رد: اهم التقارير الاقتصادية والاساسية ليوم الاتنين 14 يوليو
الدببة تتقدم والثيران تتراجع في أسواق الأسهم
في كل أسبوع تجد الأسواق المالية في العالم سببا ًجديدا ً لتزيد من انحدارها نحو الأسفل . وكان هذا الأسبوع مختلفا ً جدا ً ومشاكله تظهر ليس فقط على أسواق الأسهم بل تمتد إلى جميع استثمارات العالم أجمع . فاني ماي (Fannie Mae) وكذلك فريدي ماك (Freddie Mac ) اللتان تعتبران أكبر من يقوم بشراء عقود الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأمريكية تواجهان تحديا ًصعبا ً في أزمة الرهن العقاري حيث إنهما مهددتان في الوقوع في أزمة نقدية قد تنتقل لتصبح أزمة نقدية وبالتالي إفلاس الشركات .
هاتان الشركتان تم تأسيسهما لحل أزمات مالية مرّت في الولايات المتحدة الأمريكية , الأولى أثناء الكساد العظيم حيث عمد مجلس الشيوخ الأمريكي إلى تأسيسها لتقوم بمساعدة الاقتصاد من الخروج من تلك الأزمة والثانية في 1970 عندما كان الاقتصاد الأمريكي ما زال يعاني من آثار الركود التضخمي . لكن في هذه الأزمة الاقتصادية انتقلت هاتان الشركتان من منقذ للاقتصاد إلى ضغط كبير أصبح يقلق الفيدرالي الأمريكي حيث ركز عليهما السيد بولسون وزير المالية الأمريكية وحاول إعادة الثقة في القطاع المالي لكنه فشل بسبب الاعتقاد السائد بان الأزمة الائتمانية ما زالت تعد بمزيد من التعمّق في العالم إلى جانب تأكيدات السيد بيرنانكي على استمرارية هذه الأزمة.
ما يراه المتداولون لا يمكن لشيء أن يعيد الثقة في الاقتصاد وأسواق المال , انخفاض وصل إلى 14% لشركة فايني وانخفاض مقداره 22% لفريدي يوم أمس في أسعار أسهم الشركتان قاد مؤشرات الأسهم الرئيسية في العالم والولايات المتحدة الأمريكية إلى هبوط عنيف . خلال هذه السنة انخفض سعر أسهم الشركتين بمقدار 67% و 77% على التوالي .
هاتان الشركتان الموصى بهما من الحكومة الأمريكية واللتان تملكان أكثر من نصف كمية الرهن العقاري في الولايات المتحدة أصبحتا تهددان ليس فقط الاقتصاد الأمريكي بل العالم أجمع في مزيد من التعمّق في الأزمة الائتمانية حيث إن القراءة الحالية للديون الهالكة ( Write Downs ) وصلت إلى ما يزيد عن 404 بليون دولار أمريكي لتهدد القطاعات المصرفية في العالم أجمع .
التذبذب الشديد في سعر برميل النفط وعودته إلى مستوياته القياسية نهاية الأسبوع كان تارة يثقل كاهل شركات الطاقة في الانخفاض ومرّة أخرى حين يرتفع يثقل على القطاعات الصناعية والخدمات , إن ذلك يعكس في الواقع النظرة التشاؤمية بين أوساط المتداولين وانخفاض الشهية الاستثمارية بسبب قلة تقبّل المخاطرة التي شبعت محافظ العالم الاستثمارية منها !
التوترات السياسية الإسرائيلية الإيرانية والأمريكية الإيرانية تضيف على الخوف في العالم مزيدا ً من العمق في قلوب المستثمرين, الاتجاه إلى المعادن الثمينة والاستثمارات الآمنة عديمة المخاطر أصبح واضحا ً جدا ً في ظل حالة عدم التأكد من الوضع الاقتصادي الدولي إلى جانب التوترات السياسية . "لا نرغب في المخاطرة", هذا هو شعار الأسواق المالية خلال هذا الأسبوع !
ينهي مؤشر نيكاي الياباني 200 تداولاته اليوم منخفضا ً 0.21-% من قيمة افتتاحه كذلك ما زال يقدم لنا أنماطا ً سعريه هابطة تظهر على الرسوم البيانية بما يسمى نموذج القمتين في التحليل الفني مستهدفا ص مزيد من الهبوط في افتتاح الأسبوع القادم . كان المؤشر قد افتتح يوم الاثنين تداولاته حول 13200 نقطة لكنه ينهي تداول الأسبوع بإغلاق عند 13039.69 نقطة بعد أن كان قد حقق الأدنى يوم الجمعة عند 12959.26 نقطة.
