نبذة عن تدريبات الصحة من الطب الصيني

مازلت أتذكر ذلك اليوم عندما كنت صبياً حديث السن أمشي في الغابة بالقرب من قريتي بالصين تقودني قدماي بين الجبال لمشاهدة روعة الطبيعة التي خلقها الله سبحانه وبين الأشجار وقريبا من جداول الماء تقع عيني على رجل عجوز يغطي الشعر الأبيض رأسه ولحيته يتحرك بهدوء وسلاسة مثل الماء الذي يتدفق بجواره بكل مهارة وجمال، حيويته وخفته مثل الطفل، ثباته وخطواته مثل النمر القوي أسرتني مشاهدته ومنذ ذلك اليوم قررت أن أصبح تلميذا لهذا الأستاذ وأن أتعلم هذه الحركات الجميلة وهكذا كانت بدايتي.

إنها قصة تتكرر مع شروق الشمس بالقرب من الطبيعة الخلابة في وسط الجبال منذ أكثر من 4000 سنة عندما بدأ الصينيون في الإهتمام بما يعرف بالطاقة الطبيعية في الإنسان من أجل تنمية الصحة ورفع قدراتهم الذهنية والجسدية والنفسية ومن أجل الشفاء من الأمراض.
قصة سمعتها من أساتذتي الصينين وهم يحكون لي بداياتهم في طريق تنمية قدراتهم وصحتهم حتى أصبحوا أساتذة في فنون الصحة والشفاء. ومنظر الرجل المسن الذي وصفوه هو منظر رأيته أنا شخصياً في الصين العديد من المرات.

في رحلتنا معاً في هذه النبذة سنتعرف بإختصار على هذا العلم الذي جذب هولاء الأساتذة من الصين عبر الآف السنين وفي هذه الأيام صار من أسرع الرياضات إنتشاراً في العالم ولنبدأ من بين أحضان الطبيعة حيث كان أساتذة التدريبات يمضون ساعات طويلة يوميا لسنوات طويلة في أداء الحركات التي تنمي صحة الإنسان وقدراته وعافيته وتنمية كافة الأجهزة الحيوية فيه بالإضافة إلى طاقته الحيوية وكان كل جيل ينقل المعرفة والعلم الذي حصل عليه إلى الجيل الذي يليه لكي يواصل دراسة التدريبات وتأثيراتها على الإنسان وبالتالي إبتكار طرق متقدمة اكثرلتأمين صحة الإنسان وتوازنها مع بيئته.


نظرية الطب الصيني والتدريبات

هكذا نشأت وكبرت التدريبات ونشأ معها الطب الصيني الذي اعتمد في نظرياته ومفاهيمه بصورة كاملة على وجود الطاقة داخل الجسم والتي لها جهاز متكامل يعتمد على تدفقها داخل الجسم في مسارات معينة وكلما كانت هذه الطاقة تتدفق بصورة سلسة في مساراتها وتحافظ على توازنها فإن الإنسان يتمتع بصحة جيدة، أما إذا اختل هذا التوازن فإن ذلك سيؤدي إلى ظهور مشاكل صحية قد تكون عضوية أو نفسية.

مع مرور السنين تبلورت معالم الطب الصيني و فروعه لتشمل:
1- الإبر الصينية و يلحق بها استخدام التسخين و الحجامة
2- استخدام الأعشاب
3- التدليك
4- تدريبات الصحة


تعتبر الوسائل الثلاث الأولى مؤثر خارجي على الأجهزة الحيوية ،اي ان منشأه منفصل عن نفس الإنسان، بينما تعتبر التدريبات مؤثر داخلي ينشأ من داخل الشخص من خلال اداء التدريب.
ولقد ابتكر الصينيون تدريبات مخصصة لتنمية قدرات الإنسان ومعالجة المشاكل التي قد تطرأ على صحته، وفي العديد من المستشفيات في الصين نجد أن هناك قسم خاص للعلاج بإستخدام التدريبات وكثير من المصحات العلاجية في الصين تعتمد على التدريبات فقط كوسيلة علاجية لمعالجة مختلف الأمراض. وللتدريبات انتشار واسع داخل الصين، فمثلا واحدة فقط من هذه المصحات المخصصة لإستخدام التدريبات مع علاج امراض السرطان لديها ما يزيد عن 60000 عضو! وقد أفردت جامعة شانغهاي للطب الصيني كتاباً كاملاً للتعريف بهذا العلم في إحدى الموسوعات عن الطب الصيني التي نشرتها.


