توثقت العلاقات التي تجمع عقود الذهب بالفوركس، إذ عزّزت الأزمة الإيرلندية نفور المخاطر

توثقت العلاقات التي تجمع عقود الذهب بالفوركس، إذ عزّزت الأزمة الإيرلندية نفور المخاطر
تستحوذ عقود الذهب في الآونة الأخيرة على كمّ هائل من الإهتمام في صفوف المستثمرين، إذ سجّل المعدن الأصفر ارتفاعًا وصولاً الى مستويات تاريخية جديدة. بيد أنّه ليس من الضروري تداول الذهب من أجل الإستفادة من التذبذبات الأخيرة التي يشهدها هذا المعدن النفيس. في الواقع، بات العديد من أزواج العملات الأكثر تداولاً يستند بتحرّكاته على الذهب، ما يوفر لتّجار الفوركس فرصًا سانحة تخوّلهم الإعتماد على الإتّجاه الصعودي أو المراهنة ضدّه، هذا فضلاً عن المنافع التي يدرّها التداول في أكثر الأسواق عمقًا وسيولة.
يشمل الجدول الآتي العلاقة التي تربط الذهب بأكثر الأزواج تداولاً ضمن إطارات زمنية مختلفة ومتعدّدة. تشير أي قيمة تقترب من +1 الى أنّ علاقة ايجابية وثيقة تربط الذهب بالزوج ، بينما تدلّ أي قيمة بمحاذاة -1 على أنّ ارتباط سلبي قويّ يجمع ما بين هذين الإثنين.
التعليقات الأسبوعية: توثّقت العلاقات التي تربط الذهب بالفوركسخلال تداولات الأسبوع الفائت، في وقت غدت الإرتباطات اليومية قويّةبشكل خاصّ. كما هيمنت التطوّرات التي طرأت على أزمة الديون الإيرلندية على التدفقات الجديدة، ما ادّى الى بروز نفور المخاطر في الأسواق المالية كافّة.
قد يذكر بعض القرّاء أنّ الوضع في ايرلندا بدأ يؤثّر على الأسواق اعتبارًا من الأسبوع الفائت، بيد أّنه في ذلك الوقت كانت الأضرار التي لحقت باليورو محدودة. واصل الدولار الأميركي هبوطه مقابل غيره من العملات، بينما بلغ المعدن الأصفر ذروة تاريخية جديدة. بالتالي، لاحظنا تدهور العلاقة التي تربط الذهب بزوج اليورو/دولار بشكل ملحوظ، بينما بقي الإرتباط بين المعدن الأصفر وغيره من الأزواج ثابتًا.
ولكن تبلور السيناريو المذكور في الأسبوع السابق. في هذا الأسبوع، استمرّ زوج اليورو/دولار بالتراجع، غير أنّ هذه المرّة حذت أزواج الدولار الأخرىحذوه. كما انخفضت عقود الذهب بشكل حادّ. لقد أتاح هذا الأمر المجال أمام ارتداد العلاقة التي تربط زوج اليورو/دولار بالذهب. في الوقت عينه، توثّقت بشكل أكبر العلاقة بين المعدن الأصفر والأزواج الباقية.
لا يبدو هذا الوقت على الأرجح ملائمًا لإتّخاذ زوج اليورو/دولار المعيار الأمثل لدخول مواقع شراء الذهب في أسواق الفوركس. تشوب الإختلالات علاقة الأجل البعيد التي تربط اليورو بالمعدن الأصفر، ولا ترسّخ البيانات الأساسية الإرتباط الإيجابي الوثيق. كما يتلقى المعدن الدعم من وضعه كملاذ آمن مقابل العملات الورقية. وعلى غرار الولايات المتّحدة، السياسة النقدية في منطقة اليورو هي فضفاضة للغاية.
عوضًا عن ذلك، ينبغي على التّجار معرفة أيّ من العملات المرتبطة تجاراتها بالسلع هي الأكثر استفادة من تشديد الشروط النقدية. يبدو أنّ زوج الأسترالي/دولار هو الرابح الأكبر، إذ يتلقى الدعم من ارتفاع معدّلات فائدة اللّيلة الواحدة، هذا فضلاً عن آفاق جعل السياسة النقدية أكثر صرامة في المستقبل. لقد توثقت العلاقة اليومية التي تربط الزوج بعقود الذهب الى 0.79 من 0.77 في الأسبوع الفائت، بينما ارتفع ارتباط الستّين دقيقة الى 0.84 من 0.66.
هوت حيازات الصناديق الاستثمارية المتداولة ETF للمرّة الرابعة في خمسة أسابيع، بينما تراجعت أسعار المعدن الأصفر بما يناهز 95$ اعتبارًا من الذروة التاريخية المسجّلة في الأسبوع الفائت عند 1424.60$. وعلى الرغم من ارتداد الأسعار من القيع المسجّلة مؤخّرًا دون مستوى 1330$، لا يسعنا سوى التساؤل عمّا إذا كان التقدّم سيدوم مطوّلاً. تشارف حيازات الصناديق الإستثمارية المتداولة ETF على بلوغ المستويات المحققة في يوليو، بيد أنّ أسعار المعدن الأصفر هي أعلى بقيمة 100$ ممّا كانت عليه في الفترة المذكورة. وفي الأعوام القليلة الأخيرة، لاحظنا علاقة وثيقة بين هذين المتغيّرين، وبالتالي توخّي الحذر مبرّر. على الرغم من ذلك، ثمّة دائمًا احتمال بأنّ الطلبات تنبع من جوانب أخرى من سوق الذهب كالإسثتمارات المادّية على سبيل المثال، الأمر الذي لا يمكن قياسه في الوقت الحقيقي.