خلال هذا الأسبوع ننتظر بيانات هامة من المنطقة الأوروبية سواء في بريطانيا التي لاتزال في مناطق الركود و تعاني من حالة ضعف بشكل عام، و ايضا من منطقة اليورو التي لاتعاني فقط من ضعف اقتصادي بل مازال الاضطراب السياسي يمثل أحد المخاطر التي تواجه المنطقة في الوقت الراهن.
بريطانيا
شهدنا في الاسبوع السابق استمرار البنك المركزي البريطاني في الابقاء على نفس السياسة النقدية دون تغير حيث لايزال معدل الفائدة عند 0.50% و برنامج شراء الأصول عند 375 مليار جنيه إسترليني.
بينما لايزال البنك يرى أن برنامج "التمويل مقابل الاقراض" - يستهدف دعم البنوك بالسيولة طالما تسهل عمليات الائتمان للأفراد و الشركات- يظهر علامات إيجابية في الآونة الأخيرة ويعد بديلا إلى حد ما عن برنامج شراء الأصول، وننتظر خلال هذا الأسبوع اعلان البنك عن تقرير التضخم الذي يظهر فيه الوضع الاقتصادي العام و توقعات النمو و التضخم خلال الفترة المقبلة.
السيد مارك كارني – رئيس البنك الجديد الذي سيتسلم مهامه في يوليو/تموز المقبل خلفا لميرفن كينج- صرح في الاسبوع السابق أمام لجنة وزارة المالية في البرلمان البريطاني بأنه يتوجب أن يتم سحب خطط التحفيز – برنامج شراء الأصول- بشكل تدريجي ودون أن يؤدي ذلك إلى حدوث ارتباك في الاسواق المالية، وربما ان البنك قد لا يتخذ أية اجراءات جديدة حتى يتسلم كارني مهامه.
ارتفاع المخاطر التصاعدية للتضخم على المدى المتوسط تعد من أحد عوامل اثناء البنك عن اتخاذ أية قرارات توسعية، مؤشر أسعار المستهلكين بقي عند نفس المستوى في ديسمبر/كانون الأول بنسبة 2.7% للشهر الثالث على التوالي ويبقى بذلك المؤشر العام للتضخم عند أعلى مستوياته منذ مايو/أيار من عام 2012 ، و خلال هذا الأسبوع يتوقع أن بقى معدل التضخم عند نفس المستوى في يناير/كانون الثاني.
وكان السيد كينج قد اشار في وقت سابق إلى أن التضخم قد يظل لما فوق المستوى المستهدف(2%) خلال العام الجاري بفعل ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز وايضا ارتفاع مصاريف الدراسة الجامعية.
محضر الاجتماع للجنة السياسة النقدية عن شهر يناير/كانون الثاني أظهر أن قرار التصويت على تثبيت سعر الفائدة جاء بالإجماع، بينما قرار تثبيت برنامج شراء الأصول جاء بموافقة ثمان أعضاء وطلب عضو واحد رفع قيمة البرنامج بقيمة 25 مليار جنيه إسترليني.
ويرى السيد دافيد مايلز - عضو لجنة السياسة النقدية والمطالب برفع قيمة البرنامج- بأنه يمكن تحقيق مستهدف رفع الانتاجية دون إحداث ضغوط تصاعدية للتضخم.
على الجانب الآخر مبيعات التجزئة انكمشت على غير المعتاد في ديسمبر/كانون الأول في الوقت الذي عادة ما يشهد تحسن في مستوى المبيعات حيث موسم العطلات و الاحتفال بالأعياد وهذا الانكماش يدل على ضعف القوى الشرائية ويعكس حقيقة معاودة انكماش الاقتصاد في الربع الأخير من العام السابق بنسبة -0.3%، و خلال هذا الأسبوع يتوقع أن يرتفع مؤشر مبيعات التجزئة عن شهر يناير/كانون الثاني إلى 0.5%.
جدير بالذكر يتوقع بأن ينكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة -0.1% بنهاية العام الجاري مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 0.8%، فيما تم خفض توقعات نمو عام 2013 إلى 1.2% من 2% وذلك على حسب توقعات مكتب مراقبة الموازنة التابع لوزارة المالية.
فيما أن صندوق النقد قد قام بخفض توقعات النمو للعام الجاري إلى 1% من 1.1% و تراجعت إلى 1.9% في عام 2014 من 2.2%.
منطقة اليورو
في منطقة اليورو حالة التفاؤل التي سادت بها قد بدأت في التلاشي بالفعل حيث لم تلبث إلا فترة قصيرة على إثر تصريحات إيجابية و تسعير الاسواق للبيانات الاقتصادية الجيدة إلى حد ما بأكثر من حقيقتها الأمر الذي دفع باليورو إلى التساقط من مستويات 1.3710 الاعلى في 14 شهر.
تصريحات ماريو دراغي – رئيس البنك المركزي الأوروبي- في المؤتمر الصحفي الذي عقد في الأسبوع السابق تؤكد ضعف المنطقة في الربع الأخير من العام السابق و امتداد ذلك إلى الربع الأول من العام الجاري لكن النظرة المستقبلية ضمن المناطق السلبية على المدى المتوسط.
ونحن خلال هذا الأسبوع ننتظر الاعلان عن بيانات نمو المنطقة ذو الاقتصاديات السبعة عشر، و التوقعات تأتي متوافقة مع تصريحات دراغي حيث قد يسجل الناتج المحلي الإجمالي انكماش بنسبة -0.4% في الربع الرابع من -0.1% في الربع الثالث من العام نفسه.
ايضا من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الألماني – اكبر اقتصاديات المنطقة بنسبة -0.5% في الربع الأخير ايضا بعد تحقيق نمو بنسبة 0.2%.
توقعات صندوق النقد الدولي الأخيرة التي صدرت في الشهر السابق حملت بعض التشاؤم للنظرة المستقبلية الخاصة بمنطقة اليورو إذ تم خفض التوقعات إلى انكماش بنسبة -0.2% خلال العام الجاري 2013 مقارنة بالتوقعات الأخيرة التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 0.1% ويشير صندوق النقد إلى أن اسبانيا ستقود انكماش المنطقة بينما استمرار الحكومات في تطبيق سياسات تقشفية يعد من أحد اسباب هذا الانكماش.
على الجانب الآخر تتجه الأنظار إلى قمة مجموعة العشرين حيث من المتوقع أن يتم التطرق للتحدث عن التحركات الأخيرة التي تشهدها العملات الرئيسية لاسيما بعد الانحدار الكبير الذي شهده الين الياباني أمام العملات الأخرى.
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير {الحمدلله الذي تواضع كل شيء لعظمته}
{الحمدلله الذي استسلم كل شيء لقدرته}
{الحمدلله الذي ذل كل شيء لعزته}
{الحمدلله الذي خضع كل شيء لملكه} 
في انتظار إعلان منطقة اليورو عن معدل النمو، وتقرير التضخم من البنك البريطاني
المواضيع المتشابهه 