منذ بداية القرن الماضي حاول العلماء معرفة الجوانب الغير عضوية في الإنسان وعلاقتها بصحته وقدراته وتطور هذا الفرع في علم الأحياء ليشمل البحث عن آليات الشفاء في الإنسان ويكتشف إرتباطها بما يسمى الكهرباء الحيوية أو الحقل المغناطيسي الحيوي في الإنسان ولايتسع المجال في هذه النبذة لتقديم معلومات مفصلة عن هذه الدراسات العلمية. وتستمر الأبحاث منذ ذلك الوقت حتى الآن لتكشف المزيد عن الطاقة في جسم الإنسان وأصبح فرع دراسة المغناطيسية الحيوية من أكثر الفروع العلمية الحديثة إثارة ويتعلم المختصون في الصحة كيفية إستخدامه في المجالات الطبية مثل تطوير أجهزة التشخيص التي تقيس هذه المغناطيسية الحيوية في أعضاء الجسم وتعطي معلومات أكثر دقة من أجهزة التشخيص الموجودة في العصر الحالي.


مثل هذه البحوث التي ذكرناها تعتبر الطب الصيني وفروعه المختلفة هي أقوى المراجع العلمية والطبية التي تتحدث عن صحة الإنسان وإرتباطها بالطاقة الحيوية مما جعل العلماء في مختلف المؤسسات الطبية يشيد بعمق وتقدم الطب الصيني في هذا المجال. و في الواقع فإن التدريبات هي علم مستقل بذاته وفرع واحد منه فقط يعتبر علاجي أو صحي ويندرج ضمن تخصصات الطب الصيني لذلك وفروع التدريبات الأخرى تغطي استخدامات متعددة برزت خلال عشرات القرون التي تفرغ فيها الكثير من الأساتذة المختصين لممارسة ودراسة التدريبات ووجدوا أن نتائج التدريب كانت أكبر بكثير من مجرد تقوية الصحة والتعامل مع الأمراض حيث لاحظوا ان قوة الشخص الممارس لهذه التدريبات تتضاعف مع حصوله على فوائد ومهارات ذهنية ونفسية وبدنية عالية تميزه عن غيره من الأشخاص العاديين.

التدريبات في العصر الحديث
أنتشرت التدريبات عالمياً مع إنفتاح الصين على العالم و لاقت إقبالاً كبيراً لفوائدها الكبيرة الصحية والوقائية و كونها رياضة مميزة ووسيلة فعالة للتخلص من التوتر و القلق وتنشيط الجسم و زيادة التركيز. وقد أوردتها منظمة الصحة العالمية على أنها أحد أنواع الطب المكمل اللادوائية وعرفتها في تقريرها على أنها " من الطب الصيني الشعبي، يتم فيه تشارك للحركة مع التأمل وتنظيم التنفس لدعم جريان الطاقة الحيوية (qi) في الجسم وتحسين الدوران وزيادة الوظيفة المناعية".

و في العديد من مراكز الأبحاث العالمية هناك دراسات تجري للتعرف أكثر على هذا العلم وعلى سبيل المثال، معهد "دانا فابر" لأبحاث وعلاج السرطان احد اشهر المراكز العالمية بولاية ماساتشوستس الأمريكية هناك أبحاث تجري لدراسة فوائد التدريب على جهاز المناعة بعدما كانت هناك عدة حالات شفاء نادرة للسرطان بسبب إستخدام التدريبات. وهناك دراسة من "إف دي إي" وهي أعلى جهة صحية أمريكية تثبت فوائد تدريبات التاي جي لكبار السن و دراسة أخرى حديثة من جامعة في كوريا عن فوائدها لأمراض العظام وبإستمرار تطالعنا الأخبار عن النتائج والقصص الباهرة حول نتائج التدريبات كمكمل للعلاج الطبي.

التدريبات أحد أقوى أنواع الطب المكمل و البديل

في الصين تستخدم التدريبات كعلاج طبي مستقل و الآن عالمياً أصبحت من أهم أنواع المكملات للعلاج الطبي بغض النظر عن نوعية العلاج الذي يتلقاه المريض. فهي قبل كل شئ لا تتعارض مع اي نوع من العلاج سواء كان من الطب الحديث أو أنواع الطب التقليدي فهي أيضاً رياضة وكل المراجع العلمية تتفق على أهمية الرياضة للصحة سواءً للوقاية أو للعلاج و حسب حالة الإنسان الصحية يستطيع الأستاذ الخبير في التدريبات تعليم الشخص طريقة تنمية الطاقة بالصورة التي تناسبه اكثر.
كما أنها ذات فوائد كبيرة لتحسين حياة المريض بعد تلقي العلاج والعمل على سرعة تماثله للشفاء بإذن الله.

