تداولات محدودة النطاق وهادئة بتحركات الأسواق في الأمس نتيجة خلوها من البيانات الاقتصادية المؤثرة من ناحية وبانتظار الأحداث الهامة والمؤثرة لبدء تداولاته التي نميل لان تكون حادة بداء من اليوم مع الإطلالة الرسمية الأولى لرئيسة البنك الفدرالي الأمريكي الجديدة " جانيت يللين " أمام مجلس النواب الأمريكي لمناقشة تطورات السياسة النقدية والتعرف على رؤيتها لمستقبل الاقتصاد العالمي الأكبر في ظل أوضاع اقتصادية مربكة ومتناقضة داخليا وبطريقة انعكست بقوة على الاقتصاد العالمي العام وهزت أسواق الدول الناشئة بقوة .
مع بداية عام 2012، وبخطوة تهدف إلى إعادة الثقة ما بين الأسواق المالية والفدرالي الأمريكي عقب مرحلة الغموض والارتباك التي سادت بتلك المرحلة أطلق الفدرالي الأمريكي ما عرف بسياسية الإرشاد والتي تقوم على تحديد الخطوط العريضة للسياسة النقدية للفدرالي الأمريكي بوجهتها العامة
يومها تعهد البنك الفدرالي بإبقاء أسعار الفائدة الصفرية حتى ينخفض معدل البطالة عن 6.5 في المائة، أو أن يتجاوز التضخم نسبة 2.5 في المائة ، وكانت توقعات البنك بان يشهد الاقتصاد اقترابا من النسبة المستهدفة لمعدل البطالة ونسبة التضخم في السنين القادمة
وفي الشهر الماضي انخفض معدل البطالة إلى 6.6 في المائة – وهو على بُعد خطوة واحدة من تحقيق الشرط المعلن (6.5 في المائة) للبدء برفع معدل الفائدة ولكن نجد هنا بان التضخم لا يدعم اتخاذ مثل هذه الخطوة كونه منخفضا ولا يبدي اي ميول حقيقية للارتفاع .
وهنا تبرز المعضلة الأولى التي سنواجهها جانيت يللين وستكون الاختبار الأول بكيفية التهرب من استحقاق رفع أسعار الفائدة والحفاظ على الثقة الحالية ما بين الفدرالي الأمريكي والأسواق المالية .
المعضلة الثانية التي تواجهها يليين تعود إلى التراخي الذي مع بداية ملامحه في الظهور على الاقتصاد الأمريكي مع بداية عامنا الحالي على العكس من التوقعات المتفائلة التي انطلقت اواخر العام الماضي بان عام 2014 سيكون عام الانفراجة الكبيرة للاقتصاد والخروج الرسمي من بقايا ألازمات الاقتصادية التي نتجت عن فقاعة الرهن العقاري .
فبيانات التصنيع أظهرت الكثير من التراجع وأيدتها بذلك بيانات الصادرات والتي أظهرت انخفاضا غير مطمئن هي الأخرى أضف إلى ذلك المعضلة الأهم انخفاض الوظائف الحاد حسب النتائج المعلنة لأخر شهريين حيث لم يتجاوز المتوسط لهما 116 الف وظيفة .
وحول هذه النقطة قد يكون التبرير مقبولا بان الطقس السيئ يعتبر المسبب الأول لهذا التراجع الكبير في قطاع التوظيف واللجوء لها التبرير سيكلف يللين إيراد ملاحظة حول استمرارها بتخفيض مبالغ التيسير الكمي وعلى أمل أن يعاود قطاع التوظيف أدائه الايجابي بداء من نتيجة الشهر القادم .
ومن المعضلات الأخرى التي تواجه يليين ولكنها قد تكون مؤجلة لشهور قليلة وقد يتم سؤالها حوله اليوم من قبل النواب الأمريكيين الإجراء الذي سيتخذ بحال استمرار الأداء الضعيف للاقتصاد الأمريكي وهل سيكون إيقاف الانسحاب من برنامج التيسير الكمي او رفع المبلغ الشهري المخصص للبرنامج ؟
ييلين وبحال انحازت لهذا الخيار قد تخسر مصدقتيها مباشرة أمام النواب الأمريكي وأمام الأسواق المالية حيث ستتناقض هذه الإجابة مع حديثها السابق عند طلب الثقة بلقائها السابق مع النواب حين أكدت أن تكاليف برنامج التسهيل الكمي الثالث، من حيث ارتفاع الأسعار الكبير في سوق الأسهم، قد بدأت تتجاوز منافعه. ومن المتوقع أن تواصل الانسحاب التدريجي.
معضلة يللين الكبرى تتمثل في تراجع الأداء الاقتصادي الأمريكي منذ بداية العام واحتمال دخول الاقتصاد الأمريكي بمعضلات اقتصادية من نوع جديد للان غير محددة الملامح نتيجة التناقضات التي تطفو على الساحة الاقتصادية وتطلق التحذيرات من خلال نتائج البيانات الاقتصادية و,تراجع اقتصادي يتزامن مع نفاذ الحلول التقليدية (معدلات الفائدة )وغير التقليدية(برامج التيسير الكمي ) التي اتبعها الفدرالي الأمريكي بمواجهة الأزمات عبر تاريخه فهل تملك يللين الحلول السحرية ؟
نميل لان تعتمد يللين بشاهدتها اليوم للحفظ على النظرة المتفائلة للاقتصاد الأمريكي على أمل أن تكون تراجعات الشهريين الأخريين مؤقتة فعلا ومرتبطة بالطقس السيئ وبموسم ما بعد الأعياد , وبهذه الحال سيكون من الضروري أن تلمح على الأقل ناحية لاستمرار التخفيض لبرنامج التيسير الكمي ,مع تأكيدها لاستمرار الفائدة المنخفضة لفترة طويلة وقد تصرح بربطها بالتضخم .
ردود الأسواق وهل ستنظر للنقاط الايجابية حول الانتهاء من برنامج التيسير او ستركز على السلبيات بما يخص استمرار الفائدة المنخفضة لفترة طويلة ,هذا ما يصعب مهمة اتخاذ قرارات المتاجرة لهذا اليوم ويفتح المجال لمشاهدة تحركات حادة في الأسواق أثناء حديث يليين .
ملاحظه
الذهب والذي يتحرك بايجابية منذ أزمة الدول الناشئة نتيجة اتخاذه كملاذ امن , بحال ركزت الاسواق على ايجابيات حديث يليين حول الانتهاء من برنامج التيسير الكمي قد نشاهد تحركات سلبية على الذهب ,وعلى العكس من ذلك ان تم التركيز على انخفاض التضخم وربط قضية رفع معدل الفائدة بنسبة التضخم فالمزيد من التحركات الايجابية غير مستبعدة .
ملاحظة 2
التداول على عملات الدول الناشئة تركيا روسيا وغيرها يحمل مخاطر مرتفعه جدا بتداولات اليوم توجب التنبيه .