رد: اهم التقارير الاقتصادية والسياسية ليوم الخميس 26-3
في إنتظار البيانات الأمريكية..
لقد شاهدنا الأسواق يوم أمس تعيش حالة من الغموض و الاضطراب عقب صدور البيانات الأمريكية على نحو جيد للغاية على غير المتوقع لتعطي علامات على أن الاقتصاد الأمريكي قد بدأ في الاقتراب من الخروج من شراك الركود الاقتصادي,
حيث بيانات يوم أمس كانت صادرة عن قطاعين من أهم القطاعات داخل الولايات المتحدة الأمريكية, و بالرغم من كل هذا التحسن فقد شاهدنا الدولار الأمريكي ينحدر على غير المتوقع بينما أنهت الأسهم الأمريكية التداولات في المنطقة الخضراء..
و من ناحية أخرى نجد أن السيد تيموسي جيثنير رئيس الخزانة الأمريكية يتبع نهج السيد باراك أوباما الرئيس الأمريكي في تأكيد مكوث الدولار كعملة أساسية في الأسواق المالية العالمية و هو أيضاً العملة الاحتياطية الأولى ليرد بهذا على اقتراحات كل من الصين و روسيا بشأن خلق عملة جديدة موحدة يتم تداولها في جميع أنحاء العالم تكون أكثر ثباتاً عوضاً عن الدولار الأمريكي الذي يعيش حالة من الضعف و التهاون.
ومن ناحية أخرى من المتوقع أن يطالب السيد جيثنير مجلس الكونجرس الأمريكي اليوم بإعطاء السلطة الكافية للبنك الاحتياطي الفدرالي للتحكم في تصرفات و أداء الشركات المالية في القطاعين الخاص و العام من أجل التمكن من تحسين القوانين المتعلقة بالنظام المالي في الولايات المتحدة الأمريكية, كما أشار يوم أمس إلى أن حكومة السيد أوباما مقبلة على تطبيق معايير مالية جديدة خلال الفترة القادمة من أجل السيطرة أكثر على تصرفات الشركات المالية الواقعة تحت الوصاية الحكومية الحالية وذلك عقب مشكلة المكافئات المالية الضخمة التي خلقتها شركة AIG للتأمين حاليا.
و اليوم نجد الأجندة الاقتصادية ممتلئة عن أخرها بالبيانات الاقتصادية عن الاقتصاديات العظمى حول العالم و لكن بالطبع تكون البيانات ذات الأهمية القصوى من نصيب الولايات المتحدة الأمريكية, هذا و قد صدرت بيانات مؤشر GFK للثقة عن الاقتصاد الألماني لشهر نيسان المقبل حيث جاءت القراءة الفعلية بقيمة 2.4 أقل من التوقعات التي كانت بقيمة 2.5 و القراءة السابقة التي تم تعديلها لتصبح بقيمة 2.5 بعد أن كانت بقيمة 2.6.
و ترينا هذه البيانات مدى تدهور الحالة النفسية داخل أكبر اقتصاديات المنطقة الأوروبية و الذي يمثل 25% من قيمة الناتج المحلي الإجمالي, إن هذا الانحدار في مستويات الثقة يرجع بالطبع إلى الضعف الشديد في النشاطات الاقتصادية داخل البلاد الشيء الذي دفع المستهلكين إلى الحد من مستويات إنفاقهم و بالتالي تدنت مستويات الإنتاج أكثر و أكثر مما دفع المصانع و الشركات عزيزي القارئ إلى التخلص من أعداد غفيرة من القوة العاملة لديها من أجل مواجهة ارتفاع التكلفة مع تدني مستويات الإنتاج خلال الفترة الأخيرة نتيجة عزوف المستهلكين داخل و خارج البلاد عن الطلب و الإنفاق....
و فيما يتعلق بسائر البيانات الاقتصادية اليوم فستكون البداية للبيانات الأوروبية و مؤشر العرض النقدي M3 للثلاثة أشهر عن شهر شباط, و نجد من التوقعات أن القراءة الفعلية ستكون أقل من القراءة السابقة مما يعني انحدار مستويات السيولة أكثر في البلاد على النحو الشهري و السنوي.
و من ثم يأتي دور المملكة المتحدة و البيانات الاقتصادية خاصتها و سنبدأ ببيانات مجمل الاستثمارات داخل البلاد, و نجد أن التوقعات تشير إلى أن القراءة الفعلية ستكون منخفضة مماثلة للقراءة السابقة و يشير هذا إلى أن مستويات ثقة المستثمرين مازالت ضمن أدنى مستوياتها نتيجة للتدهور الاقتصادي الشديد الذي يعاني منه الاقتصاد الملكي في الوقت الحالي..
ثم يأتي بعد هذا دور بيانات مبيعات التجزئة البريطانية و نجد أن التوقعات تشير إلى أن القراءة الفعلية ستأتي على انخفاض مقارنة بالقراءة السابقة التي كانت مرتفعة, و تعد هذه البيانات غير مبشرة إطلاقاً حيث أن هذا يزيد من العلامات التي تؤكد استمرار التدهور الاقتصادي داخل البلاد مع غياب مستويات الإنفاق و الثقة داخل ثاني أكبر اقتصاد في المملكة المتحدة.
و يكون الختام كالعادة من نصيب البيانات الأمريكية التي تمثل أكبر أهمية في يومنا الاقتصادي هذا حيث أنه من المنتظر صدور بيانات القراءة النهائية ( ق.ن. ) للناتج المحلي الإجمالي المسنون عن الربع الرابع, و تشير التوقعات إلى أن القراءة الفعلية ستظهر توسع في مستويات تقلص النمو أكثر مما كانت عليه القراءة السابقة الشيء الذي قد يمحي كل التفاؤل الذي يعتري الأسواق في الوقت الحالي حيث أنه إذا جاءت القراءة الفعلية مماثلة للتوقعات فإن هذا يشير إلى أن الاقتصاد قد تقلص بشدة ليصل إلى أدنى مستوياته منذ 1980!!!!
هذا و قد تمكنت الأسهم الأمريكية يوم أمس من إنهاء التداولات مرتفعة ضمن المناطق الخضراء, حيث تمكن مؤشر Dow Jones الصناعي من الارتفاع بقيمة 89.84 نقطة ما يعادل 1.17% ليصل إلى مستويات 7749.81 عند الإغلاق, كما ارتفع مؤشر S&P 500 بقيمة 7.76 نقطة ما يعادل 0.96% ليصل إلى مستويات 813.88 عند الإغلاق, و أخيراً ارتفع مؤشر NAZDAQ المجمع بقيمة 12.43 نقطة ما يعادل 0.82% ليغلق عند مستويات 1528.95.