و من أسباب سرعة انتشارها المرونة التي تتسم بها هذه التدريبات فلا يحتاج الشخص لكي يؤديها إلى أدوات معينة أو لبس مخصص و كما يمكن أن تؤدى في أي مكان مثل البيت أو المكتب أو الحديقة و في مختلف الأوضاع مثل الجلوس أو الوقوف أو النوم أو حتى أثناء المشي!


الفوائد العامة لتدريبات الصحة من الطب الصيني

لهذه الرياضة فوائد كثيرة و عميقة وكلما تعمق الخبراء في العصر الحديث في دراستها كلما ازدادوا إعجاباً بها و اصبح يلقبها الخبراء المختصون بالصحة الآن بـــ " أم الإستشفاء" و تسمى أحياناً "أقوى نظام تدريبي عرفه الإنسان في تاريخه" فعند الحديث عن فوائد التدريبات لا توجد هناك مبالغة بل على العكس الفوائد المكتوبة هي بعد تجربة وتحقق وتحفظ كبير و منها:
1. الاسترخاء و التخلص من التوتر و القلق
أصبح الإسترخاء الآن مطلباً ملحاً بسبب طبيعة الحياة التي نعيشها في هذا العصر الملئ بالضغوط العملية و الإجتماعية و التي تولد بالمقابل ضغط نفسي وذهني وجسدي كبير. هذا أدى إلى تدني كبير في التركيز و إنخفاض في قدرات الإنسان و صار من المؤكد أن التوتر و القلق هو أحد العوامل الرئيسية للأمراض المنتشرة سواءاً كانت تتمثل في إرتفاع ضعط الدم أو ما شابهه أو تسببت فيما هو أسوأ من ذلك مثل السرطان و أنواع الفشل المختلفة لأعضاء الجسم الداخلية.
طريقة التدريبات للحصول على الإسترخاء عملية و فعالة و تعطي الشخص إسترخاء كامل و غير مسبوق بسبب الشمولية في التعامل مع الأركان الأساسية في الإنسان وعادة ما تفوق الفوائد التي يحصل عليها ممارس الاسترخاء في التدريبات التوقعات وتعطي نتائج عالية تشمل:
وسيلة فعالة للسيطرة على مشاكل ضغط الدم و التخلص منها.
الإرتياح النفسي
التخلص من التوتر و العصبية و القلق مما يعني التخلص من مسببات الكثير من الأمراض العضوية و النفسية و الاضطرابات التي تصيب اجهزة الجسم الداخلية وامراض القولون.
التخلص من الكثير من الآلام بصورة طبيعية.
أقوى الوسائل الطبيعية الفعالة في التخلص من الأرق و اضطراب النوم بحيث ساعدت من كانوا يعانون مشاكل في النوم لسنوات عديدة على تنظيم حياتهم واستعادة وضع النوم الطبيعي.
2. أحد أفضل المكملات الطبيعية للعلاج:
منذ ظهور التدريبات للعالم وهي في انتشار مستمر ويتوالى ظهور الدارسات التي تثبت فعاليتها والسبب هو النتائج الإيجابية العالية للعلاج الطبي إذا ما تلقى المريض تدريبات مناسبة لحالته.
وبالإضافة إلى رفع نسبة نجاح العلاج الطبي فإن التدريبات تخدم هدفا على قدر كبير من الأهمية وهو منع عودة المرض والتأكد من حصول الشفاء التام بإذن الله. والتدريبات تعد من أقوى الأسباب التي تساعد المريض على تحمل أنواع العلاج الصعبة والتعامل مع أثارها الجانبية وبالتالي تحسن من مستوى حياة المريض وجودة حياته بعد العلاج و هو ما يسمى بــ “Quality Of life After Treatment” و التي تعتبر من جوانب الرعاية الصحية الهامة و ينفق في سبيل تحسينها والأبحاث المتعلقة بها مبالغ كبيرة.
3. زيادة النشاط والحيوية وزيادة الانتاجية مع كسب وقت أكثر:
في زمن المنافسة الشديدة في الأعمال وفي ظل تزايد المسؤليات أصبح الكل مطالب ببذل المزيد من الجهد لإنجاز أكبر قدر من العمل في أقصر زمن ممكن، فلذلك أصبح من الضروري أن يرفع كل إنسان من نشاطه وقدرته على العمل لكي يواكب المنافسة

