الأزمة الأوروبية تتفاقم إلاّ أنّ العملة تستمتع بتوسيع دائرة ارتدادها
تعمّ الفوضى الآفاق الأساسية لليورو.ليس هنالك أي شكّ بأنّ المنطقة تتكبّد خسائر أكبر على خلفية تفاقم أزمتها المالية.
الآفاق الأساسية لليورو: إيجابية
* تعهّد الساسة الألمان والفرنسيون بإبتكار خطّة شاملة لليورو بحلول نهاية الشهر
* عمدت وكالة ستاندرد أند بورز الى تخفيض تصنيف أسبانيا، ووكالة فيتش تقلّص تصنيفات مصارف أوروبية كبرى
* وسّع اليورو دائرة تسارعه الصعودي مقابل الدولار وشارف على بلوغ المقاومة
تعمّ الفوضى الآفاق الأساسية لليورو. ليس هنالك أي شكّ بأنّ المنطقة تتكبّد خسائر أكبر على خلفية تفاقم أزمتها المالية؛ ويغيب المصير النهائي (على صعيد الثقة والوضع النقدي) لهذه الكارثة. في الآونة الأخيرة، برزت مواقف متعارضة في صفوف بعض المسؤولين السياسيين الرفيعي المستوى حول الخيارات المتاحة وتلك المرفوضة؛ دعا عدد قليل من الشخصيات الرئيسية الى السماح بفشل فوري، بينما طالبت أصوات أكبر بتحديد سقف لحجم الدعم المقدّم الى أعضاء الإتّحاد الأوروبي والمصارف المثقلة بالديون. طرأ تغيير على ذلك. لقد تزايدت حدّة المرونة، وعلى الرغم من أنّ هذا الأمر يقوّض بشكل بديهي قيمة العملة، إنّه ينتقص من بعض ضغوطات الأزمة التي تقضّ مضجع الأسواق خلال الأجل القريب.
بشكل أساسي، يعتبر ما شاهدناه في الأسبوع السابق- وما قد نلحظه في الأسبوع المقبل- بمثابة تسارع صعودي تصحيحي. يعتقد بعض التّجار الساذجين بأنّ توتّرات منطقة اليورو باتت قيد السيطرة؛ إلاّ أنّ هنالك نظرية متنامية بأنّ تتبلور الحدود القصوى للأزمة خلال الأجل القريب (ضافرت الأسواق جهودها لإعتبار ذلك بمثابة السيناريو الأسوأ). بناء عليه، لطالما لا تبرز تطوّرات جديدة في الأسبوع المقبل وتواصل اتّجاهات المخاطر تقدّمها (أو تبقى مستقرّة)؛ قد يشهد اليورو انتعاشًا معوّضًا أكثر ممّا خسره منذ نهاية أغسطس.
وعلى الرغم من الإرتداد المستمرّ لمسار المقاومة الأدنى، ستجتاز التحرّكات الصعودية سلّة من العوائق الأساسية التي من شأنها تهديد التقدّم. يتمثّل الخطر المباشر الأكبر بإجتماع مجموعة الدول العشرين الذي سينعقد يوم السبت. ومن دون أدنى شكّ سيخصّص حكّام المصارف المركزية ووزراء المالية هذه القمّة لمناقشة الأزمة المالية السائدة في اليونان ومنطقة اليورو ككلّ. سيقتصر أي تطوّر ملحوظ على ما تستطيع المجموعة القيام به. ظهرت بعض الإقتراحات المحيطة بتعزيز مشاركة صندوق النقد الدولي في عملية الإنقاذ؛ إلاّ أنّ مصير اليونان سيعيق التوصّل الى اتّفاق مشترك.
كما يتوقّع أن تطال المناقشات تمديد الإطار الزمني للإفلاس المحتمل لليونان ليشمل أشهر عدّة مقبلة، وأشار المحققون الذين قاوموا بزيارة البلاد في الشهر السابق الى أنّ اليونان ستحصل على شريحة المساعدة السادسة (على الرغم من عدم بلوغها الأهداف المنشودة المتّفق عليها). ولربّما يتجسّد الأمر غير المعروف بالتحذير الذي أطلقه المفاوضون لأصحاب سندات الديون اليونانيين المنتمين الى القطاع الخاصّ والذي ينطوي على عدم قبول تقليص يفوق نسبة ال21% التي تمّ الإتّفاق عليها في عملية الإنقاذ الثانية التي تمّ إقرارها في شهر يوليو. في المقابل، تتردّد بعض الشائعات بشأن بحث الإتّحاد الأوروبي عن اكتتاب بنسبة 50% يتمّ لمرّة واحدة فقط، في وقت تتطلّع المصارف الألمانية الى اكتتاب يتراوح ما بين 50 و60%. لماذا يعتبر ذلك غاية في الأهمّية؟ إنّه يترجم بتكبّد مصارف المنطقة خسائر حقيقية، هي التي تسلك المسار المالي الصحيح لتواجه على الأرجح اختبارات تحمّل جديدة.
تشكّل أي صدمة سيادية جديدة تهديدًا بالنسبة الى اليورو (عمدت وكالة ستاندرد أند بورز الى تخفيض تصنيف أسبانيا هذا الأسبوع وتصنيف إيطاليا في الأسبوع السابق)؛ بيد أنّ معظم الخطط السياسية تناقش كيفية إحلال الإستقرار على المستوى الحكومي. يشير ذلك الى تزايد فرص هيمنة المخاطر وبروز عوامل غير عادلة ناجمة عن التوتّرات السائدة في صفوف المصارف. تمّ تخفيض تصنيف عدد من المصارف الأوروبية في الأسبوع السابق، ويقدّر تكرار العملية عينها في المستقبل.