مع إغلاق الأسواق تداولات يوم الجمعة الماضي انتهى الربع الثالث من هذا العام ، وبدون أن يتخذ القرار الأمريكي برفع أسعار الفائدة هذا القرار الذي طال انتظاره شهورا .
ولعل الميزة التي أنهى عليها تداولاته هي وصول نتيجة تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي الأمريكي، إلى درجة من الأهمية توازي أهمية قرار الفائدة ذاته حيث ارتفاع أو انخفاض الرهان على قرار الرفع يكاد يكون معتمدا بكليته على نتيجة البيان المنتظر والمنتظر صدوره خلال تداولات أسبوعنا الحالي .
مع نهاية الأسبوع الأخير من الربع الماضي كان هنالك ثمة حدث كان يعتبر شبه مستحيل قبل شهور قليله وهذا الحدث اتفاق الدول الأعضاء بـ"أوبك" خلال الاجتماع غير الرسمي الذي عقد الأربعاء في الجزائر، على تثبيت مستوى إنتاج المنظمة بين 32.5 مليون برميل يومياً و33 مليون برميل يومياً.
وكانت النتائج المباشرة ان ارتفعت العقود الآجلة لـ "نايمكس" تسليم نوفمبر/تشرين الثاني بنسبة 0.9% أو بمقدار 41 سنتاً وأغلقت جلسة نيويورك عند 48.24 دولار للبرميل، وسجل الخام الأمريكي خسائر في الربع الثاني بحوالي 0.2%، وحقق مكاسب شهرية بنسبة 7.9%.كما حقق الخام القياسي مكاسب فصلية بحوالي 1% وشهرية بنسبة 4%.
ما بين النفط وأسعار الفائدة الأمريكية
السؤال الأول :هل تدعم تطورات النفط التسريع باتخاذ قرار الرفع للفائدة الأمريكية ؟
نعم تدعم حيث أنها تدعم ارتفاع التضخم وبتسارع شهري يتناسب مع تسارع الارتفاع المتوقعة في أسعاره .
السؤال الثاني هل تميل التوقعات لارتفاعات متتالية وقويه للنفط خلال الفصل الأخير بحيث يصل لمستويات ال70دولار للبرميل؟
الإجابة لهذا السؤال تعتمد على شقين ولتحرك اسعار الفائدة سيناريوهين
الأول إن تطرقنا للنمو العالمي والتراجع الحاصل في الاقتصاديات الكبرى ،والتجاوزات التي ستحدث ناحية عدم الالتزام بالحصص ،فإننا نرى بأن وصول النفط لمستويات 53-57دولار للبرميل مع ارتفاع حالة التفاؤل ممكن ،أما الثبات فوق هذه المستويات مع استمرارضعف النمو العالمي فيكاد يكون مستحيلا ما لم يتفاعل الشق الثاني من الإجابة .
قبل الانتقال للشق الثاني هذا السيناريو يحقق للفدرالي دعم الرفع البطء والمتمهل لأسعار الفائدة
الشق الثاني الإجابة هي نعم ممكن أن يصل النفط إلى مستويات ال70دولار للبرميل ،وهذا يعتمد على (القطيع في أسواق المتاجرة الالكترونية (الفوركس) )!!!
و يكون بقيام القطيع ببيع النفط ضمن مستويات معينيه ثم الإصرار على بيعه فيلجا صناع السوق إلى اللجوء للمتاجرة التكتيكية وحماية مستويات معينيه ولفترة معينه إلى أن يغير القطيع سلوكه ويتجه للشراء .
و من التاريخ المعاصر نعود لعام 2008حيث كان النفط في بدايات هذا العام يسعر ب 84دولار للبرميل ومع وضوح الرؤية والدخول رسميا بأزمة العقار الأمريكي وتوابعها كانت الأسس الاقتصادية فنيا وأساسيا تقول بانهيار النفط ،ومع اشتداد عمليات البيع الالكترونية وعلى الرغم من البدء بانخفاض الطلب العالمي , وصل النفط بمنتصف عام 2008الى 149دولار للبرميل ،قبل العودة للهبوط والانهيار ،والذي ترافق مع خروج أسواق الاقتصاد المضلل للترويج بوصول النفط إلى 200دولار و تغير سلوك القطيع إلى الشراء بدل البيع .