هل تستمر رحلة الانخفاض للجنيه البريطاني ؟

الجنية الإسترليني , الباوند ,الجنيه الملكي كل هذه المسميات تطلق على عملة بريطانيا ,بريطانيا الدولة التي كانت لا تغيب عنها الشمس في يوم من الأيام .
الجنيه البريطاني يعتبر احد أهم العملات المتداولة عالميا منذ فتره طويلة من الزمن تمتد الى المملكة السكسونية البريطانية وكانت العملة تقسم إلى 16 شلن والمعلومة التي لا يعرفها الكثير ان الاسم الأصلي للجنيه كان الستيرلينغ .
مع بداية العام الحالي سجل الجنيه البريطاني المزيد من الخسائر بتكملة لتحركات الشهر الأخير من العام الماضي 2015خسائر متواصلة وبدون تصحيح يذكر حتى اللحظة .
ولتوضيح الأسباب التي أدت لتراجعات الجنية لا بد من المرور أولا على موقف البنك المركزي البريطاني حول التضخم وأسعار الفائدة خلال عام 2015.
في الشهور الثمانية الأولى خلال العام الماضي 2015 كان أعضاء البنك المركزي البريطاني بقيادة كارني يصرون على أن التحرك القادم للبنك سيكون رفعا لأسعار الفائدة وبتغاضي كامل لمنحنى التضخم الهبوطي من ناحية وتجاهل للفقاعة التي كادت تنفجر بالقطاع العقاري البريطاني بشكل عام وفي العاصمة البريطانية لندن بالخصوص
بينما في الربع الأخير من ذات العام 2015 كان التغير بلهجة أعضاء المركزي البريطاني حيث سمعنا كارني يقول بأن التوقعات ناحية اقتراب رفع أسعار الفائدة تعتبر توقعات شخصية لأعضاء البنك المركزي البريطاني وغير رسمية !!!
هذا الحديث سمعناه من كارني بعد أيام من الحدث الذي يمكن اعتباره شبه انهيار للقطاع العقاري والذي حدث بتاريخ 28-08-2015,والتذكير بالخبر بالاقتباس المرفق للخبر
( صدرت بيانات بريطانية تؤكد تراجع عدد المنازل المباعة في إنجلترا وويلز بشكل حاد خلال شهر مايو/آيار الماضي، رغم تقارير أشارت إلى تباطؤ نمو أسعار العقارات في البلاد، بعد أشهر من الارتفاعات الكبيرة.
وأعلنت سلطات السجل العقاري البريطاني، يومها ، انخفاض عدد عمليات بيع المنازل في إنجلترا وويلز بنسبة 15% خلال مايو/آيار الماضي على أساس سنوي، لتسجل 65.6 ألف عملية, كما هبط عدد المنازل المباعة مقابل أكثر من مليون جنيه إسترليني بحوالي 21% خلال نفس الفترة)
وفي الانتقال إلى بداية عامنا الحالي نتوقف مع أهم المحطات الاقتصادية البريطانية حيث كان الحدث الأبرز الأول يوم 07-01-2016تحديدا حين أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه وكالة رويترز للإنباء أن غالبية البريطانيين سيصوتون لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي .
بينما كان الحدث الثاني والأهم بتاريخ 19-01-2016حيث خرج يومها كارني محافظ البنك المركزي البريطاني وبدون موعد محدد مسبقا وتحدث لوسائل الإعلام بإسهاب عن الوضع الاقتصادي البريطاني مركزا على تراجع التضخم والاستعداد لمواجهته كما تطرق لقضية الانتعاش المدفوع بالدين ومخاطرها .
هذه الأسباب بعموميتها وعدم اتساع المجال للتطرق لبعض التفاصيل الأخرى تعتبر كافية من ناحية أساسية لمشاهدة الجنية البريطاني منخفضا ليس على مستويات 1.4350 مقابل الدولار الأمريكي والتي يتداول حولها بالمرحلة الحالية وإنما دون هذه المستويات حيث يعتبر السعر العادل له قرب مستويات 1.3500والتي نرجح مشاهدتها بحال لم نشهد تغيرات أساسية وقوية بالأوضاع الاقتصادية العامة لبريطانيا مدعومة بارتفاع التضخم وتجاوز المخاطر باحتمالية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي .
قد بتسال المتابع لماذا لم ينخفض الجنيه الى المستويات المذكورة 1.3500؟
