عدما أمتعنا ثلاثين يوما من الصيام، وحلقت فيه أرواحنا إلى السماء، وتنزلت ملائكة الرحمان في ليلة عظيمة، و فتحت فيه أبواب الجنة، و زالت فيها عن أحقادنا و أطماعنا، وتغيرت فيه نفوسنا للأفضل و كانت الطاعة فيه أيسر، هاهو شهر رمضان قد حزم حقائبه و رحل، بعدما تدربت النفس فيه على إيثار الحق.
و لاشك أن المسلم مطالب بالمدوامة على الطاعات و الإستمرار في الحرص على تزكية النفس، و من أجل تزكية النفس فقد أرشد الرسول علي الصلاة و السلام أمنه إلى فضل الست أيام من شوال لقوله : من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر .و معناه : أن صيام رمضان يقابل عشرة أشهر، و صيام ست من شوال يقابل شهرين فذلك تمام العام، إذن من صامها يكتب له أجر صيام سنة كاملة، و من فوائدها كذلك :
1- هو إكمال صيام الدهر كما جاء في الحديث .
2- إن صيام الستة من شوال هو علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده، عمل حسنة أتبعها بحسنة أخرى.
3- و هو شكر الله على إتمام نعمة الصيام، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، و قد أمر الله –سبحانه و تعالى- عبادة شكر نعمة صيام رمضان،فقال : و لتكملوا العدة و لتكبروا الله على ماهداكم و لعلكم تشكرون"(البقرة :185).
4- أنه أداء لسنة الرسول عليه الصلاة و السلام .
5- إكتساب محبة الرسول عليه الصلاة و السلام .
6- إن صيام شوال و شعبان كصلاة السنن و الرواتب قبل الصلاة المفروضة و بعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل و نقص، فن الفرائض تكمل بنوافل يوم القيامة ، و الدليل على ذلك : » إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، قال يقول ربنا جل و عز لملائكته و هو أعلم ، انظروا لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع، قال : "أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم "رواه أبو داود
و هذه الأيام هي فرصة من الفرص الغالية، حيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى ، فسارعوا إلى مغفرة من ربكم لقوله تعالى : "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (النحل97)
و في الأخير.......فلنحرص أخواتي على الإستمرار على الأعمال الصالحة و فعل الخير ، ولنحذر أن تفاجئنا الموت على معصية