لم يبقى قطاع في الأسواق اليابانية وفي طوكيو تحديدا ً إلا وقد مر عليه يوم أسود هذا الأسبوع , القطاع المالي أولا ً ثم قطاع شركات الطاقة وأخيرا ً قطاع الخدمات و قطاع الصناعة . فعلى التوالي كانت القطاعات تهبط في موجات عنيفة من جني الأرباح وفي أسواق هابطة ليحقق مؤشر نيكاي أدنى سعر له منذ 3-نيسان-2008 . ونهاية تداولات الجمعة كانت شركات التصدير هي الحكم في أن يغلق المؤشر على انخفاض رغم بعض الإشارات الإيجابية في طلب على أسهم الطاقة خلال التداول.
الأسبوع القادم يبدأ فيض بيانات الأرباح والخسائر ونتائج البنوك الأمريكية , وهذا ما جعل التداول اليوم حذرا ً في معظم أسواق العالم وفي طوكيو أيضا ً حيث إن لهذه الشركات امتدادا ً واسعا ً في خدماتها في شتى أنحاء العالم . تجارة العائد التي يشتهر فيها المستثمرون اليابانيون تحتاج إلى قطاعات مصرفية سليمة , وهذا ما يخشاه ألائك المتداولون الآن . مع انخفاض مؤشر نيكاي مغلقا ً للأسفل بمقدار 27.52- نقطة فإن برودر توبيكس( Broader Topix) أغلق منخفضا ً بمقدار 0.4% .
من لندن , يهوي مؤشر فوتسي 100 سقوطا ً حرا ً ليعلن في بورصة لندن بأن المؤشر دخل سوق الدببة ( Bear Market ) , من افتتاحه حول 5462.89 نقطة صعد المؤشر محققا ً الأعلى يوم الأربعاء قبل قرار الفائدة البريطانية والذي صدر من البنك المركزي البريطاني ليعلن بان سعر الفائدة المرجعي سوف يبقى عند مستوى 5.00% . إن ذلك كان إيجابيا ً لتجارة العائد غير إن انخفاض الثقة في القطاعات المصرفية العالمية ناقضت ذلك.
الاقتصاد البريطاني ما زل في وضع لا يحسد عليه , البنك المركزي البريطاني يقف عاجزا ً أمام حالة من مخاطر الركود الاقتصادي والانكماش في العديد من القطاعات و من جهة أخرى عند تضخم وصل إلى 3.3% ويتوقع له ارتفاعا ً إلى مستويات فوق 4.00% . هذه الحقائق أصبحت تقلق المستثمرين .
العوائد المنخفضة لقطاع الخدمات البريطاني والتي يتوقع إن تصدر لاحقا ً تضغط على كل من الاقتصاد وأسواق الأسهم . الارتفاع الكبير في سعر برميل النفط يضغط على الأسهم الصناعية والخدماتية جميعها دون استثناء وانخفاض الإنفاق هو المصيبة البريطانية المتوقع ظهورها قريبا ً .
خلال تداولات يوم الجمعة تداول المؤشر ما دون مستوى 5302.79 . البنوك تدفع في المؤشر نحو الأسفل , بريطانيا يعتمد اقتصادها على الخدمات والأخير يمثل القطاع المصرفي جزءا ً لا يستهان به إلى جانب شركة فودافون التي دفعت المؤشر في تداول نهاية الأسبوع بثقل وزنها بأحجام تداول مرتفعة في سوق لا يحق له امتلاك اسم غير " سوق الدببة " .
أحتار عزيزي القارئ عندما أوضح ما يحصل داخل مؤشر فوتسي 100 ! لم يبقى قطاع إلا وشارك في الهبوط حتى شركات الطاقة أيضا ً حيث إن الارتفاع في السعر اعتبر سلبيا ً لها هذا الأسبوع حيث إن الارتفاع حاصل من توقعات في انخفاض التزويد من الذهب الأسود مما سوف يخفض أرباح الشركات رغم ارتفاع هامش الربح .
من ألمانيا ومستجدات المخاوف الائتمانية وإعلان من سيتي جروب عن نيتها في بيع حصص لها في إحدى الشركات الاستهلاكية الألمانية الأصل . هذا وتساقط قطاع البنوك أيضا ً في ألمانيا مسح أي أمل في صعود مؤشر داكس الألماني إلى أن حقق تداولا ً واضحا ً ما دون مستوى 6140 منخفضا ً بما يزيد عن 2.1% في تداولات نهاية الأسبوع . هذا وكان المؤشر الصناعي قد افتتح عند 6325.08 نقطة وبقي في تداول جانبي حتى بدأ رحلة الهبوط يوم الخميس .
تصريحات وتوقعات من سيتي جروب ومن جي بي مورجان وبنك باركليز جميعها أشارت إلى إن الاقتصاد الأوروبي قد يمر في انكماش لأول مرّة له في التاريخ منذ أن تم توحيد عملة الخمس عشر دولة . هذا وكانت بيانات هذا الأسبوع قد أشارت إلى إن الناتج المحلي الإجمالي للربع ( I ) من هذه السنة لم يكن 0.8% بل كان 0.7% حسب الإحصائية النهائية له .
