ولكن..ما هو سبب الإصابة باختلال تمثيل الحديد بالجسم الذي يؤدي بدوره إلي الإصابة بهذا المرض الغريب؟..في الواقع أن الطب لم يتوصل إلي الإجابة الشافية على هذا السؤال حتى الآن..لقد رجح بعض العلماء أن سبب الإصابة بهذا المرض هو عضة ذئب مسعور..وقال البعض الآخر أن السبب هو أكل بعض أنواع فطر عش الغراب السام..إلا أن جميع تلك الاستنتاجات تفتقر إلي الدليل القاطع..فالمشكلة الرئيسة في ذلك المرض هي أن الغالبية العظمى من الأطباء لا يعرفون عنه شيئا بسبب ندرته الشديدة..لذا فالأبحاث التي أجريت عنه قليلة جداً.
فإن أفضل ما قيل في وصف حالة الشخص المصاب بداء ( القطرب ) هو ما ذكره بعض الأطباء الذين قاموا بدراسة مكثفة حول هذا المرض..عندما و صفوا المصاب بداء ( القطرب ) بأنه شخص ( غير ميت )..ومصطلح (غير ميت) لايعني إطلاقا أنه ( حي )..إذ من الصعب جداً أن يفهم أحد الفارق الباهت بين ( غير ميت ) و ( حي )..عدا المصابين بهذا المرض النادر..ولعل السبب الرئيسي الذي جعل هؤلاء الأطباء يصفون المصاب بداء ( القطرب ) بهذا الوصف الغريب هو عزلة المريض عن المجتمع –كما ذكرنا سابقاً- و ابتعاده التام عن أشعة الشمس التي لا يستطيع تحملها..وحياته الإجبارية في الظلام..وذلك الشحوب الشديد الذي يجعله بالفعل أقرب إلي عالم الموتى.
ومن المؤكد عزيزي القاري أنه عند مشاهدتك لأحد الأفلام التي تتحدث عن الرجل الذئب..فإنك ستتذكر ما قرأته عن هذا المرض الغريب..هذا المرض النادر الذي يجعل المصابين به يتحولون إلي ذئاب بشرية ..و إلي شاحبين