رد: اهم التقارير الاقتصادية والسياسية ليوم الخميس 12-2
بانتظار البيانات....
هالة من الخوف قد اجتاحت الأسواق اليوم عقب الشكوك التي باتت تحيط بمدي أثر خطة الإنقاذ الأمريكية المرتقبة, وبعد أن كانت الأسواق منتظرة على أحر من الجمر قرار الموافقة على هذه الخطة بدئوا يعتقدون أن الضرر الذي ستسببه هذه الخطة سيكون أكثر من نفعها
لقد شاهدنا يوم أمس صانعي القرارات في الولايات المتحدة الأمريكية يصلون إلى قرار محايد بشأن خطة الإنعاش الأمريكية عقب خلافات و مناقشات مريرة, هذا حيث تمت الموافقة المبدئية من قبل الكونجرس و مجلس الشيوخ على هذه الخطة و لكن كان الاختلاف على قيمة هذه الخطة, فبعد أن وصلت قيمتها إلى قرابة 900$ مليار جاء قرار الموافقة على أن تكون قيمة الخطة 789$ مليار مستهدفه الركود الاقتصادي الحاد الذي تعاني منه الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق قيام الحكومة بإنفاق بعض الأموال من ناحية و تخفيض الضرائب من ناحية أخري....
تعد القيمة النهائية التي وافق عليها صانعي القرارات بالحكومة الأمريكية أقل من 838$ مليار التي كان وافق عليها مجلس الشيوخ مع بداية هذا الأسبوع, و لكن مع الوصول إلى القرار النهائي رأينا المصوتين و الذين تضمنوا ثلاثة من الحزب الجمهوري المعارض للخطة يصرون على ألا تتخطي قيمة الخطة 800$ مليار...
لقد تم تقديم الخطة و بنودها إلى السيد باراك أوباما الرئيس الأمريكي الجديد للقيام بالموافقة النهائية, و غالباً ما سيتم الإعلان عن الخطة مع نهاية اليوم أو غداً, و بالرغم من أننا قد أصبحنا على بعد خطوة من الإعلان عن تفاصيل الخطة المرتقبة إلا أن الاضطراب قد أصبح هو السمة المشتركة بين جميع الاقتصاديات!!!!
لقد أعرب السيد أوباما عن مدى شكره و امتنانه لصانعي القرارات الذين قد تمكنوا من اتخاذ قرار على هذا القدر من السرعة قائلاً أن هذه الخطة سوف تساعد في خلق ما بين 3 إلى 4 مليون وظيفة خلال العامين القادمين بجانب الأثر الإيجابي الذي سينتج عن تطبيق هذه الخطة الذي يعد أخر أمل للاقتصاد من أجل الخروج من مستنقع الركود الاقتصادي الذي هو فيه الأن...
لقد صار خوف المواطنين و المستثمرين عزيزي القارئ واضحاً للغاية بالرغم من ثقة السيد أوباما من نجاح الخطة إلا أن هذا لا يعنيهم في شيء حيث أنهم قد استرجعوا ذكريات أحداث التصويت لخطة الإنقاذ الماضية و التي شاهدنا عقب تمريرها من قبل مجلس الشيوخ الأسواق تنهار بشدة و يرجع هذا إلى القدر الهائل من عدم الثقة في الاقتصاد حيث أن الخوف الأن هو أن تضيع أموال دافعي الضرائب هباءً في حالة فشل الخطة....
اليوم نجد الأجندة الاقتصادية تقتصر على بيانات صادرة عن المنطقة الأوروبية بجانب البيانات الصادرة عن الولايات المتحدة الأمريكية, و تتمثل البيانات الصادرة عن الاقتصاد الأوروبي في بيانات القطاع الصناعي حيث تشير التوقعات إلى أن القطاع سوف يعاني من مزيد من الضعف و التدني مع ما تعانيه المنطقة الأوروبية من ضعف شديد في مختلف النشاطات الاقتصادية نتيجة للركود الاقتصادي الحاد الذي تعاني منه!!!
أما البيانات الأمريكية فأمها اليوم هي مبيعات التجزئة عن شهر كانون الثاني و التي من خلالها سيتبين لنا مستوى الطلب و الإقبال من المستهلكين على السلع و نجد أن التوقعات تشير إلى أن الأوضاع قد تحسنت خلال شهر كانون الثاني مقارنة بالقراءة السابقة, و لكن ما زال يجب علينا أن نترقب الأسواق لنري ما قد يطرأ خلال يومنا الاقتصادي هذا...
نعلم جميعاً عزيزي القارئ مدى حاجة الأسواق الأمريكية و العالمية إلى تطبيق هذه الخطة و لكن مع هذا نجد أن الاقتصاد الأمريكي لن يتحمل زيادة الأعباء التي تقع على كاهله في الوقت الحالي و في حالة ما إذا كانت هذه الخطة سوف تسبب ضرراً أكثر من نفعها فمن الأفضل ألا يتم تطبيقها.
لقد شاهدنا السيد جيثنير رئيس الخزانة الأمريكية الجديد يتحدث عن مدى أهمية تدعيم البنية التحتية للقطاع المالي و المصرفي و قال أن أهم جوانب نجاح هذه الخطة هي إنقاذ القطاع المالي أولاً و حل أزمة الائتمان التي في حالة استمرارها قد لا تلاقي الخطة أي نجاح و ستكون أموال دافعي الضرائب قد ضاعت هباءً....