كثير من الاشخاص في مهنهم أو أعمالهم مثل المسؤلين ورجال الأعمال والمدراء التنفيذيين والأطباء والمهنيين يشعرون بإرتفاع طاقتهم بصورة سريعة ويرون أن الخمول والإرهاق الناتج عن ساعات العمل الطويلة سرعان ما يبدأ في الإختفاء عند ممارسة التدريبات وأذكر العديد من المدراء التنفيذيين الذين يقضون ساعات طويلة جداً في العمل كانوا يبدون سعادتهم الكبيرة مباشرة في الأيام الأولى من بداية تعلمهم وممارستهم للتدريب بسبب الطاقة الإضافية التي يحصلون عليها والتي يجدوا لها أثراً كبيراً في رفع قدرتهم على الإستمرار في العمل. يصاحب هذه الفوائد تميز في نوعية وجودة العمل الذي يقوم به هولاء الأشخاص فليس يقف الأمر عند النشاط والحيوية بل إن جودة العمل تتضاعف والرضا الشخصي من المسؤلين في العمل يكون واضحاً.
وتبقى الجائزة الكبرى للممارسين أن هذه الفوائد لا تأتي على حساب أوقاتهم الثمينة والتي لا يوجد لديهم منها ما يكفي لتخصصيه لأمور جديدة في حياتهم فممارسة التدريبات لمدة خمسة عشر دقيقة مثلاً تكسب الشخص نشاطاً وحيوية تمكنه من العمل لعدة ساعات أكثر مما تعود عليه ودائماً يجد أن فعاليته في إنهاء الأعمال تتضاعف وتصبح الأعمال التي يؤدونها تستهلك وقتاً أقل مع جودة أكبر وبالتالي كسب وقت يساوي اضعاف الوقت الذي يخصصونه للإستثمار في تنمية قدراتهم الشخصية من خلال التدريبات.
4. الوقاية بإذن من المشاكل الصحية وبقية مظاهر إختلال العافية في الإنسان:
الأرقام والإحصائيات التي تتحدث عن نسبة الإصابة بالأمراض الخطيرة والمزمنة والوراثية تتزايد وبمعدلات مرعبة. فمثلاً في المملكة العربية السعودية، عدد المصابين بمرض السكر والمعرضين للإصابة به ربما تتعدى إلى 20%! كما أنه من المتوقع أن نسبة الإصابة بالسرطان في الدول النامية ستتضاعف خلال العشر سنوات القادمة. فلذلك فإن الإهتمام بمسألة الوقاية هو أمر جداً حساس ويعني كل إنسان بعينه، ولا يستطيع شخص أن يظن أنه بمنأى عن هذه الأرقام إلا إذا أتخذ الأسباب التي تؤدي على الوقاية بإذن الله من هذه الأمراض وغيرها التي يتزايد إنتشارها كل يوم.
ولكن هل يمكن الوقاية فعلاً من هذه الأمراض المخيفة ؟ الإجابة السارة هي نعم، وكمثال على ذلك تشير الأبحاث أنه بالإمكان تفادي 9 حالات إصابة بالسكري من بين كل 10 وذلك من خلال إتباع نظام تدريبي وحياتي صحي. ونفس الشئ بالنسبة للسرطان والأمراض التي تصيب أعضاء الجسم والأمراض الفيروسية، فكلما كانت صحة الإنسان أقوى كانت قدرته على مقاومتها أكبر بإذن الله.
يتمتع الأشخاص الذين يمارسون التدريبات بصورة منتظمة بجودة عالية في حياتهم وعادة ما تكون نسبة تعرضهم للأمراض قليلة جداً إذا ما قورنوا بالأشخاص العاديين. فنجد مثلاً في الفترات التي تنتشر فيها أمراض مثل الزكام أو التعرض لأنواع من الإلتهابات وغيرها من العوارض الصحية يبقى ممارسي التدريبات في مأمن بإذن الله من مثل هذه الإصابات.


والجانب الأكثر أهمية في موضوع الوقاية هو المحافظة على الصحة حتى مع تقدم السن فتجد ممارس التدريبات في مراحل سنية متقدمة وفي المرحلة التي يعتبر فيها من المعمرين ومع ذلك يتمتع بصحة رائعة نسبة إلى سنه وكثيراً ما شاهدنا أساتذة التدريبات الكهول وهم يؤدون بعض الحركات الرياضية التي قد يعجز عن أدائها الشباب الأصحاء.

