة:
لا تستثمر في الفوركس إلا ما تستطيع تحمل خسارته، و لا تتداول في الفوركس إن كنت مريضاً أو إذا كنت تعاني من مشاكل في السيطرة على أعصابك و لا تتداول أبداً دون استراتيجية و دون دراسة صحيحة لمحفظتك و نسبة المخاطرة التي تستحملها