• 4:03 مساءاً




جزيرة نيلسون في الإسكندرية نزهة بطعم التاريخ

إضافة رد
أدوات الموضوع
عضو متقدم
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 5,489
معدل تقييم المستوى: 20
عمر حسين is on a distinguished road
03 - 12 - 2009, 05:50 PM
  #1
عمر حسين غير متواجد حالياً  
افتراضي جزيرة نيلسون في الإسكندرية نزهة بطعم التاريخ

جزيرة نيلسون في الإسكندرية.. نزهة بطعم التاريخ

تحتضن آثار معركة أبو قير البحرية وتضم أقدم حمام فرعوني



تعتبر حزيرة نيلسون واجهة سياحية رائعة لسياحة الغوص للاستمتاع بمشاهدة الآثار الغارقة («الشرق الاوسط»)



لوحة عن معركة أبو قير البحرية بين الاسطول البريطاني والاسطول الفرنسي

الإسكندرية: داليا عاصم
على مقربة من ساحل الإسكندرية، وإلى شمال خليج أبو قير، تقبع جزيرة نيلسون هادئة منعزلة تدغدغها الأمواج من كل جانب، تلك الجزيرة التي بددت أحلام نابليون الإمبراطورية وظلت شاهدة على فقدانه زعامته على البحر المتوسط، الذي احتفظت أعماقه بحطام أسطوله.
تقع الجزيرة على بعد 4 كيلومترات إلى شمال خليج أبو قير، ومساحتها الحالية 350 مترا، بعد اختفاء الجزء الجنوبي منها بسبب عوامل التعرية. وتستغرق الرحلة البحرية إليها من شاطئ أبو قير نحو 45 دقيقة، بقارب بخاري صغير. من الأفضل أن يكون ارتفاع منسوب البحر منخفضا تجنبا للمشقة وتلاطم الأمواج.

عند الوصول إلى الجزيرة بعد رحلة بحرية ممتعة ستستشعر أجواءها المثيرة، حيث كانت موطنا لفراعنة وإغريق سكنوا إليها وعاشوا فيها قبل بناء الإسكندرية. وقد كانت الجزيرة مأهولة بالسكان وكانت لها مكانة تجارية قبل مجيء الإسكندر الأكبر للبلاد.

تعتبر جزيرة نيلسون وجهة رائعة لسياحة الغوص وممارسة تلك الرياضة الشيقة، التي تزداد متعتها شتاء، حيث تتألق شواطئ الإسكندرية جمالا وسحرا وتصبح المياه نقية، مما يعطي الفرصة للاستمتاع بمشاهدة الآثار الغارقة.

وتعد الجزيرة موقعا ممتازا للصيد بعد الحصول على تصريح خاص. ولهواة التخييم تمثل «نيلسون» مكانا مثاليا حيث الهواء النقي والشمس الساطعة.

لكن من الأفضل اتخاذ تدابير خاصة ليلا، إذ تكون الجزيرة عرضة لتيارات هوائية عاتية فيحتاج الأمر إلى الملابس الثقيلة ووسائل للتدفئة، لكنها تجربة تستحق المغامرة.

عرفت الجزيرة في العصر البيزنطي باسم «الغرو»، وعقب معركة أبو قير البحرية الشهيرة عام 1798، سميت باسم القائد الإنجليزي، هوراشيو نيلسون، أعظم قادة البحر عند البريطانيين، التي انتصر فيها على الأدميرال «برويه» قائد أسطول نابليون بونابرت، الذي واجهه بـ13 بارجة من بينها بارجته الشهيرة «الشرق Orient» التي لا تزال قابعة بكل كنوزها تحت مياه الإسكندرية، بالإضافة إلى أربع فرقاطات وما يقرب من 8 آلاف جندي.

أطلق نيلسون على هذه المعركة «معركة النيل» وتوقع الفرنسيون أن يهاجم نيلسون الإسكندرية، إلا أنه أخذ هدنة وفرق أسطوله. ويعتبر البريطانيون الأدميرال نيلسون صاحب البطولات الحربية خصوصا ضد الفرنسيين الذين اغتالوه في معركة الطرف الأغر على سواحل إسبانيا بعد أن فقد عينيه وذراعه.

رغم كل ما شهدته الجزيرة من معارك دامية بين الفرنسيين والبريطانيين لم يبقَ منه سوى آثار غارقة، لكن سحر التاريخ لا يزال عبقه حاضرا. وفي عام 1966، قام كامل أبو السعادات، أحد محترفي الغوص ومحبي الآثار، بتحديد سبعة مواقع لسفن الأسطول قرب جزيرة نيلسون. انضمت إليه البعثة الفرنسية «بونابرت» بقيادة جاك دوما في عام 1983، التي عثرت على سفينة القيادة «أورينت» ومجموعة من مدافعها قد تم التعرف عليها بعد العثور على اسمها القديم «الدرفيل الملكي» على دفتها التي تزن نحو 14 طنا وطولها نحو 9 أمتار.

