افتتاح الأسواق الأميركية: تسارع الجنيه الاسترليني صعودًا إثر ارتفاع التضخّم، وترجيح استعاد

افتتاح الأسواق الأميركية: تسارع الجنيه الاسترليني صعودًا إثر ارتفاع التضخّم، وترجيح استعادة الدولار الأميركي قوّته على خلفية تجدّد نفور المخاطر

وضع الجنيه الاسترليني حدًا للتراجع الذي اختبره على مدى خمسة أيّام وتسارع صعودًا وصولاً الى 1.6301 يوم الثلاثاء، إذ تجاوزت القراءة الرئيسية للتضخّم في المملكة المتّحدة التوقعات في إبريل.
أبرز العناوين
* اليورو: إعادة هيكلة للديون اليونانية وفق وتيرة بطيئة تلوح في الأفق
* الجنيه الاسترليني: تجاوز تضخّم مؤشر أسعار المستهلك التوقعات
* الدولار الاميركي: جاءت بدايات الإسكان مخيّبة للآمال، في ظلّ ترقّب صدور الإنتاج الصناعي
وضع الجنيه الاسترليني حدًا للتراجع الذي اختبره على مدى خمسة أيّام وتسارع صعودًا وصولاً الى 1.6301 يوم الثلاثاء، إذ تجاوزت القراءة الرئيسية للتضخّم في المملكة المتّحدة التوقعات في إبريل. لقد تزايدت أسعار المستهلكين وفق معدّل سنوي بلغ 4.5% وسط تقديرات توسّعها بنسبة 4.1%، في حين ارتفع التضخّم بقيمته الأساسية على نحو مفاجىء الى 3.7% مقارنة بالعام المنصرم، ليسجّل أسرع وتيرة نمو في أربعة عشر عامًا على أقلّ تقدير. وفي الكتاب الذي وجّهه حاكم بنك انجلترا ميرفين كينغ الى وزير الخزانة جورج أوزبورن، أفاد بأنّ تزايد أسعار السلع المقترن بإزدياد الضرائب المفروضة على المبيعات يقود التضخّم، ورجّح استجماع نمو الأسعار الزخم خلال الأشهر المقبلة، إذ يتوقّع البنك المركزي وصول أسعار المستهلك الى 5% هذا العام.
على الرغم من ذلك، حذر السيّد كينغ من أنّ المساعي الرامية الى إعادة التضخّم "بشكل سريع" الى المستوى المستهدف له عند 2% قد "يولّد تذبذبات غير مرغوب بها ترزح المخرجات تحت وطأتها، ويزيد من فرص الإنخفاض دون المستوى المستهدف خلال الأجل المتوسط". هذا وتشير التعليقات الأخيرة الى أنّ لجنة السياسة النقدية ستتطلّع الى تطبيع سياستها تدريجيًا في وقت لاحق من هذا العام، إذ لا يزال الغموض يخيّم على الآفاق الاقتصادية. وإذ من المقرّر أن ينشر بنك انجلترا محضر اجتماع سياسته يوم غد، يعتمد ارتداد زوج الاسترليني/دولار على نسب التصويت على قرار الفائدة في مايو، ومن المرجّح أن يتنامى الشرخ في صفوف لجنة السياسة النقدية، إذ يتبنّى الحاكم كينغ آفاقًا متفائلة للسياسة النقدية. في المقابل، من المحتمل أن يواصل الجنيه الاسترليني تصحيح التراجع الحادّ المسجّل اعتبارًا من مطلع الشهر، وقد تتّجه معدّلات الصرف نحو مستوى 1.6400، إثر استجماع توقعات معدّلات الفائدة الزخم.
ناضل اليورو للحفاظ على التقدّم الذي حقّقه ليلة أمس وصولاً الى مستوى 1.4223، بما أن الاتحاد الأوروبي ينظر في إعادة جدولة استحقاقات ديون الحكومة اليونانيّة. هذا وقد أشار رئيس المجموعة الأوروبيّة جان كلود جانكر الى إمكانيّة طرح سيناريو "إجراء إعادة هيكلة طفيفة للديون اليونانيّة"، وأورد في كلمة ألقاها في بروكسيل أن مستوى المديونيّة في المنطقة ليس مستدامًا. وعلى خلفيّة تكاثف مخاطر انتشار العدوى، من المحتمل أن يواصل رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه اعتماد آفاق أقلّ تفاؤلاً في ما يتعلّق بالسياسة المستقبليّة، وسيبقى اليورو عرضة لمواجهة رياح معاكسة إضافيّة خلال الأجل القريب، في وقت يناضل الساسة لاستعادة ثقة المستثمرين. وبدوره، يبدو زوج اليورو/دولار على أهبّة الاستعداد للهبوط بإتجاه مستوى 1.4000 في سياق بحثه عن دعم، ومن المحتمل أن تتّبع معدلات الصرف اتجاهًا هبوطيًّا مع حلول النصف الثاني من العام، في ظلّ متابعة مجلس الإدارة تأجيل استراتيجيّة الخروج.
تراجع الدولار الأميركي مقابل معظم نظرائه الرئيسيين خلال الدورة المسائية، بيد أنّ عملة الاحتياطي تبدو في صدد استعادة قوّتها، إذ قلّص المستثمرون شهيّتهم لتحقيق المكاسب. هذا وقد أدّى تسجيل تقرير بدايات الإسكان وتصاريح البناء قراءات مخيّبة للآمال الى تنامي نفور المخاطر، ويقدّر أن يستجمع ارتداد الدولار الأميركي الزخم خلال تجارات أميركا الشماليّة، على خلفيّة استفادته من تدفقات الملاذ الآمن. مع ذلك، وإذ من المقرر أن ينشر مجلس الاحتياطي الفدرالي محضر اجتماع سياسته يوم غد، من المرجّح أن تتمتّع التعليقات التي سيدلي بها المصرف المركزي بوقع كبير على تحرّكات الأسعار المستقبليّة للأخضر، وقد يواصل الرئيس بن برنانكي تسليط الضوء على الضعف الراهن المخيّم على الاقتصاد الحقيقي، في إطار مساعيه الرامية الى تعزيز الانتعاش المستدام.