• 1:49 مساءاً




رابعة العدوية - الحب الالهي

إضافة رد
أدوات الموضوع
عضو فـعّـال
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 1,999
معدل تقييم المستوى: 17
MatriX is on a distinguished road
09 - 08 - 2009, 11:00 PM
  #1
MatriX غير متواجد حالياً  
افتراضي رابعة العدوية - الحب الالهي
هي رابعه بنت إسماعيل العدويه نسبه إلى بني عدوه ولدت عام 95هـ في القرن الثاني للهجرة في البصرة..
حيث كانت البصره تعج بالعلماء والفقهاء والزهاد وتمتلئ بقصور الأغنياء وأكواخ الفقراء..
في أحد تلك الأكواخ الفقيره ولدت رابعه ..
قيل أنها سميت رابعه لأنه سبقتها ثلاث أخوات فأطلق عليها والدها اسم رابعه ..
عرفت بشدة الذكاء وسرعة التلقي حتى حفظت القرآن من في سن صغير .

رؤيا والدها :
عندما ولدت لم يكن في المصباح الذي يضئ البيت زيتا إلا ضوءا شاحبا ..
ولم تجد الأم ما تستر به الطفلة الصغيرة ..
خرج والدها يلتمس ما يستعيره من الجيران فلم يجد شيئا ونام حزينا فرأى في المنام
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له :
لا عليك إن هذه البنت التي ولدت سيده جليلة القدر، وإن سبعين من أمتي ليرجون شفاعتها .