وفي منتصف الثمانينات، قامت البحرية الفرنسية بالتعاون مع هيئه الآثار بدراسة موقع غرق أسطول نابليون وانتشال بعض مخلفاته، فتم انتشال مجموعة من المدافع الحديدية والبرونزية وبعض القنابل والبنادق، كما عثر أيضا على ملابس ومعدات الجنود وبعض أجزاء من السفن وبعض أدوات الحياة اليومية وبعض العملات.

غير أن عملية انتشال الآثار ذات الأحجام الضخمة توقفت، نظرا لما تحتاج من تكاليف مالية باهظة، إلى جانب أعمال ترميمها وهو ما يستغرق زمنا، مما دفع المسؤولين المصريين للتعاون مع «اليونسكو» للحفاظ على هذه الآثار تحت الماء والتفكير في متحف لعرض الآثار في بيئتها لتحكي تاريخها العظيم.

وعن الحفائر الحديثة في الجزيرة، قال رئيس بعثة الآثار الإيطالية بالإسكندرية، أستاذ علم المصريات في جامعة تورينو، باولو جاللو، لـ«الشرق الأوسط»: «ذهبنا إلى نيلسون منذ 10 سنوات حيث بدأت البعثة أعمالها عام 1998، واكتشفنا أنها لم تكن جزيرة، بل كانت جزءا من خليج أبو قير، وهي حاليا تتبع البحرية المصرية، وعثرنا فيها على أقدم حمام في مصر القديمة، وأكبر مقبرة فرعونية داخل الإسكندرية تعود إلى الأسرتين الـ26 والـ30، مما أتاح لنا فهم ودراسة العادات الجنائزية المحلية المختلفة لدى سكان الجزيرة».

وأشار جاللو إلى أن أحدث الكشوف الأثرية الهامة هذا العام، هي الصهاريج التي تعود إلى العهد البطلمي، التي تعد أكبر صهاريج في البحر المتوسط على الإطلاق. ويعتقد باولو جاللو أن الجزيرة كانت حيوية جدا وقد استمرت فيها الحياة لمدة 30 عاما على الأقل، حيث عثر فيها على منازل راقية على الطراز الإغريقي، وجدنا فيها جثثا إغريقية، كما عثرنا على بقايا قواقع كثيرة وأخطبوطا، مما يشير إلى أن وجباتهم الأساسية كانت الأسماك والمأكولات البحرية.

ويروي جاللو إنه بعد غزو الإسكندر الأكبر لمصر استوطن مجموعة من المقدونيين الجزيرة، وقامت ببناء المنازل على أطلال المقابر الفرعونية، التي يعود آخرها إلى القرن الرابع قبل الميلاد. ولعل السبب الذي دفع الإسكندر الأكبر وأتباعه من المقدونيين إلى استيطان الجزيرة هو موقعها الاستراتيجي والحيوي في التحكم في الحركة البحرية الخارجة والداخلة إلى ميناء هيراكليون، الذي يعد الميناء الأهم في البحر المتوسط قبل تشييد الإسكندرية. وتكشف تلك الآثار الستار عن تاريخ البطالمة الأوائل وحياتهم اليومية لدى وصولهم إلى مصر وقبل إنشاء الإسكندرية بمينائها وفنارها الشهيرين.

ويشير جاللو إلى أنه عثر على جثث لجنود إنجليز يبدو أنهم استقروا على الجزيرة عقب معركة أبو قير البحرية، كما وجدت آثار أبقار وماعز، وكان الضباط هم من يحصلون على تابوت، بينما يدفن البحار بمثل الحالة التي مات عليها، أما جثث البحارة الفرنسيين فكانت مميزة حيث اشتهروا بالضفائر والجدائل.

وشهدت الجزيرة تصوير الفيلم الروائي «مع حبي وأشواقي» بطولة الفنانة سهير رمزي، والفنان محمود عبد العزيز. وهي منطقة سياحية واعدة، وتصلح لأن تكون منتجعا فريدا ومرسى لليخوت، ومركزا لمسابقات المراكب الشراعية. والجدير بالذكر أن هناك جزيرة أخرى تحمل نفس الاسم ضمن مجموعة جزر ترينيداد وتوباغو على حافة اللقاء المحيطي بين البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي.

منقول جريدة الشرق الآوسط





رد مع اقتباس


إضافة رد



جديد مواضيع استراحة بورصات

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جزيرة روغن الألمانية جزيرة هادئة جدا ورومانسية عمر حسين استراحة بورصات 0 26 - 10 - 2009 03:00 AM


04:03 PM