يعتبر البحث عن اتجاه التداول الحالي للأسعار من المهام الصعبة التي يواجهها أي متداول في أسواق المال سواء سوق الأسهم او سوق العملات أو غيرهما، ولكنها ليست بالمستحيلة فقط المطلوب تعلم كيفية استخدام الأدوات التي من الممكن استخدامها من أجل ذلك الغرض. ولعل من أبسط الطرق التي يستخدمها البعض في متابعة حركة اتجاه التداول نقاط الارتكاز، ولكن تحديد نقاط الارتكاز نفسها تحتاج إلى عمل بعض المعادلات اليدوية. ويجب استخدام الرسوم البيانية من أجل معرفة ما إن كان هناك نقاط ارتكاز جديدة أم لا. ولكن ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال هو التصحيح الجزئي وكيفية استخدام تلك الظاهرة في معرفة اتجاه التداول الحالي للأسعار.
عندما يرفض سهم ما الاستمرار في السير داخل اتجاه معين، فإنه يقوم بالخروج من ذلك الاتجاه بالسير في اتجاه التداول المعاكس مكونا نقطة ارتكاز جديدة. وفي حالة استطاعة المتداول تحديد قاع أسعار التداول قبل انعكاسها، فإنه سوف يستفيد من خلال الدخول المبكر في الاتجاه الجديد،.وفي هذا المقال سوف نتحدث عن كيفية استخدام موجات التصحيح الجزئية التي تحدث لحركة أسعار التداول خلال فترات معينة من أجل توقع مسار اتجاه التداول القادم في سوق الأسهم او سوق العملات. وفي الأمثلة التي سوف نستخدمها في المقال سوف تكون من ناحية الشراء، وسوف يتم استخدام الأسهم كمثال على ورقة مالية، أما في حالة البيع فسوف يكون الأمر عكس الإشارات التي سوف نتحدث عنها.
تحديد التصحيح الجزئي
بداية يجب أن نقول أنه هناك ثلاث أنواع للاتجاه بالنسبة للأسهم في سوق الاسهم وللعملات في سوق العملات؛ اتجاه صاعد وهابط وأخيرا الاتجاه العرضي. وكما هو معروف فإنه يقال على أي سهم –أو عملة- أنه في اتجاه صاعد وذلك في حالة ارتفاع أسعار التداول بمرور الزمن، أو أنه بمرور الزمن يتم تكوين قمم ارتكازي أعلى من السابقة وقيعان ارتكازي أعلى من السابقة.
أما في حالة سير الأسعار في سوق الأسهم أو سوق العملات في اتجاه هابط، فإن ذلك يعني تكوين قيعان ارتكازية أقل وقمم ارتكازية أقل من السابقة. أما في حالة السير بصورة عرضية فإن ذلك يعني تكوين قمم وقيعان تقريبا عند نفس المستويات بمرور الزمن، أو أن تميل أسعار التداول للسير بصورة شبه أفقية دون تحديد اتجاه معين، قد يكون هناك انحرافا طفيفا عن المسار العرضي صعودا أو هبوطا ولكن يظهر الاتجاه الإجمالي العام على الرسم البياني كأنه كخط أفقي. وللعلم فإنه من الممكن أن نرى اتجاها عرضيا يميل ناحية الارتفاع قليلا أو ناحية الانخفاض قليلا.
بعد أن عرفنا اتجاه التداول وأنواعه، من الممكن تعريف التصحيح الجزئي على أنه سير أسعار التداول في الاتجاه المعاكس للاتجاه العام بصورة جزئية. ولكن سوف يكون التركيز في هذا المقال على الأسعار في سوق الأسهم أو سوق العملات التي تستعد للخروج من حالة السير العرضي قريبًا. وبصورة عامة فإنه في حالة سير سعر السهم أو العملة في سوق العملات بصورة عرضية فإنه يتحرك داخل نطاق سعري ضيق، مما يعني توازن قوى العرض والطلب بصورة كبيرة، حيث أنه كلما ارتفع السعر إلى الحد العلوي للاتجاه العرضي فإن قوى البيع ترتفع وتنخفض أسعار التداول من تلك المستويات وذلك لأن المشاركين في التداول في سوق الأسهم أو سوق العملات يشعرون أن السهم أو العملة عند مستوى مرتفع عند تلك الأسعار. وفي المقابل فعند اقتراب السعر من الحد السفلي للاتجاه العرضي فإن قوة المشتريين تبدأ في الارتفاع فتدعم أسعار التداول وترتد صاعدة مرة أخرى وذلك لأن المشاركين في التداول في سوق الأسهم أو سوق العملات يشعرون أن سعر السهم أو العملة رخيص وجاذب للشراء، ويستمر السير العرضي كما هو إلا في حالة تغيير معادلة العرض والطلب. وفي معظم الأحيان فإن الاتجاه الذي كانت تسير فيه أسعار التداول قبل دخولها في الاتجاه العرضي يكون من المتوقع استمراره عند خروج أسعار التداول من ذلك الاتجاه العرضي، ولكن هذا لا يمنع أيضا احتمالات الانعكاس.
