بتداولات العام الحالي والذي سنودعه خلال أيام كان الرهان الدائم لنا يتمحور حول شراء الدولار وأكدنا عشرات المرات على اعتماد استراتجيات البحث عن شراء الدولار خصوصا عقب مروره بحالة ضعف لسبب أو لأخر وهاهو الدولار على قد اختبر مستويات 103.65 أعلى مستوى له منذ ديسمبر كانون الأول عام 2002. ,ويسجل حتى اللحظة ثباتا فوق مستويات 100مفتاح التداولات الحقيقي للمرحلة الجديدة .
وان نظرنا لأسباب موجة الارتفاع الأخير نجد فوزه مفاجأة فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة والوعود الكبيرة بخطابة بالإضافة إلى مفاجآت بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسواق في اجتماعه الأسبوع الماضي حيث رجح أن رفع أسعار الفائدة ثلاث مرات في العام المقبل، وبمعدل أسرع من تشديد من المتوقع على نطاق واسع مرتين.
وعلى الرغم من الخلافات الكبيرة التي كانت ما بين ترامب والفدرالي الأمريكي قبل فوزه إلا أن ثمة عامل بالغ الأهمية يجمع الطرفين وهو ارتفاع التضخم بحال التزم ونفذ ترامب وعوده في خطاب الفوز ,وهذا الارتفاع المتوقع سيكون العامل الحاسم الأول بتحرك الفدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة وهو السبب بحقيقة الأمر لرفع توقعات الفدرالي للرفع من مرتين إلى ثلاثة مرات العام المقبل ,وكل هذا داعم للدولار لا خلاف عليه .
ولكن لنتوقف ألان عند المستويات الحالية ونسأل بعض الأسئلة خصوصا وان الصورة أصبحت مثالية جدا لارتفاعات قادمة للدولار ولم يعد تقريبا هنالك من يراهن على الانخفاض بالأسواق ,هذه الصورة المثالية هي ما تجعلنا نضع العصا بدولاب استمرار الارتفاع وأدخلت الشك لدينا .!!
السؤال الأول : هل وصول أسعار الفائدة إلى 0.75%بعد رفع ربع نقطة الأخير مستوعبه في الأسواق؟
إن اجبنا بنعم فالإجابة منقوصة ,إجابتنا نعم وبقوة , بل أن الأسواق فوق 95لمؤشر الدولار قد تكون احتسبت 1%معدلا للفائدة
السؤال الثاني : ترامب وعد وعدا كثيرة والسوق تجاوب معها بايجابية فهل وصلت الأسواق لاحتساب وعود ترامب ؟!!
في الحقيقة الأسواق قد بالغت بقوة بالتجاوب مع وعود ترامب وفي حاله نادرة جدا لم نشهد لها مثيلا بالسابق .
وان تطرقنا لبرنامج ترامب الاقتصادي وخلاصته تحديث البنية التحتية للولايات المتحدة الأمريكية ,نجد بان البرنامج يحتاج المليارات من الدولارات لتمويله ,من أين سيأتي فيها ؟
ديون ورفع العجز المالي بالنتيجة وتاريخيا ارتفاع العجز المالي يعتبر عامل إضعاف للعملة .
السؤال الثالث : متى سيكون رفع أسعار الفائدة القادم وما هي شروطه ؟
تقديرا نهاية الثلث الأول من العام الجديد 2017سيكون الرفع الأول مشروطا بارتفاع التضخم والحفاظ على الصورة الايجابية لباقي مكونات الاقتصاد الأمريكي.
نتقبل الارتفاع التدريجي لأي عمله بخطوات استباقية لجزء منها وتابعه لنتائج فعليه بجزئها الأخر أما ان يكون التعامل كاملا استباقي فهذا إنذار مبكر بان أي خلل سيحدث مستقبلا سيواجه برد عكسي وعنيف .
كمتداول ماذا افعل ؟
الرهان الجديد لنا بأن الأسواق بنهاية موجة ارتفاع للدولار وعلى وشك الدخول بتصحيح قد يأخذ مؤشر الدولار إلى مستويات 95.00 ضمن تذبذبات ممتازة لنوع واحد من المتاجرين ,أصحاب طرق المضاعفات الاحترافية ,وان تداولات أول شهرين من العام القادم ستحمل تذبذب سلبي للدولار ,بينما سنشاهد تبادل لمراكز القوى باقي العام ما بين مختلف العملات .والى أن تتأكد الأسواق بان رفع الفائدة للدولار ستكون ثلاث مرات .
شرط هذا التحليل أن لا ينجح الدولار تحت أي ظرف كان بالتداول فوق مستويات 120.00مقابل الين الياباني .
أما ألان فلنراقب الاغلاقات الأسبوعية لسلة العملات مقابل الدولار لباقي تداولات هذا العام حيث نفترض ان تكون ادني أسعار لها هي قيعان نتاجر فوقها لشهرين قادمات .
والله اعلم .