يروي محمود درويش قصة هذه القصيدة فيقول :
عندما كنت في السجن زارتني أمي وهي تحمل الفواكه والقهوة
ولا أنسى حزنها عندما صادر السجان إبريق القهوة وسكبه على الأرض ولا أنسى دموعها
لذلك كتبت لها اعترافا شخصيا في زنزانتي , على علبة سجائر , أقول فيه :
أحنُ إلى خبز أمي ..
وقهوة أمي ..
ولمسة أمي
وتكبر فيَ الطفولة .. يوما على صدر أمي
وأعشق عمري لأني إذا مت .. أخجل من دمع أمي .
وكنت أظن أن هذا اعتذار شخصي من طفل إلى أمه
ولم أعرف أن هذا الكلام سيتحول إلى أنشودة ينشدها ملايين الأطفال العرب !
و اليوم ها أنا أقتبس تلك الكلمات و أقول و كلي شوق
أحنّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي
و لمسة أمي
و تكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
و أعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي!
خذيني ،إذا عدت يوما
وشاحا لهدبك
و غطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
و شدّي وثاقي..
بخصلة شعر
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..
عساي أصير إلها
إلها أصير..
إذا ما لمست قرارة قلبك!
ضعيني، إذا ما رجعت
وقودا بتنور نارك..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت ،فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع..
لعشّ انتظارك!