جينيرال إليكتريك حققت انخفاضا ً واضحا ً في الأرباح كما كان متوقعا ً خلال الربع الثاني من السنة وأعلنت عن نيتها أيضا ً ببيع أوراق أعمال استثمارية يابانية قيمتها وصلت إلى 5.4 بليون دولار أمريكي . والأرباح انخفضت بمقدار 6.0% في هذه الشركة خلال الثلاث أشهر الماضية . حقق مالكي أسهم شركة جينيرال أرباحا ً للسهم الواحد ( الربع الموزع ) 51 سنتا ً أمريكيا ً . رغم تصريح من إدارة الشركة مشيرا ً إلى إن أسواق العمل الخارجية ما زالت سليمة رغم التباطؤ الأمريكي إلا إن المستثمرين لم تعجبهم هذه النتائج للشركة حيث إن سعر السهم انخفض بمقدار 14 سنتا ً أمريكيا ً ليصل إلى 27.50 دولار أمريكي في التداولات السوقية الآنية .
نعود الآن إلى بؤرة الفساد الاقتصادي ! الولايات المتحدة الأمريكية سبب مصائب الأسواق العالمية منذ أواسط 2007 . يعلن أيضا ً سوق دببة وتم طرد جميع الثيران في الأسواق . من دون أن يدري السيد بيرنانكي فقد أثر سلبا ً على الأسواق المالية للأسهم بقوله إن الأزمة الائتمانية موجودة . سعر برميل النفط يصل إلى 146.80 في بداية تداول بورصة نيويورك ويهبط مؤشر داوجونز 30 الصناعي الامريكي إلى مشارف 11000 نقطة في رحلة هبوطه التي بدأت منذ 19-أيار-2008 حين وصل المؤشر إلى 13139 نقطة حين كنا مصرين عزيزي القارئ لو كانت ذاكرتك قوية بان الارتفاع كان يعتمد على تفاؤل مفرط في غير محله ! .
كان مؤشر داوجونز قد افتتح عند 11240 نقطة بداية هذا الأسبوع قبل أن يتعرض لضربات متتالية من عودة مخاوف توجه الاقتصاد الأمريكي إلى ركود . فبعد أن حقق أعلى قيمة له عند 11410 دخل موجة هابطة قوية إذ إن مخاوف الائتمان أصبحت لا تقتصر على أزمة الرهن العقاري وركود أسواق المنازل بل امتدت لتصل إلى مخاوف من نشوء أزمة ائتمانية سببها أسواق المال نفسها بسبب المتداولين في نظام الهامش ( Marginal Trading ) . وبهذا وصل مؤشر داوجونز الصناعي الأمريكي 30 إلى أدنى سعر له منذ 10-آب-2006 مكملا ً رحلة الهبوط من الذروة التي وصلها في تشرين الأول عام 2007 عندما كان وصلت قيمته إلى 14266 نقطة . وبهذا اليوم يكون المؤشر قد فقد من قيمته 22.89% منذ قيمة الذروة عام 2007 . إن هبوط مؤشرات الأسهم إلى قيم تزيد عن 20% تقود في العادة إلى نشوء حالة من الذعر في الأسواق وتنبئ بمزيد من الهبوط .
بالنظر إلى المؤشر فنيا ً نجد إنه يتداول ما دون مستوى تصحيح 38.2% للصعود الذي بدأ في 6-تشرين الأول-2002 وانتهى في الذروة تشرين الأول-2007. وبهذا فإن استمرار التداول ما دون مستوى 11470 يهدد بوصول مستوى 10650 على أقل تقدير.
من نيويورك أيضا ً , إعلان واضح وصريح من جهات تحليل كبيرة ومرموقة , تم الإعلان بأن مؤشر إس آند بي 500 الأمريكي دخل سوق الدببة , وهذا يعني مزيد من الهبوط على المدى المتوسط . منخفضا ً من الذروة عام 2007 في شهر تشرين الأول وصل المؤشر إلى مستوى 1236 نقطة منخفضا ً من قيمة 1586.50 آنذاك .
أما خلال هذا الأسبوع فقد واجه مؤشر وول ستريت الأهم ضغطا ً منذ أعلى قيمة حققها عند 1278 نقطة لينخفض إلى الأدنى المذكور أعلاه وهو أدنى قيمة للمؤشر منذ 16-تموز-2007 وبهذا يكون المؤشر قد فقد هذه السنة لوحدها ما مقداره 13.08% من قيمته منذ افتتاحه عند 1422 وفاقدا ً أيضا ً 22% من قيمته عند الذروة عام 2007 .
عزيزي القارئ , سؤالي الذي اطرحه على صانعي القرار الاقتصادي الأمريكي , هل سوف يتم معالجة وضع الأسواق المالية قبل أن تحصل أزمة ائتمانية جديدة ؟ لنتابع معا ً ونراقب عن كثب الأسابيع القادمة ونتائج المصارف الأمريكية ابتداء ً من الأسبوع القادم
المواضيع المتشابهه 
