رد: تشير المرونة التي يتحلّى بها اليورو الى إمكانيّة توسّع دائرة انتعاش العملة مقابل الدول
أنهى اليورو تجارات الأسبوع على ارتفاع طفيف مقابل الدولار الأميركي، الذي كان يتّبع مؤخّرًا اتجاهًا هابطًا، وارتفع بثبات نسبي وسط تحركات صعوديّة واسعة النطاق لمؤشر S&P 500 وغيره من المقاييس التي تقيّم عافية الأسواق الماليّة. وقد عزّز الهدوء النسبي الذي ساد قرار فائدة البنك المركزي الاوروبي الثقة في الأسواق الماليّة، وساعد على انتعاش اليورو مقابل الدولار الأميركي الذي يعدّ ملاذًا آمنًا. لم يظهر حاكم البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه أي رغبة في إزالة الحوافز الضخمة للسياسة النقديّة، في ظلّ تبلور مخاوف واضحة أزاء استقرار منطقة اليورو. وعوضًا عن ذلك، التزم المصرف في برامج إضافيّة ترمي الى تمويل القطاع الخاص، بينما امتنع عن رفع معدلات الفائدة. وقد أعرب المسؤولون كما كان متوقعًا عن ثقتهم في وحدة منطقة اليورو، ويبدو أنه كان للخطوات الأخيرة الهادفة بشكل أساسي لضمان الملاءة الماليّة للدول الأعضاء هدفها المرجوّ. كما يبدو أن الأسواق باتت أقلّ قلقًا أزاء انهيار منطقة اليورو، ليشهد اليورو تباطؤًا في خسائره في ظلّ تلاشي التوترات بشكل عام. ومن المرجّح أن توضح المفكرة الاقتصاديّة المثقلة بالبيانات التي تحمل قدرًا عاليًا من المخاطر المسائل الاساسيّة الرئيسيّة المتعلّقة باليورو خلال الأسبوع المقبل، وتشير المرونة التي كان يتّحلّى بها الزوج في الآونة الأخيرة الى أن العملة الموحّدة قد تلحظ المزيد من الانتعاش مقابل الدولار الأميركي.تتمثّل المسألة الرئيسيّة التي تطرح الآن فيما إذا كانت الأسواق الماليّة تؤمن بالاستقرار النسبي لمنطقة اليورو الى جانب استمراريّة نظام العملة الموحّدة. وعلى نطاق أوسع، يفسّر هذا الأمر الحساسيّة التي كان يتمتّع بها اليورو في الآونة الأخيرة أزاء تحرّكات مؤشر S&P 500 وسائر مقاييس المخاطر الرئيسيّة. وفي ظلّ الاتجاه الصعودي المهيمن على الأسواق، بات مستبعدًا أن يعمد المستثمرون الى التمحيص في ميزانيّات دول الاتحاد النقدي الأوروبي كلّ منها على حدة، واختبار قرارات أسواق الديون السياديّة. ينذر الانتعاش الحاد الذي شهدته مؤخّرًا المؤشرات الرئيسيّة بالخير بالنسبة لزوج اليورو/دولار، ومن المرجّح أن يثير استمرار هذه التحرّكات تصحيحًا أوسع نطاقًا في سياق التراجع الأكبر. تشمل العناوين الرئيسيّة المرتقبة خلال الأسبوع المقبل وابل من تقارير الانتاج الصناعي في منطقة اليورو، وثقة الأعمال، والعمالة، ومؤشر أسعار المستهلك. لا تثير الاصدارات الاقتصاديّة الفرديّة لمنطقة اليورو عادة أيّ تحركات رئيسيّة في أزواج اليورو، الا أنه سيكون للأسواق ردود فعل أزاء أي مفاجآت كبيرة من مجموعة البيانات ككلّ. وعلى هذا النحو، من المرجّح أن يستحوذ مسح الأعمال الالماني ZEW على اهتمام بالغ؛ يتوقّع المحللون تحسّن الثقة "أزاء الأوضاع الراهنة" خلال شهر يونيو. ومن المرجّح أن توجّه ردود فعل الأسواق الماليّة الأوروبيّة تحركات زوج اليورو/دولار الذي يتّسم بحساسيّة عالية أزاء المخاطر. دفع تجّار العملات اليورو الى الانخفاض دون المستوى السيكولوجي الرئيسي القائم عند 1.20$ خلال تداولات الأسبوع المنصرم. مع ذلك، تشير المرونة النسبيّة التي يتحلّى بها الزوج الى عدم رغبة المستثمرين في تعزيز الخسائر، في ظلّ التراجع الحاد العام. ومن المرجّح أن يتوخّى التجّار الحذر أزاء تسجيل اليورو/دولار المزيد من التصحيح والتوطيد خلال الأسبوع المقبل؛ بينما يبيّن اختراق قناة ترند الأجل القريب فرص تحقيق المزيد من المكاسب.
Daily FX