لن نسهب في الإجابة على هذا السؤال ولكن تكتفي بالإشارة إلى حالة الضعف العامة التي يشهدها الخصم الأول للجنيه والقصد هنا الدولار الأمريكي كأهم عامل حقيقي لمنع الجنيه من الهبوط .
وقبل إنهاء تحليلنا هذا لن نتطرق إلى الضغوط العامة الحالية على الجنية البريطاني نتيجة استمرار المخاوف من انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوربي والآثار السلبية الكبيرة التي سيتعرض لها الاقتصاد البريطاني في جميع المجالات الاقتصادية ولكن سنجيب على سؤال واحد يجب وضعه ضمن الحسابات .
هل من مصلحة البنك المركزي البريطاني تخفيض قيمة الجنيه قبل الوصول ليوم الاستفتاء في يونيو/حزيران القادم من هذا العام؟!
نعم بكل تأكيد من مصلحة البنك المركزي البريطاني أن يشاهد الجنيه البريطاني بمستويات منخفضة قبل الوصول لليوم الموعد ،لا بل من مصلحتهم هذا الأمر بعض النضر عن نتيجة الاستفتاء ذاته !
في مقالنا تطرقنا للتضخم المنخفض كأحد أسباب ضعف الجنية ،ومن ناحية اقتصادية فان إضعاف أية عملة للبلد الذي يواجه التضخم المنخفض يعتبر الحل الأمثل والأفضل ،فتخفيض الفائدة وبرامج التيسير الكمي تهدف إلى إضعاف العملة وتشيط الصادرات وان قال سادة البنوك المركزية عبارتهم المشهورة بأنهم لا يستهدفون العملة بحد ذاتها .
ويوم الاستفتاء ستكون النتيجة إما البقاء ضمن الاتحاد الأوربي أو الانفصال لا خيار ثالث ،لنسبق الزمن و وننتقل ليوم النتائج في الحالتين ونشاهد تحركات الجنيه .
إعلان النتيجة بنعم للبقاء ضمن دول الاتحاد الأوربي ،الجنيه يرد بايجابية ويرتفع بقوه ،بعد ثلاثة أيام الجنيه لازال يتعامل مع نتيجة القرار ويصل إلى 800نقطة ارتفاعا .
لنوقف مع وصول الارتفاعات 800نقطة مقابل الدولار الأمريكي ،ولنفرض بان سعر الجنيه كان قبل اتخاذ القرار على مستويات 1.4500ووصل الى 1.5300ماذا سيحدث للتضخم عندها ؟لن يكون هنالك تضخم بل دخول مباشر في الركود,ركود مع وجود الجنيه بمستويات مرتفعه ,ركود ،سيكون ثمنه مليارات الجنيهات التي ستلقى بالأسواق على شكل تيسير كمي .
إذا مصلحة البنك المركزي البريطاني مع تخفيض الجنيه بداء من ألان لمواجهة الارتفاعات المحتملة بحال تم التصويت بنعم للبقاء ضمن الاتحاد الأوربي .
السيناريو الثاني بحال تم التصويت ب لا للبقاء ضمن الاتحاد الأوربي ،سينخفض الجنيه البريطاني وبقوة إن كان ضمن مستويات 1.4500 مقابل الدولار الأمريكي لنقل 800نقطة بأقل تقدير خلال ثلاثة أيام هنا ستتحدث وسائل الإعلام عن انهيار الجنيه وتخلى المستثمرين عنه وسيكون الواجب على المركزي البريطاني العمل على تهدئة مخاوف الأسواق والبحث عن حلول لها ،بينما لو كان الجنيه يتداول حول مستويات 1.3500فلا نميل لان نشاهد تلك البيوع القوية أو الحادة عندها حيث تعتبر هذه المستويات منخفضة تاريخا وقادرة على الحد من قدرة المستثمرين على بيعه بقوة بنسبة كبيرة ،فالخوف من البيع بالمستويات المتدنية للأسعار يعتبر سلوكا طبيعيا خصوصا أن كان الوصول لهذه الأسعار يتم لأول أو ثاني مره خلال فتره زمنيه طويلة.

وبنظرة فنيه على الإطار الزمني الشهري لزوج الجنية –دولار ,نسجل فشل الزوج باختراق مستويات المقاومة 1.4680 في أعادت الاختبار لها ,مما يرجح الهبوط لاختبار مستويات 1.3520 !!!
هل هو اتفاق أساسي وفني بالاتجاه القادم ,احتمال وارد وبقوة

::: اسئلتك عن الميتاتريد :::

شكرا لمرورك اخي الغالي نعم الميل للهبوط , فقط بانتظار الدولار يصحو قليلا