• 11:04 مساءاً




كيف تكون المحبة إذا

إضافة رد
أدوات الموضوع
عضو متقدم
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,282
معدل تقييم المستوى: 21
الحسام 55 is on a distinguished road
18 - 09 - 2011, 02:10 PM
  #1
الحسام 55 غير متواجد حالياً  
افتراضي كيف تكون المحبة إذا





إنَّ أهل الإيمان الحق يستمدون من الهدي كل أمورهم، فلا تستوي الأمور وتستقيم السبيل إِلَّا بذلك، فبهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- يهتدون، وعلى ضوء سنته يسيرون، ومن معين نبوته يرتوون، ولأعلام هدايته يحملون، وتحت لوائها يجاهدون، أسقطوا الرايات المشبوهة، ودحضوا الشعارات الزائفة، ولم يبقوا إِلَّا شعار التوحيد لله، والمتابعة لرسوله -عليه الصلاة والسلام-، عليه يحيون وعليه يموتون، وفي سبيله يكافحون، ومن أجله يوالون ويعادون، ويعطون ويمنعون، وعليه يلقون الله رب العالمين.

إخوة الإيمان: لم تكن حاجة الأمة في عصر ما إلى معرفة السيرة العطرة معرفة اهتداء واقتداء؛ أشد إليها من هذا العصر الذي تقاذفت فيه الأمةَ أمواج الفتن، وتشابكت فيه حلقات المحن، وغلبت فيه الأهواء، واستحكمت فيه الزعوم والآراء، وواجهت فيه الأمة ألوانًا من التصدي السافر، والتحدي الماكر، والتآمر الرهيب من قِبَل أعداء الإسلام على اختلاف مللهم ونحلهم، ويزداد الأسى حين يجهل كثير من أهل الإسلام حقائق دينهم وجوهر عقيدتهم، ويسيرون مع التيارات الجارفة دون تمحيص وتحقيق، أو يجمدون على موروثات مبتدعة دون تجلية ولا تدقيق، وحينما يُضرب المثل في ذلك على نظرة كثير من أهل الإسلام للسيرة المباركة؛ فإنك تجد العجب العجاب! ففئات تغلو في الجناب المحمدي وترفعه إلى المقام الإلهي، وفئات تجفو وتعرض.

فمن الناس من نظر إلى السيرة النبوية على أنها قصص تُتلى وفصول تُسرد، دون متابعة واقتداء، فلا تحرك مشاعرًا وقلوبًا، ولا تثير مشاعرًا وهممًا، وأبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي فوق كونه عظيمًا من عظماء التاريخ؛ فإنَّ شرف النبوة وتاج الرسالة هو الذي يحسن له المحبة والاتباع، وإن ارتباطنا برسولنا وحبيبنا -صلى الله عليه وسلم-، وسيرته العطرة ليست ارتباط أوقات ومناسبات، ولا حديث معجزات وذكريات، بل إنه ارتباط وثيق في كل الظروف وعلى جميع الشئون وأحوال الحياة إلى الممات.

والمسلم الذي لا يعيش الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ضميره، ولا تتبعه بصيرته في عمله وتفكيره في كل لحظة من لحظاته؛ لا يغني عنه أبدًا التغنِّي بسيرته، ولا صياغة النعوت في مدائحه، وليس هناك أعلى من مدح ربه -جلَّ وعلا- له وثنائه عليه، فقد رفع ذكره، وأعلى في العالمين قدره، وشرح صدره، ووضع وزره، وما جنح بعض المسلمين إلى مثل هذا اللون في الإفصاح عن تعلقهم بنبيهم إلا يوم أن أعياهم القيام بالعمل، وتركت نفوسهم العزمات، واستسلموا للتواني والكسل، فالجهد الذي يتطلب العزائم هو الاستمساك والاقتداء، فبدلًا من التغني والترنم ينهض المسلم الجاد إلى تقويم نفسه، وإصلاح شأنه حتى يحقق الاقتداء برسوله -صلى الله عليه وسلم-، وحتى يترجم تلك الدعاوى إلى واقع عملي في كل شأن من شئونه، في معاشه ومعاده، وفي حربه وسلمه، وفي علمه وعمله، وفي عباداته ومعاملاته.

وإن تحويل الإسلام والحب لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم إلى هز للرءوس وتضخيم للعمائم، وتعلق بأذكار وتسابيح، وتمسك بمدائح وتواشيح؛ لشيء عجيب يحار العقل في قبوله، والأدهى من ذلك أن تكون هذه الأمور معايير لصدق المحبة وعدمها، ومقاييس يرمى كل من تركها واستبان عورها بتنقصه للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتلك شنشنة معروفة من أخزم، فحبُّ رسولنا صلى الله عليه وسلم في شغاف قلوبنا، ولا يغيب حبه إلا من قلب منافق جحود.

فاحرصوا -رحمكم الله- على اتباع السنة واقتفاء آثار سلف هذه الأمة، فإن الخير كل الخير في الوقوف حيث وقف السلف الصالح رحمهم الله، واعلموا أن الموفق من تمسك بالسنن النبوي والنهج المحمدي، وصبر على ما أصابه، والمحروم من انقطع بالنبي صلى الله عليه وسلم سببه، وخاب سعيه وطلبه، ولو عمل ما عمل مما ليس عليه أثارةٍ من علم أو أمارة من برهان.





للشيخ /عبدالرحمن السديس ....مما راق لي اختكم في الله ...العائده لله




رد مع اقتباس

عضو الماسي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 37,798
معدل تقييم المستوى: 52
محمد حمدى ناصف is on a distinguished road
افتراضي رد: كيف تكون المحبة إذا
2#
20 - 11 - 2017, 07:13 AM
جزاكم الله خيرا

ودى واحترامى



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
بعدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته
محمد حمدى ناصف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس


إضافة رد



جديد مواضيع القسم الاسلامي


11:04 PM