يقول العقاد في كتابه عن المرأة، إنها وبسبب كونها الأضعف جسديا، فإنها تلجأ الى الحيلة والدهاء والمكر لنيل مطالبها، لذا فإن حيل الكائنات الصغيرة في الحياة تكاد تجعلها بنفس قوة الحيوانات الكبيرة، أي أن المرأة بحيلها الفطرية، تكاد تساوي الرجل، «الساذج» المفتول العضلات قوة.
إحساسها بالضعف وقلة الحيلة، كان باعثا لها منذ بدء الخليقة على البحث عن وسيلة تمكنها من تحقيق أهدافها والوصول إلى ما ترنو إليه نفسها، والانتقام ممن فكر في ايذائها. والأمثلة عديدة، قد يكون من أشهرها على مدار سنوات التاريخ البشري زليخة، زوجة عزيز مصر، التي وقعت في هوى النبي يوسف عليه السلام، لما سمعت بأن نساء المدينة بدأن يلكن بسيرتها، قامت بدعوتهن وقدمت لهن أطباقا من الفاكهة في كل منها سكين، ولما دخل عليهن، قطّعن أيديهن بعدما أٌخذن بجمال طلعته. وهو ما علق عليه فرعون مصر بعدها بسنوات.
وجاء ذكره في القرآن الكريم فى سورة يوسف {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} (الآية/28) .. وهي عبارة لخصت علاقة المرأة بفن الدهاء والمكر وإجادة فن التخطيط والتنفيذ أيضا.
في هذا الصدد لا ننسى المقولة الشعبية التي تقول «كيد النسا غلب كيد الرجال»
الاجابة قد تكون من خلال تلك القصة
كانت فتاة تسير في الغابة لوحدها عندما رأت ضفدعا مسكينا عالقا في مصيدة فطلب منها الضفدع أن تنقذه ..
قال لها الضفدع: إن أنقذتني فسوف اضمن لكي تحقيق ثلاث أمنيات ..
ففكرت الفتاة قليلا وقررت في النهايـة ان تساعد هذا الضفدع ..
ولما تحرر الضفدع قال لها: لقد نسيت أن أخبرك أن هذه الأمنيات الثلاث لها شروط ..
فقالت الفتاة: ماذا تعني؟؟
فقال لها الضفدع: أن حققت لكي أمنية فهذا يعني أن أحقق 10 أضعافها لزوجك..
فقالت الفتاة بعد تفكير: موافقة فهو في النهايـة زوجي ..
كانت أول أمنياتها أن تصبح أجمل فتاة في العالم ..
فحذرها الضفدع قائلا: موافق ولكن تذكري إن هذا يعني أن يكون زوجك أجمل رجل في العالم بل 10 أضعاف جمالك وقد تحاول النساء أن تأخذه منك..
فقالت له الزوجة: وما المشكلة أنني سأصبح أجمل فتاة في العالم ولن يجد زوجي غيري ليحب ويتزوج..
أما الأمنية الثانيـة فكانت أن تصبح أغنى فتاة في العالم..فحذرها الضفدع قائلا: موافق ولكن ذلك يعني أن يكون لدى زوجك 10 أضعاف ثروتك ..
فأجابت الفتاة: وما المشكلة فالمال الموجود معي هو ماله والعكس سوف نجمع ثروتي وثروته معا..فقالت الفتاة: أريد أن تصيبني جلطة “بسيطة جداً” في القلب.. فسألها متعجبا: ولماذا؟
ولما سألها الضفدع عن أمنيتها الثالثة…
فقالتالفتاة: لكييصابزوجيبعشرةأضعافجلطتيوأكثرفأحصلأناعلىكلالثروة بعدموته..
الواقع والتاريخ يؤكدان أن المكر والخديعة سلوك بشري لا يختص به جنس من دون الآخر فالرجل والمرأة ينتمي كلاهما لجنس الإنسان، وبالتالي لا توجد أبحاث تؤكد تفوق أحدهما في الذكاء على الآخر، إلا في الفروق الفردية. بمعنى ان الأبحاث تشير إلى تفوق المرأة في مجالات الآداب واللغات، وتفوق الرجل في العلوم والرياضيات، مع وجود الاستثناءات.
لكن الخبرة تؤكد أن المرأة بتكوينها البدني والنفسي، أقرب إلى استخدام الدهاء والمكر لتحقيق أهدافها، حتى وإن امتلكت القوة. فبلقيس ملكة سبأ، عندما جاءتها رسالة النبي سليمان، أشار إليها رجال حكومتها بالرد عليه بالحرب، زاعمين امتلاكهم للقوة، لكنها لم تنساق وراءهم، واختارت التكتيك لتحقيق أهدافها. فقد أرسلت هدية إلى الملك سليمان لتستشف رد فعله، من جهة، ولتكسب المزيد من الوقت للتكتيك، من جهة ثانية.
فالدهاء وسيلة المرأة الاولى للدفاع حتى ولو لم تستخدمه في الشر. وعموما، نستطيع القول إن الرجال لا يمتلكون القدرة على الغوص في المشاعر الانسانية كالنساء. فالمرأة لا تغتر بدموع غيرها من بنات جنسها، ولا تخدعها الكلمات المعسولة، وتكون ردود فعلها أكثر مباشرة، إلا ان هذا لا ينفي أن الرجل انسان قادر على التخطيط والكيد للآخرين وان اختلف الاسلوب».
كثيرا ما تكون الغيرة دافعا للكيد بين النساء من الممكن القول إن مشاعر الغيرة بين النساء تزداد، وبخاصة في مرحلة المراهقة، التي تحاول فيها كل فتاة جذب الانظار لها من دون غيرها من بنات جنسها. ومن الممكن استمرارها بعد ذلك في العلاقات الاسرية. ومع اختلاف الآراء وتضاربها، لا يبقى إلا ان نقول إن المكيدة لا جنس لها حتى وإن احتفظت لنفسها بتاء التأنيث، وكان للنساء منها نصيب الاسد