كان أكبر ما يشغل بال الأم هو إقامة ابنتها بالإسكندرية, و ذلك بعد وصول خطاب مكتب التنسيق بقبولها بكلية الأداب فيها ..فهم يقيمون في بلدة بالريف قريبة من طنطا , و ليس لهم بالاسكندرية أقارب أو أصدقاء ..
البنت فرحة لأنها ستلتحق بالجامعة , حلمها الدائم . و الأم موافقة . و لكن ماذا تفعل فتاة بمفردها في هذه السن , في بلدة غريبة كبيرة كالاسكندرية؟
وحل ((بيت الطالبات )) المشكلة . فالبنت مستوفية لشروط الإقامة به ,فلم تكد تتقدم بطلبها حتى قبل , واطمأن بال الأم نوعا ما . و ظلت توصيها قبل سفرها , و تؤكد لها أنها تثق فيها ثقة عمياء ,فيجب أن تلتفت الى دروسها , و أن تبتعد عن مزالق الشر كل الابتعاد.
و هي و إن كانت ما تزال تشعر بنوع من الخوف الا أنها كانت تثق فيها حقيقة . فمنذ نعومة أظافرها و إحسان لا تخفي عنها شيئا مما يقع لها أو تتناوله أحاديتها مع زميلاتها , أو ما يجيش به صدرها و تحدثها به نفسها
رواية بويات جريئه جدا كامله كويتيه
و خيالاتها.
و لكن قلب الأم دائم القلق...
و ودعتها .. و هي تدعو الله ان يحفظها دائما.
و لما وصلت إحسان الى الاسكندرية , بهرتها المدينة بنظافتها و بشاطئ البحر الممتد طويلا, و العمارات الكبيرة, و الحركة الدائبة ..كما بهرتها الكلية بمبانيها الضخمة و الإعدادات الكبيرة من الطلبة و الطالبات.. و لمست الحياة الجامعية بما فيها من اختلاط بين الجنسين .. و لقد ساورها الخوف في مبدأ الأمر , فهي لم تكن معتادة على هذا الاختلاط الجماعي الكبير.. و لكنها بدأت تعتاده شيئا فشيئا في المدرجات و الممرات و في حجرات الاساتذة و الموظفين ..و تأكدت أن الحياة الدراسية و الاجتماعية بالكلية تتطلب حتما مزيدا من هذا الاختلاط.. و رأت أنها يجب أن تساير الواقع و لا تنطوي
على نفسها , و لو رواسب من القلق و الرهبة كانت ما تزال تملأ فؤادها...
رواية بويات جريئه جدا كامله كويتيه