سعر الدولار الأميركي: إنهيار حادّ أم عودة بطيئة الى الحياة؟
تكبّد سعر [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الأميركي الخسائر. إنّ التراجع بنسبة 1.1% في الأسبوع السابق كان بمثابة أسوأ أداء شهدته العملة منذ 18 أكتوبر- ولا سيّما عندما بلغ الأخضر أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر. على شفير بروز تحوّل حادّ على الصعيد الفردي (يتواجد مؤشر الداو جونز أف أكس سي أم مباشرة فوق خط ترند أعوام عدّة وقاع نطاق الإثني عشر شهرًا على مقربة من 10400) وعلى صعيد أزواجه الرئيسيين (اليورو/دولار على مقربة من 1.4000 والاسترليني/دولار عند ذروات أربعة أعوام والدولار/ين فوق مستوى 100)، ثمّة احتمال ملموس بنشوء انهيار حادّ أو انتعاش دراماتيكي. ستتعقّب التحرّكات الهبوطية التراجع الأخير لعائدات سندات الخزانة وتوقعات معدّلات الفائدة. تعتبر التحرّكات الصعودية الهبوط الذي شهدته أسواق رؤوس الأموال بمثابة خلاص العملة. ما نجده هو أمر ما في الوسط على الأرجح- ولربّما هو إيجابي.
في حين شهدت أسواق الفوركس تحرّكات كبيرة واختبرت مستويات حرجة، تمثّل الحدث المالي الأبرز في الأسبوع السابق بإنخفاض الأسهم. على وجه الخصوص، كان تراجع أس أند بي 500 الذي بلغ 2.6% في تلك الفترة الأسوأ منذ الفترة المنتهية في 1 يونيو 2012. في هذه الخطوة، ثمّة احتمال لخلاص الدولار- على الرغم من أنّه ليس كبيرًا جدًا. فقد هوى معيار شهية المخاطر هذا بنسبة 4% اعتبارًا من الذروة التاريخية التي سجّلها يوم الجمعة الفائت. بالنسبة الى العديد، يترجم هذا التحرّك الحادّ بموجة ملحوظة من "نفور المخاطر". في حال كان هنالك "خوف" كافٍ في هذا التصحيح لدرجة تأثيره على النظام المالي، من المحتمل أن يستعيد الدولار زخمه وسط الزخف نحو السيولة.
الصعوبة في تحويل موجة التذبذبات الأخيرة الى رافعة بالنسبة الى الدولار هي ميزان الإقتناع. لكي تستعيد العملة دورها كملاذ آمن، نحتاج الى مستوى معيّن من الخروج من مواقع المضاربة حيث يبتعد المستثمرون عن العائدات الأعلى في منطقة اليورو والصين والمملكة المتّحدة ويتوجّهون الى الأسواق الأعمق والقوانين الأميركية. قول هذا أسهل من القيام به. شهد الإتّجاه الصعودي المهيمن منذ خمسة أعوام العديد من التصحيحات المؤقّتة. أدّى مثل هذا الإتّساق الى حسّ استثنائي من الرضا والتأكيد.
سواء أكنّا ننظر الى الصورة الأكبر من منظور فنّي (بلوغ الأسهم ذروات تاريخية)، منظور أساسي (تقييمات عالية) أو منظور هيكلي (رافعة مالية مفرطة)؛ مخاطر "تطهير النار" هي عالية. في هذا الصدد، مخاطر حدوث ذلك في الأسابيع أو الأشهر القادمة باتت أعلى ممّا كانت عليه في الأعوام السابقة، ولكن سيكون من الصعب توليد ذلك النوع من الذعر الذي يعيد إحياء دور الدولار كملاذ آمن هذا الأسبوع. في هذا الإطار، ثمّة عدد قليل من الأحداث التي تتمتّع بالقدرة على إعادة تحديد الإتّجاه. ولربّما سيكون من الصعب تبلور ذلك في الوقت الراهن وسط ضآلة عدد التداولات بسبب إقفال غالبية العالم الغربي يوم الجمعة القادم.
من الضروري الحفاظ على حسّ صحّي من التشكيك في السيناريوهات ذات فرص التبلور الأدنى، ولكن من المهمّ في المقابل وضع خطّة لكيفية التصرّف في حال حدثت. في حال استطعنا رؤية اشتعال الإتّجاه، سيسجّل الدولار ما هو أكثر من ارتداد- من المحتمل أن يرتفع.
الحدث الأساسي الأهمّ الذي ينبغي على تجار الفوركس رصده عن كثب هذا الأسبوع هو التطوّرات التي تطرأ على توقعات معدّلات الفائدة. تأثّر تراجع الأخضر في الأشهر الثلاثة الماضية- ولا سيّما في الأسبوع السابق- بشكل كبير بتأكل ترجيحات المعدّلات. أدّى ذلك الى تراجع عائدات سندات الخزانة ومعدّلات السوق- وبالتالي الدولار. مع ذلك، وفي حين يشارف الدولار الأميركي على اختراق خط ترند رئيسي، من الضروري التفرقة بين خسارة القيمة والتحوّل الحذر الحالي في التوقعات الأميركية. من المحتمل أن يدفع الأخير الأخضر الى الإنخفاض، ولكنّنا لا نعمل في ظلّ هذه الأوضاع. السؤال الذي يطرح هو الى أي مدى تصل الخسائر؟ هل ستنتهي هذا الأسبوع مع صدور مؤشر أسعار المستهلك لشهر مارس وخطابات رئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين أو أنّها ستتواصل؟ يجب الإستعداد.
سعر الدولار الأميركي: إنهيار حادّ أم عودة بطيئة الى الحياة؟
المواضيع المتشابهه 