الاختراق
بشكل عام، سوف ينتظر الكثير من المشاركين في التداول في سوق الأسهم أو سوق العملات حتى تخرج أسعار التداول من ذلك النطاق الضيق التي كانت تسير فيه أثناء تواجدها في الاتجاه العرضي سواء لأعلى أو لأسفل. ووفقا لاتجاه الاختراق والكسر يكون حينها تم معرفة الاتجاه الذي سوف تستمر أسعار التداول في السير فيه فيما بعد. ولكن من الممكن أن يقوم بعض المشاركين في التداول في سوق الأسهم أو سوق العملات بفتح بعض المراكز المالية في اتجاه معين قبل اختراق أسعار التداول للحيز العرضي وذلك من خلال متابعة التصحيحات الجزئية التي تحدث داخل النطاق العرضي. ومن الممكن معرفة التصحيح الجزئي عندما تقوم أسعار التداول بالتوقف بصورة مسرعة بعد اختراقها لمستوى القمة الأخيرة أو القاع الأخير فيؤدي ذلك إلى تفعيل نقاط إيقاف للمراكز المالية المفتوحة ومن ثم تعاود السير في الاتجاه المعاكس بصورة سريعة. ولكن يجب أن نعلم أن محاولة فتح مركز مالي داخل اتجاه عرضي قبل الاختراق يحمل الكثير من المخاطرة نظرا لاحتمال فشل التوقع وعدم حدوث الاختراق في الاتجاه المتوقع. لذلك يجب الالتزام بنقاط وقف خسارة قريبة لتقليل نسبة المخاطرة بقدر الإمكان.
التداول باستخدام طريقة التصحيح الجزئي
في الشكل التالي نرى أن سهم “WPT enterprises” كان قد سار بصورة عرضية خلال الفترة الأخيرة من عام 2006،
وذلك بعد انخفاضه بصورة كبيرة لعدة أشهر متواصلة. ولكن بعد ذلك الانخفاض بدأ السهم يكون قمم وقيعان متساوية تقريبا مشيرا إلى الاتجاه العريض الذي أصبح يسير فيه. وعلى الرغم من أنه في الحالات العامة يكون السير العرضي مؤشرا على استمرار اتجاه التداول الذي يسبقه، إلا أن السهم قد ظهرت فيه بعض الإشارات التي كانت تشير إلى انعكاس اتجاه التداول بعد السير العرضي. وبعد الارتفاع إلى الحد العلوي للاتجاه العرضي في أواخر شهر أكتوبر، كان قد شهد السهم وجود قوة مشتري عليه قليلا ولكن ذلك قبل رجوعه مرة أخرى للحد السفلي للاتجاه العرضي في منتصف شهر نوفمبر. ولكن بصورة عامة فإن معدلات الطلب قد بدأت بصورة تدريجية الارتفاع عن معدلات العرض وبدأ السهم يرفض السير بصورة عرضية كما كان مألوفا منه الفترة السابقة، حيث بدأنا نرى شموعا يابانية ذات ذيول طويلة تشير إلى حيرة المتداولين في السوق وعدم معرفتهم للاتجاه المتوقع للأسعار، لكن في الحقيقة فإن تلك الحيرة الواضحة على أداء المتعاملين في نفس الوقت يعني أنه هناك شيئا يحدث للورقة المالية نفسها وأن الورقة على وشك أن تختار لنفسها اتجاها الفترة القادمة.
وعلى الرغم من أنه لا توجد طريقة محددة من الممكن بها معرفة ما إن كان السير العرضي هو في الحقيقة مجرد توقف في اتجاه التداول ومن ثم استمراره أم أنه فرصة لانعكاس اتجاه التداول السابق للحركة العرضي، إلا أنه من الممكن استخدام بعض الأدوات الفنية الأخرى لمعرفة مستويات الدعم والمقاومة نطاقات التصحيح الجزئية التي قد تقوم بها أسعار التداول. ومن ضمن تلك المؤشرات الفنية المتوسطات المتحركة ونسب “فيباناتشي” والبولينجر بالإضافة إلى الفجوات السعرية. ومع حساب مستويات المخاطرة من الممكن فتح مراكز مالية طالما أنها في إطار المخاطر المحسوبة للإدارة المالية للمحفظة. وبصورة عامة فإن أعلى سعر ثان على المستوى اليومي يأتي بعد الانخفاض بكثير من الشموع من الممكن أن يكون كافيا لدعم فكرة الانعكاس. وبذلك فإنه يتم شراء السهم عند مستويات 3.85 مع وقف خسارة بمقدار 0.10 أسفل سعر الشراء.
