الدولار الأميركي - بات ارتفاع الدولار الأميركي يعزى بشكل متزايد الى المضاربات على خلفيّة تكاثف نفور المخاطر
بات ارتفاع الدولار الأميركي يعزى بشكل متزايد الى المضاربات على خلفيّة تكاثف نفور المخاطر
التوقعات الأساسية للدولار الأميركي: ايجابية
باتت أزمة الديون السيادية هي التي تعزّز التسارع الصعودي للدولار مكان الأساسيّاتارتفاع ثقة المستهلك والإنفاق، ما يعزّز فرص تحقيق انتعاش اقتصادي قوي- زوج اليورو/دولار على شفير بلوغ أدنى مستوى له في ستّة أعوام، هل سيدخل الزوج المرحلة المقبلة من إحدى الموجات الانخفاضية؟عادة عندما نقول أن الأسواق تشهد موجة نفور من المخاطر، يعني ذلك أنّ مصالح المضاربات تتلاشى أو تنخفض. وبناء عليه، يتوقّع التجار ارتفاع الدولار الأميركي - بإعتباره الملاذ الآمن الحالي للأسواق - بالتزامن مع تدفقات رؤوس الأموال. في الواقع، نعتقد أنّ نقل رؤوس الأموال الى العملة الأميركية وأصولها هو أبعد ما يكون عن ممارسة المضاربة. ومع ذلك، ثمّة عنصر مرتبط بالمضاربة لهذه التدفقات؛ وتصبح هذه الميزة أكثر وضوحًا عند تسجيل تسارع ممائل لما نعهده في الوقت الراهن. ويعدّ الاتجاه بحدّ ذاته صعب التنبؤ به، وإن كان عنصرًا ذا تأثير كبير على الأسواق بشكل عام. وعلى الرغم من أن تفاؤل المستثمرين يبدو في بعض الأحيان مستقلا عن الأساسيّات الجوهريّة (النمو، معدلات الفائدة، تدفقات رؤوس الأموال)؛ إنّه يتذبذب في الواقع حول الاتجاهات الاقتصاديّة الأكثر استقرارًا. ولكن في نهاية المطاف، يلتقي الاثنان دومًا. ينبغي أن نتوخى الحذر في هذه المرحلة. ففي حين أن نفور المخاطر هو في حالة تأهّب قصوى الآن، الا أنه قد يتلاشى بسرعة أو ينعكس. وفي هذه الحالة، من المرجّح أن توفر خلفيّة الأساسيّات هذه تقدّمًا ضئيلًا في النمو في معظم نظرائه الى جانب علاوات ضئيلة في توقعات الفائدة مقابل اليورو والجنيه الاسترليني. هل يمكن أن يواصل الدولار تسجيل مستويات قياسيّة جديدة للعام، وهو متسلّح بهذه التفاصيل فقط كدعم؟ولهذا السبب يتعيّن علينا أن نراقب عن كثب كل من تطوّرات اتجاهات شهيّة المخاطر بالإضافة الى العافية النسبيّة للدولار الأميركي نفسه. فمن حيث الأولى، تقف الأسواق عند نقطة تحوّل. سبق أن شهدنا في أسواق الصرف تعديلات كبرى للأزمة الأوروبيّة المحتملة. وقد هوى اليورو/دولار بحوالى 2,800 نقطة في غضون ستّة أشهر، لتستقرّ معدلات الصرف الآن على شفير منطقة لم تنخفض إليها منذ أربعة سنوات. ومن منظور المضاربات، فإن تسجيل هذه القفزة سيكون بمثابة تحوّل رئيسي في اتجاه الحشود. ويستلزم هذا الأمر تطوّرًا رئيسيًّا آخر. بالنسبة لوضع الاتحاد الأوروبي، فإنّه يبدو غير مبرّر. ثمّة العديد من الدلائل بأن الالتزام بمساعدة الدول المجاورة هو أمر واهن حتى في أحسن الأحوال (ولاسيما بعد ورود شائعات بأن الرئيس الفرنسي ساركوزي هدّد بالانسحاب من منطقة اليورو لإجبار المستشارة الألمانيّة ميركيل على الموافقة على الإنقاذ)، كما أن الاضطرابات الاجتماعيّة آيلة بالصعود، في حين سيؤدّي تخفيض العجز حتمًا الى الانزلاق من جديد في دوامات الركود المعهودة وستتجسّد مسألة الأجل البعيد بأنه لا يوجد أي اتحاد مالي أو ضريبي يضاهي الاتحاد النقدي. يبدو أن المشاكل هذه هي محتومة، ولكن إذا ما هدأت المخاوف بينما يأخذ هذا الأمر منعطفًا بطيئًا، من المرجّح أن يستقرّ نفور المخاطر على نحو مماثل. وتندرج تهديدات أخرى على الجدول أيضًا. تواجه الصين فقاعة أصول، لا تمتلك السوق الناشئة الطلبات الكافية لدعم نموّها السريع، كما تكمن المسألة الأكبر في مخاطر الائتمان السيادي العالمي. وعلاوة على ذلك، لم نلحظ أي تصحيح فعلي في أسواق المضاربات الأخرى لمعظم ما تم تحقيقه من ارتفاع خلال العام 2009. قد يستفيد الدولار من الانهيار في سائر المجالات؛ بيد أن الزخم قد يتحوّل ربما الى زوج الأسترالي/دولار عوضًا عن اليورو/دولار.وإذا ما تناولنا الصورة الأساسيّة كرسم بياني على سبيل المثال، تعتبر الأساسيّات موازية للمتوسط الحسابي لمئتي يوم. فإذا ما كان النمو ومعدلات الفائدة قويًّا بما يكفي، سيرتفع الدولار بطبيعة الحال. ومع ذلك، نقف عند نقطة، تحوّل فيها النمو من توسّع تقوده الحوافز الى نمو مستند على الاستهلاك وقد بلغت توقعات معدلات الفائدة لإثني عشر شهرًا 50 نقطة فقط. لا تعدّ هذه الأخيرة بمثابة احصائيّات يمكن أن يعتمد عليها أي اتجاه قوي. ومع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تتمتّع باستقرار يفوق نظراءها الرئيسيين؛ وكل تحديث هام تترتّب عنه امكانيّة إحداث تغير كبير في الصورة. في الأسبوع المقبل، يشكّل مؤشر أسعار المستهلك حدثًا يحمل قدرًا عاليًا من المخاطر. وفي حين أعرب بنك الاحتياطي الفدرالي عن غياب أي ضغوطات تضخّميّة، بقيت قراءة المؤشر صامدة فوق المعدّل المستهدف لها، وهو أمر قد يجبر الاحتياطي على التحرّك في نهاية المطاف إذا ما استمرّ لفترة طويلة.
Daily FX