محنة فيها منحه:
اشتد القحط في البصرة فوقعت رابعه فريسه للرق بعد أن تفرقت أسرتها ..
كانت رابعه بارعه الجمال تجيد العزف على الناي فاستغل ذلك سيدها وجعلها تغني لزواره مما سبب لها ألما كبيرا ..
مكثت رابعه تتعذب مع سيدها ويروى إنها بينما كانت تجوب أزقة البصرة شكت إلى الله حزنها فسمعت هاتفا يقول لها:
لا تحزني ففي يوم الحساب يتطلع المقربون إليك يحسدونك على ما تكونين فيه، أحست رابعه بقرب الله
وأيقنت بأن الفرج قريب، وحبب إليها الوقوف بين يدي الله في جنح الظلام متضرعه وكلما توجهت إلى ربها كلما أشرقت الأنوار في قلبها ..
وفي ذات ليله شاهدها سيدها من ثقب صغير وهي ساجده تناجي ربها قائله: إلاهي أنت تعلم أن قلبي
يتمنى طاعتك ونور عيني في خدمة عتبتك ولو كان الأمر بيدي ما انقطعت عن مناجاتك وخدمتك ولكنك
تركتني تحت رحمة هذا المخلوق من عبادك ..
وذهل الرجل وهو يرى قنديلا معلقا في وسط الحجرة يضئ لها الظلام ..
استيقظ ضميره وأطلق سراحها وخيّرها
بين أن تعيش عنده مكرمة تتقلب في ألوان النعيم ويكون لها خادما أو تنطلق إلى حيث تريد، فاختارت أن تعيش حره بعيده عن دنيا الناس .
بعيده عن الناس:
آثرت رابعه أن تعيش في كوخ بعيد عن الناس وكان لمعرفتها بالزاهد رباح بن عمر القيسي أثر كبير في
حياتها فقد تعرفت من خلاله على أماكن الذكر ومجالس العلماء فاستمتعت إلى مواعظ شيخ البصره
آن ذاك ( عبدالواحد بن زيد ) وتعرفت إلى الزاهده العابده ( حيونه ) فكان لهذا التعايش والتأثر بأهل الله
من صلحاء زمانها أثر كبير في صقل روحها وتوجهها بكليتها إلى الله عز وجل .
من عبادتها:
كانت تصلي الليل كله فإذا طلع الفجر نامت في مصلاها نومه خفيفه حتى يسفر الفجر .. فإذا هبت إلى مرقدها قالت:
يا نفس كم تنامين يوشك أن تنامي نومه لا تقومين منها إلا لصرخة يوم النشور، وكان هذا دأبها حتى لقيت ربها ..
عاشت رابعه بمشاعر فياضه فقد كانت كثيرة الحزن والبكاء ما أن تسمع بذكر النار حتى يغشى عليها زمانا ..
وكان في موضع سجودها ماء من كثرة دموعها .
شوقها إلى لقاء الله:
كانت رابعه تشتاق إلى لحظة الانتقال من هذه الحياة لأنها ستلقى بعدها من يملأ قلبها وروحها، وقد عاشت
حتى الثمانين من عمرها تضع أكفانها أمام ناظريها فوق مشجب من قصب فارسي حتى لا يغيب عن بالها أبدا ذكر الموت.
تذكر خادمتها ( عبده بنت أبي شوال ) إنها عندما حضرتها الوفاه قالت لها:
يا عبده لا تؤذي أحد بموتي ولفيني في جبتي هذه ( جبه من شعر كانت تقوم فيها إذا هدأت العيون ) وقالت في لحظاتها الأخيرة لمن حولها
اخرجوا ودعو الطريق مفتوحه لرسل الله، فخرجوا وأوصدوا الباب فسمعوا صوتها وهي تنطق بالشهادة، فأجائها صوت مسموع
( يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) .
بشارات فيها إشارات:
تقول عبده:
رأيت رابعه بعد وفاتها بسنة عليها حله من استبرق خضراء وخمار من سندس أخضر ولم أر شيئا أحسن منه وقالت لها:
يارابعه ما فعلت بالجبه التي كفناك فيها والخمار الصوف ؟
قالت :
إن نزع عني وأبدلت به هذا ثوباً آخر، وطويت أكفاني وختم عليها ..
ورفعت في عليين .
فقلت لها:
لهذا كنت تعملين أيام الدنيا ؟
قالت:
وما هذا عندما رأيت من كرامه الله لأوليائه، فقلت مريني بأمر اتقرب به إلى ا لله ؟
قالت :
عليك بكثرة ذكره فيوشك أن تغبطي بذلك في قبرك ..
والله أعلم
من شعرها
عرفت الهوى مذ عرفت هواك...........واغلقت قلبي عمن سواك
وقمت أناجيك يامن ترى................ ..خفايا القلوب ولسنا نراك
أحبك حبين حب الهوى ........................ وحب لأنك أهل لذاك
فاما الذي هو حب الهوى................. فشغلي بذكرك عمن سواك
واشتاق شوقين شوق النوى ........وشوق لقرب الخطى من حماك
فأما الذي هو شوق النوى .............. فمسرى الدموع لطول نواك
وأما اشتياقي لقرب الحمى ................. فنار حياةٍ خبت في ضياك
ولست على الشدو أشكو الهوى .. رضيت لي بما شئت لي في هواك

أحبك حبين: حب الهوى
وحبّا لأنك أهل لذاكا

فأما الذي هو حبّ الهوى
فذكرُ شُغلت به عن سواكا

وأما الذي أنت أهلُ له
فكشفُك الحُجب حتى أراكا

فما الحمدُ في ذا ولا ذاك لي
ولكن لك الحمد في ذا وذاكا



إني جعلتك في الفؤاد محدثي
وأبحتُ جسمي من أراد جلوسي

فالجسم من للجليس مؤانس
وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي



</i>
رد مع اقتباس

عضو الماسي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 37,798
معدل تقييم المستوى: 52
محمد حمدى ناصف is on a distinguished road
افتراضي رد: رابعة العدوية - الحب الالهي
2#
20 - 10 - 2017, 05:34 PM
جزاكم الله خيرا

ودى واحترامى



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
بعدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته
محمد حمدى ناصف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس


إضافة رد



جديد مواضيع استراحة بورصات


01:49 PM