• 7:31 مساءاً




من منافع الحج وفوائده

إضافة رد
أدوات الموضوع
عضو متقدم
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,282
معدل تقييم المستوى: 21
الحسام 55 is on a distinguished road
24 - 10 - 2011, 11:40 AM
  #1
الحسام 55 غير متواجد حالياً  
افتراضي من منافع الحج وفوائده
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ، أما بعد:
فإن الله سبحانه تعالى شرع الحج لحكم كثيرة وأسرار عظيمة ومنافع جمة أشار إليها سبحانه في قوله عز وجل : "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق . ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير . ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق"

فأوضح سبحانه في هذه الآيات أنه دعا عباده للحج ليشهدوا منافع لهم، ثم ذكر سبحانه منها أربع منافع:
الأولى: ذكره عز وجل في الأيام المعلومات وهي عشر ذي الحجة وأيام التشريق.
الثانية ، والثالثة ، والرابعة: أخبر عنها بقوله : "ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق" .
وأعظم هذه المنافع وأكبرها شأناً ما يشهده الحاج من توجه القلوب إلى الله سبحانه، والإقبال عليه، والإكثار من ذكره بالتلبية وغيرها من أنواع الذكر، وهذا يتضمن الإخلاص لله في العبادة وتعظيم حرماته والتفكير في كل ما يقرب لديه ويباعد من غضبه ، ومعلوم أن أصل الدين وأساسه وقاعدته التي عليها مدار أعمال العباد ، هي تحقيق معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله قولاً وعملاً وعقيدة.

لتعرف اكثر عن الحج واحكامه واركانه وادعيته

فالشهادة الأولى: توجب تجريد العبادة لله وحده وتخصيصه بها من دعاء وخوف ورجاء وتوكل وصلاة وصوم وذبح ونذر وغير ذلك من أنواع العبادة ؛ لأن هذا كله حق لله وحده ليس له شريك في ذلك لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، كما قال عز وجل : "وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه " ، وقال تعالى: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء " ، وقال تعالى: "فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون" ، والدين هنا معناه العبادة وهي طاعته ، وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام، بفعل الأوامر وترك النواهي، ، عن إيمان بالله ورسله، وإخلاص له في العبادة، وتصديق بكل ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم رغبة في الثواب وحذراً من العقاب ، وهذا هو معنى "لا إله إلا الله" ، فإن معناها لا معبود حق إلا الله فهي تنفي العبادة وهي الألوهية بجميع معانيها عن غير الله سبحانه، وتثبتها بجميع معانيها لله وحده على وجه الاستحقاق ، وجميع ما عبده الناس من دونه من أنبياء أو ملائكة أو جن أو غير ذلك فكله معبود بالباطل ، كما قال الله عز وجل: "ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل " .

ولهذا الأمر العظيم خلق الله الجن والإنس وأمرهم بذلك فقال عز وجل : "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" ، وقال تعالى: "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون"، وعبادته سبحانه هي توحيده في ربوبيته وإلهيته، وأسمائه وصفاته وطاعة أوامره وترك نواهيه عن إيمان وتصديق ورغبة ورهبة، كما سبق بيان ذلك، وسمى الله سبحانه دينه عبادة؛ لأن العباد يؤدونه بخضوع وذل لله سبحانه ومن ذلك قول العرب : طريق معبد أي مذلل قد وطئته الأقدام، وبعير معبد أي مذلل قد شد عليه حتى صار ذلولاً ، وهذه المسألة – أعني مسألة التوحيد والإخلاص لله ، وتخصيصه بالعبادة دون كل ما سواه – هي أهم المسائل وأعظمها، وهي التي وقعت فيها الخصومة بين الرسل والأمم حتى قالت عاد لهود عليه السلام: "أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا " ، وقالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم لما أمرهم بالتوحيد : "أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب" ، وقالوا أيضاً فيما ذكر الله عنهم في سورة الصافات: "أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون" ، بعد قوله سبحانه : "إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون" .