وكان قد حاول السهم الاختراق والخروج من ذلك الإطار العرضي بعدها بأسبوع ولكنه فشل في ذلك،. ولكن قرار الشراء السابق بناءا على مسألة التصحيح الجزئي كان سببا في تكوين ربح بما يقرب من 15% خلال أسبوع، مما يشير إلى أنه لم يكن قرارا خاطئا خاصة مع انخفاض مستويات المخاطرة لقرب نقطة وقف الخسارة. ولكن أداء السعر بهذا الشكل يعني تربص البائعين عند الحد العلوي للإطار العرضي وارتفاع مستوى العرض عن الطلب. ولكن عاود المشترين بقوتهم مرة أخرى خلال شهري يناير وفبراير مرة أخرى مع تكوين تصحيح جزئي آخر، إلا أنه كان هناك الكثير من الإشارات الخاطئة ومع مرور الوقت كان من الواضح سير السهم في ذلك الإطار العرضي لتعرضه لموجات من عمليات التجميع بصورة كبيرة خلال شهر يناير. وكان هناك إشارة شراء أخرى حول مستويات 3.80 مرة أخرى بنقطة وقف خسارة بالقرب من مستويات 3.54.
وارتفع السهم بصورة كبيرة نحو مستويات المقاومة مخترقا إياها بعد ذلك. وفي الحقيقة فإنه بمجرد اختراق مستويات المقاومة وخروجه من النطاق العرضي الذي كان يسير فيه، تحول مسار السهم إلى مسار صاعد بصورة كبيرة. ولاحظ ارتفاع نقاط الارتكاز بعد ذلك وأصبحنا نرى قمم أعلى من القمم السابقة وقيعان أعلى من القيعان السابقة على الرسم البياني ليرتفع السهم بعد ذلك ما يقرب من 50% خلال أربعة أسابيع منذ فتح المركز المالي.
http://www.4xway.com/2011/01/blog-post_24.html
[IMG]http://2.bp.*************/_NBHFByW3nwY/TT0jfKNANoI/AAAAAAAAJRE/owY09CGAsZA/s320/Article-sha-137-far-fig-51-300x292.gif[/IMG]
مثال أخر
سهم”كاو زينج للاتصالات الدولية” من الممكن أن نجد فيه مثالا آخرا على عملية التصحيح الجزئي. ولكن في هذا المثال سوف نتعامل مع عملية تصحيح جزئي يحدث خلال تراجع أسعار التداول قليلا عن اتجاه التداول الرئيسي الخاص بها بدلا من السير العرضي كما في المثال السابق. وفي هذا المثال يكون السعر يسير في اتجاه معين بالفعل، وتكمن الفكرة في الانتظار حتى يقوم السعر بتصحيح نفسه قليلا في اتجاه التداول المعاكس كنوع من التوقف الجزئي للاتجاه الحالي ومن ثم يستمر اتجاه التداول مرة أخرى.
وكان السهم يسجل قمم أقل من السابقة وقيعان أقل من السابقة والموضحة بالأسهم الحمراء وذلك خلال الفترة الأخيرة من عام 2006. ولكن تغير الحال خلال 2007 وبدأ السهم في الارتفاع مرة أخرى مكونا قمم أعلى وقيعان أعلى وتلك هي الموضحة بالأسهم الخضراء. ومن ثم كون السهم تصحيحيا جزئيا وذلك لأنه رفض الاستمرار في الانخفاض إلى قيعان أقل من القيعان السابقة الأمر الذي أدى إلى تكون ما يشبه السير العرضي الصغير، ولكن لماذا من الممكن أن نبحث عن تصحيح جزئي في تلك المنطقة؟ في الحقيقة فإنك إن نظرت إلى التعاملات نهاية شهر ديسمبر فإنك سوف تلاحظ وجد فجوة سعرية لم يتم تغطيتها حتى الآن. وكما هو معروف فإن الفجوات تعتبر مستويات دعم ومقاومة بالنسبة لوضع السعر معها، ولهذا فإن السعر بمجرد وصوله إلى تلك المستويات ارتد مرتفعا مرة أخرى خلال شهر فبراير.
[IMG]http://4.bp.*************/_NBHFByW3nwY/TT0i81i3J8I/AAAAAAAAJRA/565OIIDCB1w/s320/Article-sha-137-far-fig-6-300x283.gif[/IMG]
الخلاصة بمجرد أن تتدرب على ملاحظة الحركات التصحيحية الجزئية التي تقوم بها أسعار التداول في بعض الأوقات فإنه من الممكن أن تحسن من أداءك في التداول بصورة كبيرة. وقد يشعر البعض في البداية أن ذلك النوع من التداولات غير حقيقي نوعا ما. ولكن بالتكرار والتدريب فإننا سوف نجد أن الأمور تكون أفضل وأكثر وضوحا مما يخلق فرصا للتداول بصورة كبيرة بعد ذلك. منقول للأمانة
البحث عن اتجاه التداول من خلال موجات التصحيح الجزئي
المواضيع المتشابهه 
