العملات في خضم قرارات البنوك المركزية

توتّر واضح في الأسواق المالية الأوروبية، و مالت تداولات أسواق العملات الأجنبية للاستقرار في نطاقات ضيقة جداً و محدودة. إذن ذلك شيء طبيعي في ظل انتظار المتداولين هذا اليوم لقرار كل من البنك البريطاني و قرار البنك المركزي الأوربي إلى جانب تصريح محافظ البنك المركزي الأوروبي لاحقاً.
تشير التوقعات إلى أن البنك المركزي الأوروبي سوف يقوم بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليعيدها إلى مستوى 1.00%، حيث أن البنك المركزي الأوروبي سوف يكون تحت ضغوط كبيرة لتخفيف تأثير أزمة الديون السيادية الأوروبية على الاقتصاد الأوروبي. الجميع أصبح يعلم بأن أزمة الديون السيادية لن يكون لها حل سحري، و الجميع اقتنع بأن الأزمة تتعمّق و تمتد، لكن يبحث المتداولون الآن عن أي إشارة تظهر احتمال أن يتم احتواء الأزمة و تقليص تأثيرها و منع إفلاس دول أوروبية.
قد لا يكون قرار البنك المركزي الأوروبي اليوم هو الشيء الوحيد الذي قد يسيطر على نفسيات المتداولين و ثقتهم. بل نرى بأن انتظار المتداولين لمستجدات أزمة الديون السيادية و القمّة الأوروبية المنتظرة يوم الجمعة القادم، سبب قد يبقي على حالة الحذر في الأسواق المالية مهما كان قرار البنك المركزي الأوروبي اليوم.
هنالك بعض التصريحات التي صدرت أبقت على الضغوط السلبية على اليورو، من هذه التصريحات صدور بيانات تم الإشارة فيه إلى أن منح صندوق حفظ الاستقرار المالي الأوروبي صلاحيات أن يكون بنكاً أمراً غير وارد، كما و تم الإشارة إلى أن الصندوق قد يقتصر في مساعداته لصندوق النقد الدولي بمبلغ 150 مليار يورو فقط يتم منحها من البنوك المركزية الأوروبية.
لكن في المقابل، نستطيع أن نرى تصريحاً لجاثنر وزير الخزانة الأمريكية قلل من تأثير التصريح السابق السلبي، و ذلك من خلال إبداء اهتمام الولايات المتحدة في دعم اليورو، و إشاراته إلى أنه متفاءل تجاه التقدّم الذي أحرزه القادة الأوروبيون خلال الفترة الأخيرة.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
نستطيع أن نرى بأن سعر صرف اليورو هذا اليوم قد انحصر حتى هذه اللحظة في نفس نطاق تداوله مقابل الدولار الأمريكي لتداولات يوم أمس، حيث تداول سعر صرف اليورو هذا اليوم بين الأدنى عند سعر 1.3379 و الأعلى 1.3429 دولار لليورو الواحد. إن انتظار المتداولين لمستجدات البنك المركزي الأوروبي من خلال قرار الفائدة و التصريح الصحفي المنتظر يجعل نطاق التداول ضيّق جداً و يميل قليلاً للهبوط بالنسبة للزوج، حيث أن تخفيض سعر الفائدة سبب من الأسباب التي دفعت البعض لبيع اليورو.
يضع التحليل الفني آماله على مستوى 1.3380 و بعده 1.3270، و هذه المستويات قد تكون المنقذة لليورو مقابل الدولار الأمريكي، حيث أن ثبات هذه المستويات قد يسبب اندفاعاً صاعداً عاجلاً أم آجلاً. و يرجع التحليل الأساسي هذا إن حدث إلى احتمال أن ترتفع معنويات المتداولين لو قام البنك المركزي الأوروبي باتخاذ خطوات حقيقية لمساعدة الاقتصاد الأوروبي للتغلّب على تأثيرات أزمة الديون السيادية. لكن بشكل عام، تبدو النظرة السلبية قائمة بحسب المحللين الأساسيين، و ذلك لأن أزمة الديون السيادية الأوروبية أكبر من أن يتم حلّها بخطوات سريعة دون إيجاد حلول طويلة الأمد للأزمة.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
أبقى البنك المركزي البريطاني سعر الفائدة عند مستوى 0.50% و كذلك أبقى على برنامج شراء الأصول عند مستوى 275 مليار جنيه إسترليني، و بذلك استقبلت الأسواق المالية ذلك دون أي مفاجآت، إذ أن ذلك كان متوقعاً بالفعل، فالبنك البريطاني يحافظ على سياساته التي من شأنها أن تدعم الاقتصاد الذي يتضرر بشدّة جراء أزمة الديون السيادية الأوروبية.
تداول سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم بين مستوى 1.5689 و 1.5743 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، و تميل التداولات قليلاً لصالح الجنيه الإسترليني. إن ثبات الزوج فوق مستوى 1.5780 قد يكون الشيء الوحيد الذي يثبت عزم الجنيه الصاعد بحسب التحليل الفني، لكن هذا اليوم قد تكون الصورة غير واضحة، فثبات التداول بين 1.5590 و 1.5780 يبقي على الحيادية حالياً على الزوج، و يحتاج لأن يخرج من هذا النطاق لتحديد الاتجاه بشكل أكثر دقة.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم، و الانخفاض الذي حصل في السعر يعتبر الانخفاض للجلسة الرابعة على التوالي. انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم نابع من اتجاه المتداولين للين الياباني وسط جنيهم للأرباح في أسواق العائد المرتفع، و بذلك انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي من الأعلى الذي حققه اليوم عند 77.69 إلى مستوى 77.29 ين للدولار الأمريكي الواحد.
ما زال التحليل الفني متفاءلاً تجاه الزوج، حيث أن التحليل الفني يظهر بأن استقرار التداول فوق مستوى 76.65 يبقي على فرصة حصول اتجاه صاعد على الزوج بتأثير من تشبع مؤشرات العزم في البيع. كذلك التحليل الأساسي، فيظهر ذلك بأن قوّة الدولار من المحتمل استمرارها في ظل اضطراب الثقة في الأسواق المالية الدولية، و هذا في النهاية قد ينعكس على شكل موجة صاعدة لسعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني.