مستويات105 للدولارالامريكي هدف العام الحالي

مع نهايات العام الماضي كان التحرك الأول للبنك الفدرالي الأمريكي بتغير السياسة النقدية من مرحلة التسهيلات النقدية إلى العودة للوضع الطبيعي والتشديد النقدي وذلك من خلال الرفع الأول لأسعار الفائدة من0.25الى 0.50هذا الرفع وان كان رمزيا لكنه يعتبر انقلابا وحقيقا للسياسة النقدية للاقتصاد الأكبر على مستوى العالم .

وان عدنا للأوضاع الدولية التي سبقت قرار الرفع لوجدنا أن المخاطر التي كانت على الساحة هي ذات المخاطر الحالية ،مخاوف على معدلات النمو العامة للدول الناشئة خصوصا القادمة من الصين ،مخاطر من تراجع أسعار النفط والأثر المباشر على معدلات التضخم العالمية بالإضافة للأمريكية .
لنوقف قليلا وندقق فيما نقول مخاطر قد تؤثر على التضخم والنمو الاقتصادي الأمريكي ولكن ألا نلاحظ بأن جميع هذه المخاطر خارجية ؟

نعم المخاطر الاقتصادية التي تواجه الاقتصاد الأمريكي بمعظمها خارجية وأهمها انخفاض أسعار النفط وبالتالي فالضغوط السلبية على التضخم الأمريكي هي مستورده وليست أصيلة ,و ان الاقتصاد الامريكي بحد ذاته يعتبر قويا .

التضخم المستورد وفي حالتنا التعبير الأدق التضخم السلبي المستورد ومواجهته
وللتخلص او مقاومة التضخم المستورد ثمة ثلاثة حلول عملية مجربة عالميا وممكن الرهان عليها
الأول الانتظار والتروي وترك النفط ينهى دورته الهابطة ومع الارتفاع المستقبلي وبشكل تدريجي مع استعمال سياسات التأجيل لبعض خطوات التشديد المالي وهذا جزء مما يفعله سادة البنك الفدرالي الأمريكي
الحل الثاني يتلخص برفع أسعار النفط على المستهلك من خلال إقرار ضريبة مباشرة على مبيعاته ،وهذا الحل للان لم يطرح على الطاولة الأمريكية ويبدوا انه غير وارد للمدى المنظور .
أما الحل الأخير فيخص الاقتصاديات القوية وهنا المقصود الاقتصاد الأمريكي,حيث يكون الحل بترك هذا الاقتصاد بمواجهة انخفاض التضخم ثم البناء على النتائج وهذا الحل هو الجزء الثاني مما يرتكز عليه الفدرالي الأمريكي .

هنا نسجل بأن الاقتصاد الأمريكي وحسب أخر البيانات الاقتصادية قد سجل نجاحا(مبدئيا) كبيرا بهذه الناحية فمتوسط دخل الفرد في الساعة ارتفع في القراءة الأخيرة إلى 0.5% وهو أعلى معدل منذ عام 2007،وقد ترافق هذا الارتفاع مع وصول نسبة البطالة الى 4.9%وهو معدل كأن يحلم أعضاء الفدرالي بمشاهدته عام 2018.
أيضا قطاع الوظائف وكما يعلم الجميع فقد وصلت إلى مستويات ما قبل الأزمة العالمية إي عوضت جميع الوظائف التي فقدت إثناء سنين الأزمة .
نعم قطاع التوظيف الأمريكي يواجه التضخم المنخفض وارتفاع دخل الفرد بالساعة إلى 0.5%يعتبر انجازا لا يكاد يصدق .

كخلاصة الاقتصاد الأمريكي بمجملة بخير وذات أفق ايجابية وتوقعات المتفائلين ناحية ارتفاع التضخم للمدى المتوسط وبالتالي ارتفاع أسعار الفائدة نميل بقوة للاتفاق معها ومن ثلاث إلى أربع مرات رفع خلال العام الحالي .

وقبل الختام لنتوقف مع جملة قالها نائب مديرة البنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي ستانلي فيشر حول التضخم (أن التضخم في الولايات المتحدة قد بلغت 2٪ لو لم يكن وضع النفط المنخفض ،وان تعزيز القطاع المالي في الولايات المتحدة قد تم بشكل كبير.) والتفسير البسيط للجملة بأننا لو أزلنا العامل الخارجي الداعم لانخفاض التضخم وهو النفط وأجرينا حسبة التضخم فالرقم سيكون 2%وهو شرط الفدرالي لرفع أسعار الفائدة للمستويات القصوى !!

نترك للقاري أن يتخيل بأن أسعار النفط لسبب أو أخر قد انطلقت في رحلة الصعود السريع وصولا إلى 70دولار للبرميل ،كم مقدار الرفع لأسعار الفائدة الأمريكية سيترافق مع هذا الارتفاع ؟
قبل سنين كان الرهان على ارتفاعات الدولار والنصيحة باعتماد استراتجيات الشراء عقب موجات الهبوط ،وان نسبة المخاطرة بالشراء لا تكاد تذكر مقارنه بمغامرة البيع ،لحظيا نجد مؤشر الدولار يتحرك حول مستويات 98.00قد يكون الرهان على مشاهدة اختبار لمستويات ال100منطقيا خلال المدى القريب من أسابيع إلى شهور بينما الرهان على مشاهدة مستويات 105خلال هذا العام هو الرهان الأكبر .