في الاسبوع المنصرم, لم تغير السيدة جانيت يالين الكثير من أسلوبها منذ توليها منصب مدير البنك المركزي الامريكي حيث لم تدفع بعجلة الدولار بأي كلمة مستقبلية مهمة في واشنطن, بينما هبط اليورو أسفل مستويات 1.3500 ضد الدولار على أثر المخاوف البرتغالية من جهة و تدهور الثقة بالشركات الالمانية من جهة اخرى,, و كذلك الحال للجنيه الاسترليني ضد الدولار فانه قد هبط ليلامس مستويات 1.7035 على اثر بيانات البطالة البريطانية و الاجور. و قد عانى الدولار نيوزلندي من انخفاض معدلات التضخم ليهبط هو الأخر الى مستويات 0.8648 للدولار الامريكي, بينما استقر الدولار الاسترالي في تداولاته الاسبوعي. و ضغطت الاخبار الجيوسياسية على الاسواق على اثر سقوط الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا لتودي بحياة 289 شخص و التي قد تمثل بداية التصعيد مرة اخرى في الصراع سياسياً و ضغطاً على روسيا اقتصادياً.
يختلط هذا الاسبوع اهميته من حيث البيانات الاقتصادية, فاليوم الاثنين لن يكون هناك أي بيانات اقتصادية مهمة على الساحة الاوروبية و الامريكية, بينما اجازة للبنوك اليابانية ليوم البحرية.
و تبدأ قوة البيانات بالصدور في يوم الثلاثاء حيث سنكون على موعد مع البيانات التالية:
- مؤشر اسعار المستهلك الاساسية : يتوقع خبراء الاقتصاد تغيير سلبي في اسعار البضائع و الخدمات التي يشتريها الافراد بقيمة 0.1% من 0.3% المسجلة في الشهر الماضي.
- معدلات التضخم الامريكية : ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بنسبة 0.4٪ في مايو وسط ارتفاع حاد على أسعار المواد الغذائية و يتوقع خبراء الاقتصاد هذه المرة هبوط الى مستويات 0.3%.
- مبيعات المنازل : ارتفع عدد مبيعات المنازل المملوكة مسبقا في مايو إلى 4.89 مليون دولار من 466 مليون في الشهر السابق , بينما يتوقع ارتفاع أقل 4.98 مليون لقراءة الشهر المنصرم, حيث ستعكس هذه القراءة في حالة تحققها استمرار تعافي قطاع الإسكان وسط ارتفاع الدخل وانخفاض أسعار المساكن، التي تزيد القدرة على تحمل التكاليف.
بينما تسلط الأضواء في يوم الأربعاء على :
- قرار الفائدة النيوزلندية ::: أعلن البنك المركزي النيوزيلندي رفع سعر الفائدة من 25 نقطة أساس في اجتماع يونيو حزيران ليصل إلى 3.25٪. وكان هذا أعلى مستوى منذ يناير كانون الثاني عام 2009، ويعد هذ الارتفاع هو الثالث على التوالي. و يذكر ان البنك المركزي النيوزلندي قد لمح الى ان الأسعار بحاجة الى ان ترتفع أكثر طالما التضخم يُعتبر هووقود النمو الاقتصادي. حيث تباطأ معدل التضخم السنوي إلى 1.5٪ ، في حين أن بنك الاحتياطي النيوزيلندي يستهدف معدلات 2٪ تقريباً. ومن المتوقع أن يرفع البنك المركزي النيوزلندي أسعار الفائدة مرة أخرى إلى 3.50٪, و نُبقي الباب مفتوح لأي مفاجأة نظراً لضعف قراءة مؤشر أسعار المستهلكين.
اما الخميس فسنكون على موعد مع بيانات امريكية مهمة :
- طلبات اعانة البطالة الامريكية : انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة الأولية في الأسبوع الماضي ليصل إلى 302 الف مشيراً الى انتعاش في سوق العمل. و يتوقع المحللون ان ترتفع الطلبات هذا الاسبوع الى 310 الاف في الأسبوع الماضي. يّذكر ان متوسط أربع اسابيع قد انخفض الى 309 الاف بواقع 3000 عن المتوسط الاخير للاربع اسابيع وهو أدنى مستوى له منذ يونيو 2007.
- مبيعات المنازل الأمريكية الجديدة: ارتفعت مبيعات المنازل الجديدة الى أعلى مستوى منذ ست سنوات في شهر مايو ليصل إلى معدل سنوي 504 الف بواقع 18.6٪ أكثر مما كانت عليه في الشهر السابق، بينما من المتوقع الهبوط لقراءة هذا الشهر الى 485 الف.
و سنكون يوم الجمعة بأنتظار مؤشر IFO من المانيا و الناتج المحلي من بريطانيا و طلبات السلع المعمرة في الولايات المتحدة:::
- مؤشر IFO الألماني لمناخ العمل: تراجع مؤشر مناخ الأعمال الألماني إلى 109.7 في شهر يونيو من 110.4 في مايو و يُعد هذا السقوط الشهري الثاني على التوالي. و من المتوقع انخفاض طفيفة الى 109.6 للقراءة الحالية نظراً لتخوف الشركات المصنعة الألمانية من العواقب المحتملة للأزمة في أوكرانيا.
- الناتج المحلي الإجمالي البريطاني: توسع الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.8٪ للقراءة الربع سنوية, وكان هذا الارتفاع هو الخامس على التوالي، وهي أطول فترة نمو منذ الركود الاقتصادي في 2008، وكان المساهم الرئيسي في نمو صناعة الخدمات والتي نمت بنسبة 0.9٪. كما يؤدي سوق العمل بشكل جيد ومن المتوقع ان ان يصل الى 0.8٪ في الربع الثاني.
- طلبيات السلع المعمرة: هبطت طلبات السلع الأميركية المعمرة الى قراءة -1.0% في مايو بينما يتوقع المحللون الاقتصاديون ارتفاع القراءة الحالية الى 0.6٪.
و في النهاية, نحذر من التصعيد في الازمة الجيوسياسية بين روسيا و اوكرنيا, حيث فرض اي عقوبة على روسيا او تصعيد الخلاف قد يحرك اسواق السلع بقوة, حيث تُعتبر روسيا واحد من أكبر الدول المصدرة للغاز الطبيعي و النفط الخام و كذلك تحتل مكانة قوية في السوق العالمية لتصدير الالمنيوم و النيكل و القمح, و من ناحية اخرى فان اوكرانيا تصدر الذرة و القمح ايضاً.
لحتى الان, فأن اسواق السلع بمنأى نسبياً عن الازمة, لكن قد تتأثر صادرات روسيا بخطر فرض اي عقوبة كما حدث سابقاً مع فرض العقوبات على ايران. في مثل هذا السيناريو يمكن للاسواق المذكورة ان تواجه انقطاعاً من التصدير و تدفع اسعارها الى الارتقاع.
التوقيع
إن سقطت سبعاً, فإنهض ثمانية
أهم البيانات الاقتصادية العالمية المنتظرة هذا الاسبوع (21-25 يوليو/تموز)
المواضيع المتشابهه 
3Likes