لذلك فإن الإنتظام في أداء هذه التدريبات هو بإذن الله من أقوى أسباب الوقاية والتي تتميز بشموليتها في المحافظة على صحة الإنسان. وكما رأينا فإن بداية المرض تكون في شكل إختلال عمل الطاقة في الإنسان يظهر أولاً في حقول الطاقة داخل الجسم وحوله، ومن خلال أداء التدريبات يتم إستعادة التوازن بإذن الله قبل أن تصل المشكلة إلى حد الظهور بشكل عضوي.
تبقى مسألة الإصابة بالمرض شئ وارد في حياة الإنسان فالمرض ليس شئ سلبي بالضرورة بل قد يكون من الأحداث التي تغير حياة الإنسان كلياً إلى الأفضل، ولكن إصابة ممارسي التدريبات بالمرض إذا حصلت يكون تأثيرها عليه أقل بكثير من تأثيرها على الإنسان العادي.

5. تحسين التنفس وتعلم أنماط جديدة وطرق متقدمة لرفع كفاءة الجهاز التنفسي:
من خلال رفع كفاءة الجهاز التنفسي في الإنسان يحصل الجسم على الكمية اللازمة من الأوكسجين بفعالية وبالذات الدماغ الذي يستهلك الجزء الأكبر. فمن خلال أنماط التنفس المتقدمة في التدريبات نجد أن كفاءة الجهاز التنفسي تتضاعف مما يعني تغذية أفضل لجميع الخلايا وتخلص فعال من الفضلات والذي يساعد الجسم بدوره في رفع كفاءته البدنية والنفسية والذهنية لإرتباط الأوكسجين وعملية التنفس بهذه الجوانب.
طريقة التدريبات في تنمية ورفع كفاءة جهاز التنفس فريدة وتتميز بفعاليتها الكبيرة وسهولة تعلمها وكونها تعيد الإنسان إلى فطرته الأصلية حيث أنه من الأنماط الأولى التي يتعلمها الشخص ما يسمى "التنفس البطني" أو "التنفس الجنيني". فمنذ العصور الأولى لتطور التدريبات لاحظ أساتذة التدريبات أن الطاقة يتم تنميتها بصورة أكبر عند إستخدام نمط التنفس البطني والذي يعتبر هو نمط التنفس الأول الذي يبدأ به الإنسان حياته عند الولادة، فلو راقبنا الطفل حديث الولادة سنجد أن منطقة البطن هي التي تتحرك بصورة رئيسية عند التنفس ولذلك يسمي أساتذة التدريبات طريقة التنفس البطني بطريقة التنفس الجنيني.
6. تنشيط أعضاء الجسم الداخلية:
الوظائف الهامة لأعضاء الإنسان الداخلية مثل القلب والكلى والكبد وغيرها هي أساسية لحياة الإنسان وبدونها تكون حياة الشخص معرض للخطر، وللأسف فقد تزايد ظهور الأمراض المرتبطة بالأعضاء الداخلية والتي تتراوح بين تدني أو خلل بسيط في الوظائف الحيوية لهذه الأعضاء وقد تصل إلى مختلف أنواع السرطانات التي تصيبها أو الفشل الذي يصيب العضو بحيث يتدنى عمله بصورة خطيرة أو تتوقف تماماً!

طبقاً للطب الصيني فإن الطاقة الحيوية في الإنسان تعتبر هي المحرك الرئيسي لكي تقوم هذه الأعضاء بوظائفها الحيوية بالصورة المطلوبة وإذا أختلت هذه الطاقة فإن عمل هذه الأعضاء لابد وأن يتدنى كنتيجة طبيعية. وفي الأمراض الناتجة عن فشل العضو بسبب ضعف الطاقة الخاصة به نجد أن الوسائل العلاجية الحديثة تعجز عن حل هذه المشكلة ويكون الخيار الوحيد المطروح هو زراعة الأعضاء المحفوفة بالمخاطر والتي تعتبر نسبة نجاحها متواضعة جداً حتى الآن. والسبب يكمن في عدم قدرة هذه الوسائل على التعامل مع الطاقة المرتبطة بالعضو لذلك نجد أنه عندما يتم إستخدام التدريبات الخاصة بأعضاء الجسم الداخلية تكون النتائج الإيجابية للعلاج كبيرة جداً ونسبة الشفاء تصل إلى معدلات تعتبر مثل المعجزات على الرغم من تواضع المجهود المطلوب وبساطة التدريبات التي استخدمت.
"أو تزان" بالصينية تعني خمسة أعضاء رئيسية في الطب الصيني تشمل : القلب – الكلى – الرئة – الطحال – الكبد. التدريبات التي تقوي هذه الأعضاء هي من التدريبات الهامة جداً للصحة وأختم هذه النبذة الموجزة عن علم تدريبات الصحة من الطب الصيني بالحديث عن بعض خصائص كل من عضو الكلى والكبد ووظائفهما في الطب الصيني وفوائد التدريبات الخاصة بهما.


منقول