الآفاق الأساسية للدولار الأميركي: إيجابية
غدت العملة الأميركية حساسة أزاء الأزمة المالية الروسية- التحرّكات القادمة رئيسية أنهى الدولار الأميركي الأسبوع عند قمم جديدة لأعوام عدّة مقابل اليورو وعلى مقربة من ذروات رئيسية مقابل غيره من العملات، وذلك بفضل التحسّن الحادّ الذي طرأ على توقعات معدّلات الفائدة الأميركية إثر قرار فائدة بنك الاحتياطي الفدرالي.
نتوقع بروز تذبذبات أقلّ خلال الأسبوع القادم المختصر بسبب عطلة الأعياد، ولكن ينبغي على التجار الحذر من أي مفاجآت تأتي من مراجعات تقرير الناتج المحلي الإجمالي للفصل الثالث وبيانات طلبات السلع الأميركية المعمّرة، الى جانب إصدارين لمبيعات المنازل الجديدة. وعلى الرغم من استبعاد هذا السيناريو، إنّ أي مفاجأة تطال المراجعة الثالثة لأرقام الناتج المحلي الإجمالي للفصل الثالث ستتمتّع بتاثيرات ملحوظة على معدّلات الفائدة الأميركية وعلى الدولار بحدّ ذاته.
تقدّم الدولار الأميركي بالتزامن مع عائدات الأجل القريب على خلفية قرار فائدة مجلس الاحتياطي الفدرالي الذي صدر في الأسبوع السابق. خيّب ساسة الاحتياطي الفدرالي في بادىء الأمر ظنّ أولئك الذين رجّحوا بروز تحوّل متفائل أكثر في السياسة في الإجتماع الأوّل للمجلس عقب اختتام التيسير الكمّي في أكتوبر. مع ذلك، ارتفعت عائدات سندات الخزانة القريبة الأجل ومعدّلات الفائدة الأميركية الكائنة بشكل حادّ وسط تصريح رئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين بأنّ زيادة المعدّلات ستأتي بعد اجتماعين على الأرجح.
واصل الدولار الأميركي تعقّب التغييرات التي تطرأ على عائدات سندات الخزانة المستحقة في عامين- مقياس قويّ لتوقعات معدّلات الفائدة لبنك الاحتياطي الفدرالي. إنّ الإنعكاس الحادّ يتركعائدات سندات الخزانة المستحقة في عامين عند أكثر من ضعفي القاع الذي تمّ تسجيله في 15 أكتوبر. منذ ذلك الحين، ارتفع الأخضر بشكل ملحوظ بنسبة 11% مقابل الين الياباني، 7% مقابل الدولار الأسترالي و5% مقابل اليورو.
سيتعقّب تجار الدولار الأميركي بدون أدنى شكّ التغييرات التي تطرأ على العائدات وتوقعات معدّلات الفائدة، والسؤال الأساسي الذي يطرح هو ما إذا كانت البيانات الاقتصادية المحلية ستواصل تحسّنها وتدفع الدولار الأميركي الى بلوغ ذروات إضافية. يبدو زخم الدولار وكأنّه تجاوز حدوده الطبيعية، ووحدها البيانات الاقتصادية تستطيع تجاوز التقديرات لوقت طويل. مع ذلك، لا يزال الدولار الأميركي يتّبع اتّجاهًا صعوديًا، ونحتاج الى رؤية دلائل ملموسة على الإرتداد لكي نرجّح بروز انعكاس ملحوظ.
كما يجب على التجار تعقّب التطوّرات الحاصلة على صعيد الأزمة المالية الروسية والأسواق الناشئة بشكل عام. تفاجأ العديدون برؤية مؤشر أس أند بي 500 الأميركي يتبع معدّلات صرف الدولار/روبل، ولكنّ الحقيقة هي أنّ عدم الإستقرار الإضافي في روسيا يهدّد بالإنتشار ويتمتّع بتأثيرات مباشرة على الأسواق المالية العالمية.
مخاطر العدوى دفعت أس أند بي 500 الى التراجع بشكل حادّ والبحث عن الأمان أدّى الى هبوط الدولار الأميركي مقابل اليورو والين، إثر خروج التجار من مواقع شراء الدولار الأميركي بسرعة فائقة. شهد كلّ من الأخضر وأس أند بي انتعاشًا حادًا مع نهاية أسبوع التداول. سيعتمد استمرار ارتفاع الدولار أو عدمه على مسار الروبل واتّجاه المخاطر في السوق الأوسع نطاقًا.
DailyFX
الدولار الأميركي يستهدف قممًا جديدة مقابل اليورو ولكن ما الذي قد يتغيّر؟
المواضيع المتشابهه 
