تم إعتماد نظام المقايضة في بعض الثقافات منذ الآف السنين، الذي هو أمر شائع خاصة في المناطق الفقيرة التي هي عادةً المناطق الريفية. ذلك لصعوبة توفر النقود في تلك المناطق فعلى سبيل المثال يتبادل القرويين في بعض المناطق في أفريقيا السلع الخاصة بهم مع قرى أخرى من أجل الحصول على ما يحتاجونه من السلع. يتطلب نظام المقايضة حاجات مزدوجة أو منفعة متبادلة بين الطرفين وهذا يعني أنه يجب على كل طرف من أطراف التداول أن يحتاج شيئاً من الطرف الثاني. رغم نجاح نظام المقايضة في العصور القديمة إلى أنه مع تطور المجتمعات نشأت هناك حاجة إلى وسيلة تبادل أسهل وأسرع التي هي المال. في هذه المقالة سوف نقوم بمناقشة ما أهمية النظام النقدي في حياتنا اليومية.
النظام النقدي هو من النظم الأكثر فعالية للإستخدام ويعود ذلك إلى سهولة وسرعة إستخدام المال كوسيلة للتبادل، بالاضافة إلى مدى شعبيته حيث يتم إستخدامه في جميع أنحاء العالم. هو أكثر كفاءة من نظام المقايضة لأنك لا تحتاج إلى العثور على شخص بحاجة إلى ما تبيعه من سلع أو مستعد لإعطائك ما يملكه.
يمكن النظر إلى السلع التي تستخدم في نظام المقايضة على أنها نوع من المال، والتي يتم فيها إستخدام السلع كوسيلة للتبادل. فيمكن أي شيء أن يعتبر مال فبعض الأشخاص يرون كيس طحين كنوع من المال، والبعض الأخر يعتبر [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] كإحدى أشكال المال أيضاً. كل ذلك مرتبط بكيفية إستخدام الأموال. فعلى سبيل المثال، إن وسيلة التبادل الشائعة بين المساجين هي السجائر مقابل مكالمات هاتفية.
من الناحية العملية المال هو كل ما هو مقبول على نطاق واسع في الصرف وعادةً ما يميل الأفراد إلى التمسك بأغلى ما يملكونه واستخدام أقل شيء يملكونه من حيث القيمة. يعرف نظام إستخدام الأشياء الأقل قيمة كوسيلة للتبادل بقانون جريشام.
أما المال المعروف ب"فيات"هو المال الذي لا يوجد له قيمة جوهرية لكن هو المال الذي يتم إعلانه من قبل الحكومات كعملة معتمدة بين الأفراد. لذلك إذا نظرت إلى [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الأمريكي سوف ترى عبارة "إبراء لجميع الديون العامة والخاصة". مما يعني أنه إذا حاول شخص أن يبيعك شيئاً وأنت قمت باستعمال الدولار الأمريكي كعملة أي كوسيلة للدفع سواء قبل البائع عملتك أو لا، من الناحية القانونية أنت دفعت. لذلك تلجأ العديد من الحكومات لإعتماد النظام النقدي وذلك لإجبار الأشخاص على إعتماد العملة كوسيلة للتداول وذلك لسهولة استعمالها.
المال في حد ذاته يمكن أن يكون عملة نقدية، ورقة نقدية، أو غيرها لكن جميع هذه الصفات المختلفة لا تعطي قيمة للمال بل كيفية إستخدام الأموال هي ما يعطيه قيمة. المال يستمد قيمته من خلال كونه وسيط للتبادل، وحدة قياس ومخزن للثروة. كما يتيح المال للناس إمكانية تجارة السلع والخدمات بشكل غير مباشر، فهم أسعار السلع والخدمات، وأخيراً يعتبر وسيلة للشراء بكميات أكبر في المستقبل إذا تم استثماره بالشكل الصحيح.
أن الانتقال إلى إستخدام الأوراق النقدية كان له العديد من النتائج الإيجابية منها إرتفاع حجم التجارة الدولية، حيث بدأت الحكومات والطبقات الحاكمة شراء العملات من دول أخرى وذلك أدى بدوره إلى إنشاء سوق العملات. وهناك إرتباط وثيق بين إستقرار النظام الملكي أو حكومة بلد معين وبين إستقرار عملة هذا البلد وقدرته على المنافسة والتداول في سوق دولي. المنافسة بدورها أدت في الكثير من الأحيان إلى ما يعرف بحرب العملات حيث تلجأ العديد من الدول المنافسة إلى المحاولات على التأثير على قيمة عملة الدول المنافسة عن طريق تعزيز قيمتها مقابل العملة الأخرى. تلجأ هذه الدول إلى خفض القوة الشرائية للعدو أو تلجأ إلى القضاء على العملة تماماً وذلك لجعل بضائع العدو مكلفة للغاية مقابل بضائعها.
ما أهمية النظام النقدي في حياتنا اليومية
المواضيع المتشابهه 
