عندما تعطس باريس تصاب أوروبا بالرشح
اندلعت الثورة الفرنسية في عام 1789 وامتدت حتى 1799، كانت فترة من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في فرنسا التي أثرت بشكل بالغ العمق على فرنسا وجميع أوروبا. انهار خلالها النظام الملكي المطلق الذي كان قد حكم فرنسا لعدة قرون في غضون ثلاث سنوات. وخضع المجتمع الفرنسي لعملية تحوّل مع إلغاء الامتيازات الإقطاعية والأرستقراطية والدينية وبروز الجماعات السياسيّة اليساريّة الراديكالية إلى جانب بروز دور عموم .
وبشكل رئيسي بدأت الثورة الفرنسية في عام 1789 وامتدت لغاية سبتمبر 1792من عام وكان لها النصر حيث أعدم الملك لويس السادس عشر في العا م ألتالي وكنتيجة ,وامتداد للثورة الفرنسية انتشرت العدوى بكافة الدول الاوربية ,وعلى رأسها المانيا حيث سقط الكونت مترنيخ مستشار الهابسبرغ,وانتقل إلى ألمنفى بعد أن كان يعتبر الدعامة الأساسية للنظام المحافظ في المانيا .
مقدمتنا والتي اخترنا ان تكون من التاريخ لهذا اليوم مجرد تذكير بالدور الفرنسي الكبير بإحداث التغير ,بعد ان تصل الازمة لذروتها ,ولا يتبقى الا خيار الهدم للبناء القديم من اساسة ,ثارت فرنسا فتبعتها اوروبا او لنقولها بصيغة ادق عندما تعطس باريس تصاب أوروبا بالرشح.
ولتعود لواقعنا الراهن اليساريون عاود لفرنسا واوروبا يحكمها بالعموم اليمين المتشدد والذي لا يختلف منهجيا عن الانظمة الملكية ,التي كانت تحكم اوروبا من حيث دعمها للنخبة الغنية الاقطاعية الارستقراطية على حساب عموم الشعوب الاوروبية ,وان كانت هذه النخبة قد وصلت للحكم بطرق ديمقراطية ,وبدعم من مراكز المال المستترة خلفها وباستغلال للعواطف الدينية وبطرق مدروسة .
في فرنسا ومع وصول هولاند لاشك لدينا بأننا امام بداية الثورة الاوروبية الحديثة ,ثورة ستكون ميزتها بأنها بيضاء لا دماء فيها ,وستكون صناديق الاقتراع ميدانها. والأزمة الاقتصادية ميدانها .
ولان الوقت قضية حاسمة فقد شاهدنا التحركات المباشرة لهولاند ,وخوضه الجولة الاولى من معركة التغير الاوروبية,تحت عنوان السندات الاوروبية المشتركة كخطوة اولى نحو الحل للازمة المالية لدول اليورو ,وخصمه التاريخي هو ذات الخصم الذي الابدي لفرنسا ((المانيا ))والمتمثل بمريكل ,حاملة لواء التقشف الاوروبي ,حيث تصر ان تدفع الشعوب ثمن اطماع وفساد النخبة الاقتصادية المترفة الحاكمة الحقيقة لأوروبا عوضا عن اللجوء لسياسات اقتصادية متوازنة تدعم النمو وتجبر النخبة الاقتصادية على المشاركة الفعلية بدعم الاقتصاد للخروج من الازمة من خلال زيادت الضرائب عليها .
فرنسا عطست وأخرجت اليمين من الحكم ,واليونان اول الدول التي قد تصاب بالعدوى , في موعد اعادت الانتخابات القادم ب17 من حزيران القادم ,ونعتبر اصرار كل من هولاند وميركل على موقفهما المتناقض ,ومطالبة هولاند بدعم النمو بعكس ميركل الرافضة لسماع أي حديث باستثناء حديث التقشف .تعتبر ما يحصل بين الخصمين جزاء لا يتجزءا من معركة اليمن المحافظ واليسار الاشتراكي في اليونان!
ولنعود لتداولاتنا اليومية حيث لا نجد اخبارا من الدرجة الاولى على اجندتنا الاقتصادية من الدرجة الاولى وذات اهمية كبرى يمكن بناء تحركات للأسواق عليها .
ونترقب هل ستأخذ الاسواق تصريحات وزارة المالية اليونانية ,ببعض الايجابية وكحقنة مهدئة تخفف من الضغوط على اليورو ,ام ستستمر بالتعامل مع السلبيات العامة المسيطرة على الاجواء العامة .((مقياس ردة فعل الاسواق مستويات 1.2500 لليورو والثبات فوقها ,وكسر مستويات 82.05 للدولار اندكس والثبات تحتها كشرط للتعامل بايجابية مع الاسواق لهذا اليوم ,والصوره المعاكسة تتمثل بكسر 1.2500 لزوج اليورو دولا ))
الخبر حول تصريحات اليونان كما ورد من وكالات الانباء والذي يعتبر ايجابي
خروج اليونان من اليورو مجرد اشاعات
الاخبار التي رشحت عن مجموعة اليورو وفيها طلبٌ اوروبيٌ لخروج اليونان من منطقة اليورو تبقى في اطار الشائعات. هذا ما اعلنته وزارة المالية اليونانية التي نفت الموضوع نفيا قاطعا. وسرت هذه الشائعات خلال القمة غير الرسمية في بروكسل التي جمعت الاربعاء القادة الاوروبيين للبحث في النمو وفي احتمال خروج الوضع اليوناني عن السيطرة. ووجه قادة الاتحاد الاوروبي اثر اجتماعهم، رسالة انقسام الى الاسواق حيث عارض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بشان السندات الاوروبية قمة رأى فيها بعض المراقبين الاقتصاديين انها شكلت خيبة امل حقيقية حيث لم يتم رسم اي اجراء جديد بشان النمو وبدت المانيا بعيدة جدا عن دعم المزيد من التضامن في الميزانية داخل منطقة اليورو على الرغم من الاجتماعات المتتالية التي عقدتها المستشارة الالماينة انغيلا ميركل مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الا ان المشاكل لم تجد حلولا