فعلم بهذه الآيات وما جاء في معناها ، أن أهل الشرك يستنكرون دعوة التوحيد، ويستكبرون عن التزامها ؛ لكونهم اعتادوا ما ورثوه عن آبائهم من الشرك بالله وعبادة غيره.
فالواجب على أهل العلم والإيمان ، وعلى أهل الدعوة إلى الله سبحانه، أن يهتموا بهذا الأمر ، وأن يوضحوا حقيقة التوحيد والشرك للناس أكمل توضيح، وأن يبينوه أكمل تبيين؛ لأنه الأصل الأصيل الذي عليه المدار في صلاح الأعمال وفسادها وقبولها وردها، كما قال عز وجل : "ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين" ، وقال تعالى: "ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون" .
أما الشهادة الثانية: وهي شهادة أن محمداً رسول الله فهي الأصل الثاني في قبول الأعمال وصحتها وهي تقتضي المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، ومحبته وتصديق أخباره، وطاعة أوامره وترك نواهيه، وأن لا يعبد الله إلا بشريعته عليه الصلاة والسلام ، كما قال الله عز وجل : "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " ، وقال سبحانه: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" ، ولا هداية للصراط المستقيم ؛ إلا باتباعه والتمسك بهداه ، كما قال الله سبحانه وتعالى : "وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين". وقال عز وجل : " قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون" ، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " قيل يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى" رواه البخاري في صحيحه.

ويدل على هذا المعنى قول الله سبحانه وتعالى: "تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم. ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين" . والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ومن منافع الحج وفوائده العظيمة أنه يذكر بالآخرة ووقوف العباد بين يدي الله يوم القيامة؛ لأن المشاعر تجمع الناس في زي واحد ، مكشوفي الرؤوس من سائر الأجناس ، يذكرون الله سبحانه ويلبون دعوته ، وهذا المشهد يشبه وقوفهم بين يدي الله يوم القيامة في صعيد واحد حفاة عراة غرلاً خائفين وجلين مشفقين، وذلك مما يبعث في نفس الحاج خوف الله ومراقبته والإخلاص له في العمل، كما يدعوه إلى التفقه في الدين والسؤال عما أشكل عليه، حتى يعبد ربه على بصيرة وينتج عن ذلك توجيهه لمن تحت يده إلى طاعة الله ورسوله وإلزامهم بالحق، فيرجع إلى بلاده وقد تزود خيراً كثيراً واستفاد علماً جماً ، ولا ريب أن هذا من أعظم المنافع وأكملها، لا سيما في حق من يشهد حلقات العلم في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر ، ويصغي إلى الدعاة إلى الله سبحانه ويحرص على الاستفادة من نصائحهم وتوجيههم.
وفي الحج فوائد أخرى ومنافع متنوعة خاصة وعامة يطول الكلام بتعدادها ، ومن ذلك الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة والصلاة في المسجد الحرام ورمي الجمار والوقوف بعرفة ومزدلفة والإكثار من ذكر الله ودعائه واستغفاره في هذه المشاعر ، ففي ذلك من المنافع والفوائد والحسنات الكثيرة والأجر العظيم وتكفير السيئات ما لا يحصيه إلا الله لمن أخلص لله العمل وصدق في متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم والاهتداء بهديه والسير على سنته ، وقد جاء في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله".

وأسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً وأن يمنحهم الفقه في دينه ويتقبل منا ومنهم، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قلوبهم وأعمالهم ، وينصر دينه ويخذل أعداءه إنه سميع قريب ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه

كتاب نصائح وتوجيهات في الحج للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
رد مع اقتباس

عضو الماسي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 37,798
معدل تقييم المستوى: 52
محمد حمدى ناصف is on a distinguished road
افتراضي رد: من منافع الحج وفوائده
2#
30 - 11 - 2017, 06:38 AM
جزاكم الله خيرا

ودى واحترامى



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
بعدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته
محمد حمدى ناصف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس


إضافة رد



جديد مواضيع القسم الاسلامي


07:31 PM